ليس من الضروري أن تسلط الأضواء على البطل فقط، فهناك العديد من ممثلى الدور الثانى هم أبطال أيضا، ولا تستطيع أن تنساهم، خاصة إن كانوا مثل الفنان سراج منير ، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده ذلك الفنان الذى كان له مذاق مختلف واستطاع أن يترك بصمة فى كل عمل له ، فهو فنان من العيار الثقيل ، مثقف ومطلع عرف بإدمانه للقراءة وكان من أكثر فنانى عصره إلمامًا بقواعد اللغة العربية وأصول النحو .
هو الأب المتسلط ، و الزوج المغلوب على أمره ، وكذلك البلطجى ، والشرير ، بالرغم من أنه من عائلة مرموقة وغنية فكان يلقب فى الوسط الفنى بإبن الأكابر ، ولكن أصيب بلوثه الفن التى جعلته يتحدى الدنيا من أجل حلمه ، فقد أحب الفن منذ أن كان طالبا فى الإبتدائية ، ثم نسى الأمر بعد أن أنتهى من الدراسة الثانوية وقرر والده أن يدرس الطب فى ألمانيا ، وأنصاع لكلام والده ، لكنه لم يحب دراسة الطب يوما ، وتعرف هناك على إحدى المخرجين الألمان الذى جعله يقدم بعض الأدوار الصغيره فى السينما الألمانية الصامته .
أنهى دراسة الطب وقرر التوجه لدراسة الفن ، وبالفعل درس الإخراج مع المخرج محمد كريم فى ألمانيا ، وبعد فترة بدأت الحرب العالمية الثانية وقررت ألمانيا احتجاز كل المصريين فيها إلا من لديه استدعاء لمصر لأمر هام ، على الفور قام سراج بالتواصل مع يوسف وهبى فى مصر وطلب منه إرسال برقيه له يستدعيه للنزول لمصر للعمل فى فرقته المسرحية ، واستطاع أن يترك ألمانيا ، وبدأت رحلته الفنية فى مصر وانضم لفرقة يوسف وهبى المسرحية ومنها للفرقة الحكومية ، وكان أول فيلم سينمائيا يقدمه هو " زينب " الذى رشحه له صديقه وزميل دراسته محمد كريم .
طيلة مشواره الفنى لم يستطع أن ينسى أنه إبن الأكابر وكان يعيش فى صراع بين عائلته التى وصلت لأعلى المراكز ولمهنة المشخصاتى التى عمل بها والذى كان ينظر لها الكثير نظره دونيه ، ولربما ندم لتركه دراسة الطب ، لذا كان حريص كل الحرص لتقديم أدوار مميزة وكذلك أدوار رصينه حتى جاء زكى طليمات وأسند إليه دور " مخمخ" تلك الشخصية الهزلي ، فبمجرد علمه ثار عليه ورفض تقديم الدور ولكن أصر طليمات على ذلك وأنصاع له سراج وحدث مالم يتوقع فقد نجح نجاحا كبيرا وكانت شخصية مخمخ بمثابة نقلة فى مشواره الفنى ، قدم سراج مايقرب من مائة عمل فنى كلها أدوار مميزة إستطاعت أن تعيش عبر الأجيال .
سراج منير (1)
سراج منير (2)