تحشد تركيا آلاف المرتزقة والمسلحين للهجوم على مدينتى سرت والجفرة بدعم من حكومة الوفاق، وذلك للسيطرة على منطقة الهلال النفطى التى تنتج 80% من انتاج ليبيا من الغاز والنفط، وهو ما يكشف عن النوايا التركية الحقيقية فى السيطرة على الموانىء النفطية وخطوط النفط والغاز داخل ليبيا.
وقال الجيش الوطنى الليبى إن قواته ووحداته العسكرية على جاهزية تامة لصد أى عدوان أو هجوم تقوم به الميليشيات المسلحة أو المرتزقة السوريين بدعم من النظام التركى، مؤكدا أن القيادة العامة أعطت أوامر لكافة الوحدات العسكرية بالتعامل مع أى أهداف معادية تتقدم نحو سرت أو الجفرة.
وأكد الجيش الليبى أنه يمتلك أنظمة دفاع جوى متطورة فى محيط سرت والجفرة، موضحا أن ذلك يصعب مهمة النظام التركى فى استخدام الطائرات التركية المسيرة فى الهجوم على المدينتين، مشيرا إلى أن أنقرة تحشد المرتزقة والمسلحين فى مصراتة استعدادا لاستهداف سرت والجفرة.
وكشفت مصادر عسكرية ليبية لـ"اليوم السابع" عن رغبة تركية فى الهجوم على سرت والجفرة لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض تعزز موقف حكومة الوفاق فى أى عملية تفاوضية، مشددة على أن الجيش الوطنى الليبى يسيطر على حقول النفط ويؤمنها بعكس حكومة الوفاق التى تتواجد فقط فى مدن المنطقة الغربية.
وأشارت المصادر إلى أن النظام التركى لديه رغبة فى التمدد بشكل أكبر نحو مدن الشرق الليبى، محذرة من الموقف الدولى المتخاذل تجاه الجرائم التى تقوم به أنقرة فى ليبيا ضد أبناء الشعب الليبى، موضحا أن القوات المسلحة الليبية رصدت تحشيد آلاف المرتزقة السوريين داخل طرابلس خلال الأيام الماضية.
إلى ذلك، يصل وفد مجلس مشايخ وأعيان ليبيا إلى القاهرة الأربعاء لبحث التدخل العسكرى التركى فى البلاد، وإعلان تأييد القبائل للدعوة التي أطلقها مجلس النواب الليبي المنتخب للقوات المسلحة المصرية بالتدخل عسكريا في البلاد لحفظ الأمن القومي.
وتتعالى أصوات داخل ليبيا للدفع بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والمطالبة بدعم القوات المسلحة الليبية من خلال مجلس النواب والقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تضمن وحدة ليبيا وسيادتها وحماية شعبها وبما يمكنها من محاربة الإرهاب وصد الغزو الخارجي.
بدوره، أكد قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكينزي، ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وشدد ماكينزي - في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، نظمه المكتب الإقليمي الإعلامي للخارجية الأمريكية، عقب انتهاء زيارته الى الكويت - على دعم الولايات المتحدة للحوار بين الفرقاء الليبيين .
من جانبه، أبرزت وكالة "أنسا" الإيطالية دعوة البرلمان الليبى للجيش المصرى بالتدخل لحماية الأمن فى ليبيا ومواجهة الارهاب والغزو التركى، وقالت إن "الجيش المصرى سيكون قادرا على التدخل العسكرى فى ليبيا.
وأشارت الوكالة إلى أن مجلس النواب، الممثل الشرعى الوحيد الليبى الذى يمثل ارادتها الحرة، كان رحب بخطاب الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أمام ممثلى القبائل الليبية، ويدعو مصر للتدخل لحل الأزمة القائمة مع الغزو التركى.
وقال النواب الليبى "في ضوء التدخل التركي الصارخ في بلدنا وانتهاك السيادة في ليبيا التي تفضلها المليشيات المسلحة التي تسيطر على غرب البلاد ، بالنظر إلى أن جمهورية مصر العربية تمثل حليفا استراتيجيا لليبيا على جميع المستويات ، امن واقتصادي واجتماعي ومخاطر الاحتلال التركي الذي يشكل تهديدا مباشرا لبلادنا وجيرانها وخاصة لمصر ندعو اتحاد جهود مصر وليبيا لاخراج الغزاة "الحفاظ على أمننا القومي المشترك".
وأضافت الوكالة أن الأمر الآن أصبح متروك للقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية الأمن القومى لليبيا.
وقال موقع "بوبليكو" الإسبانى ، إن مصر تستعد وتتخذ كل الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب داخل ليبيا، مؤكداً أن مصر قادرة على "النزاع المسلح" مع تركيا لحماية أمنها وأمن الليبيين.
وأشار الموقع فى تقرير له الثلاثاء، إلى أن مصر تقوم بمناورات عسكرية كبيرة بالقرب من الحدود الليبية فى الأيام الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن مصر لديها من القدرات ما يمكنها من إنهاء النزاع بما يحفظ أمنها القومى.
وأضاف الموقع أن التحركات المصرية فى ليبيا تحظى بدعم دولى واسع، خاصة من كلاً من روسيا وفرنسا بخلاف الدعم العربي، في وقت تقف فيه تركيا بمفردها دون أي دعم دولي لتحركاتها المعادية.
وأشار "بوبليكو" إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع فقط، هدد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، بالتدخل العسكرى فى ليبيا لحفظ الأمن، في وقت تؤكد فيه مصادر عسكرية بحسب الموقع إلى أن مصر وفرنسا تستعدان لمناورات عسكرية أخري بمشاركة إيطاليا وقبرص واليونان.