بدأت أوروبا فى استعادة عافيتها الاقتصادية جراء أزمة كورونا، وشهدت الدول الأوروبية انتعاشا قياسيا بنسبة 12.4% فى يونيو الماضى، بعد انخفاضه بنسبة 18.2% فى أبريل، وعلى الرغم من أن البيانات لا تزال غير ثابتة، إلا أن النمو بدا واضحا، ففى إيطاليا شهدت نموا فى الانتاج الصناعى بنسبة 42.1% متقدما على فرنسا 20% وسلوفاكيا 19.6%.
وأكدت بيانات من مكتب الإحصاء المجتمعى، يوروستات، أنه مقارنة بشهر أبريل الماضى، فقد ارتفع إنتاج السلع الاستهلاكية المعمرة بنسبة 54.2٪ في منطقة اليورو و 47.7٪ في الاتحاد الأوروبي ، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية بنسبة 25.4٪ في منطقة اليورو و 24.8٪ في الاتحاد الأوروبي ، بينما نما إنتاج السلع الوسيطة 10٪.
وفي حالة إسبانيا ، انتعش الإنتاج الصناعي بنسبة 15.1٪ في مايو ، بعد انخفاضه بنسبة 22.8٪ في أبريل و 13.5٪ في مارس ، في حين كانت البيانات لا تزال أقل بنسبة 24.9٪ من مايو 2019.
وقالت صحيفة "اكسبانثيون" المكسيكية إن الأسهم الأوروبية تعافت أيضا اليوم الأربعاء من خسائر سجلتها في الجلسة السابقة بدعم من أنباء إيجابية بشأن لقاح محتمل لمرض كورونا فيما يقيم المستثمرون مجموعة متفاوتة من التقارير الفصلية في مستهل موسم إعلانات الأرباح.
وارتفعت آمال المستثمرين قبيل قمة للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع سيتخذ خلالها الزعماء قرارا بشأن صندوق للتعافي بقيمة 750 مليار يورو لدعم الاقتصادات التي تضررت من الوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لاستطلاعات الرأى الأخيرة، فقد يرى الخبراء أن 66% من كبار المديرين فى أوروبا يرون أن القارة العجوز ستخرج من الأزمة فى أقرب وقت ممكن، وهذه النسبة قابلة للارتفاع لتصل إلى 71%.
ويأتى قطاع إنتاج وتوزيع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية فى المقدمة، وسيشهد تفاؤلا كبيرا، حيث من المتوقع 34% زيادة فى الطلب فى أوروبا على هذا القطاع.
أما القطاع الثانى الأكثر تفاؤلا فهو قطاع الاتصالات والاعلام والترفيه، ويتوقع غالبية قادة الاعمال فى هذه الصناعة حدوث انتعاش بنسبة 52% ، وفى المركز الثالث يأتى قطاع التأمين مع 47% من المديرين رفيعى المستوى الذين يعربون عن تفاؤلهم بشأن الانتعاش السريع نسبيا فى الاقتصاد والطلب.
ويوضح جان مارك أولانييه ، الرئيس التنفيذي لشركة Accenture في أوروبا: "الثقة ضرورية في البيئة الاقتصادية الحالية ، والتي لا تزال غير مؤكدة ومتقلبة"، مضيفا أن "التفاؤل بشأن الانتعاش الاقتصادي والقدرة التنافسية التي تقدمها أوروبا للشركات الأوروبية هو فرصة فريدة لتعزيز قيادتها وسد الفجوة مع منافسيها الأمريكيين والآسيويين، كل هذا سيعتمد على الإجراءات الجريئة التي يتم اتخاذها".
داخل أوروبا ، يعتقد الخبراء الاقتصاديون أن ألمانيا ودول الشمال والمملكة المتحدة ستكون أول من يخرج من الأزمة ، تليها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، كما يعتقدون أيضًا أن الوباء سيساعد الشركات في القارة على اكتساب القدرة التنافسية: يعتقد أربعة من أصل عشرة (39 ٪) أنه عندما يتعافى الاقتصاد ، سيكونون أكثر قدرة على المنافسة من منافسيهم في أمريكا الشمالية ، بينما يقدر 43 ٪ أنها ستكون أكثر تنافسية من الصينيين.
ونقلت صحيفة "انفوباى" الارجنتينية مسح أجراه بنك أوف أمريكا والذى يرى أن اليورو الرخيص سيؤدى بطبيعة الحال إلى المزيد من الاستثمار وبالتالى انتعاش فى الحالة الاقتصادية.
ومن بين العوامل التي تدعم الأصول الأوروبية، نجاح أوروبا النسبي في استئناف النشاط الاقتصادي تدريجياً وصندوق التعافي المقترح وحجمه 750 مليار يورو لمساعدة الدول على التعامل مع تداعيات أزمة فيروس كورونا، وزادت مخصصات المستثمرين لأسهم منطقة اليورو 9%.
وقالت نسبة 44% من بين 210 مستثمرين شملهم المسح في الفترة بين الثاني والتاسع من يونيو إن اليورو رخيص، كما أظهر المسح إقبالاً علي أسهم التكنولوجيا الأمريكية يكتسب قوة دفع أكبر في يوليو وتقول نسبة 74% إنها الأكثر تداولاً.