نعم السؤال صحيح وفى محله ولابد أن تطرحه على نفسك، ستقول الآن وبعد بداية انفراج الأزمة أظن أنه لم يعد له فائدة. سأرد: لا يا عزيزى بل الآن والآن فقط محل هذا السؤال. لا ينكر الكثير منا أن فيروس كورونا غير المرئى أظهر سجوناً كثيرة فى حياتنا .. نعم بالمعنى المجازى والحقيقى.
السجن الأول: الخوف من المجهول
لقد كنا نخاف من لا شىء، نخاف أن نلمس الأشياء أو الأشخاص أو حتى وجوهنا بسبب لا شىء.
السجن الثانى: الخوف من التواصل
لقد كنا نخاف من أن نقترب من أهالينا حتى أن أبا طرد ابنته المتزوجة وأولادها أثناء الحظر وعادت باكية لمجرد الشك فى الإصابة بسبب الكحة أو البرد.
السجن الثالث: الخوف من السكون
لقد ظهرت الشوارع والميادين التى كانت تعج بالناس فارغة على شاشات التليفزيون وعلى وسائل التواصل الاجتماعى وعندما كنا نسير فيها فى وقت متأخر تظهر لنا كأنها يسكنها الأشباح.
السجن الرابع: الخوف من الخوف
نعم لقد توغل الخوف داخلنا وكنا نخاف منه، نخاف أن نتحدث عنه لا نريد أن نخاف لأن هذا الإحساس يمزقنا من الداخل يشتتنا يبعثر الأشياء المتماسكة داخلنا.
أنت الآن ستضحك بصوت عالٍ قد يصل إلى القهقهة وتقول خلاص انتهى....!!!!!!!!!!!!!!
انتهى الحظر ولو جزئياً وبدأت الحياة تعود كما كانت وسيعود كل شىء إلى سابق عهده وسنستطيع الطيران والسياحة والسباحة وسنتقارب وسنتزاور ونحض بعضنا ونعود كما كنا ونتواصل!!!!!
يا عزيزى: هذا غير صحيح لقد سجننا كورونا داخل أنفسنا وإن لم ترغب فى الاعتراف بذلك فهذا شأنك. لقد تركت فينا هذه الجائحة أثراً لا نستطيع وصفه، خَلّف داخلنا شيئا غريبا علينا قد لا نستطيع وصفه أو يختلف وصفه من شخص لآخر لكننا جميعا نحسه أو على الأقل ندرك وجوده. إننا نحاول أن نتأقلم معه أو نحاول القول إنه عالمنا لكننا لا نعرفه، وستقول هذا فقط بسبب التغيرات التى حدثت لكن أؤكد لك أن هذا غير صحيح كن صادقا مع نفسك وانفرد بها وتذكر مواقف جميلة لك قبل هذه الجائحة فى أماكن معينة قريبة إلى قلبك وانظر إليها الآن ستجد شيئا ما داخلك يئن أو إذا أعطيته حرية أكثر سيصرخ أعيدونى إلى أصدقائى، أحبائى الذين أعرفهم أعشقهم، الى حياتى السابقة بكل معالمها لكن مستحيل، ابداً لا أحد يستطيع ان يعيدك الى ما قبل الجائحة لقد ذهبت تلك الايام الى الأبد ....!! وعليك ان تعتاد تلك الحياة الجديدة بمعالمها الجديدة بقيودها الجديدة بتلك الوجوه الجديدة من حولك الذى تظن أنك تعرفهم، بذلك الشك المزروع فيمن حولك هل هم مرضَى بجائحة كورونا أم لا؟؟؟؟؟؟ هل أسلم عليهم أم لا؟ هل احتضنهم أم لا؟ هل إذا سلمت هل كانوا مصابين أم لا؟ هل أخذت العدوى منهم أم لا؟ هل هناك فيروس جديد ام لا؟ هل سيكون هناك علاج أم لا؟ هل سيكون فعالاً أم لا؟ هل؟ هل؟ هل؟ هل؟ وألف هل؟ ذلك هو بداية المرض النفسي: الشك الدائم.. الوسواس الدائم. هل تصدقنى الآن لا بد أن تسأل نفسك هذا السؤال؟ ليت الإجابة تكون لا؟!!!!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة