انتهى الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، ورئيس قسم الطب النفسي السابق، بجامعة الأزهر الشريف، من كتاب "كورونا الصمود النفسي في وجه الجائحة"، والذى قدم له الدكتور أحمد عكاشه رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، قائلا: أن المؤلف استطاع ان يعطيك كل المعلومات عن الكورونا 19 في جرعات صغيرة يمكن هضمها بسهولة.
وتابع: لقد بذل جهدا لنقل المعلومات الصحيحة من منظمة الصحة العالمية وجهات البحوث المختلفة، كما عرض المعلومات المغلوطة عن بعض شائعات العلاج بالوصفات الشعبية، ولم يتطرق للعلاجات المتوفرة حاليا في التجارب الاكلينيكية لأنه الى الآن لم نكتشف عقارات خاصة لهذا الفيروس اللعين وكما يتردد لن يظهر أي علاج قبل سته او ثماني شهور، اما المصل او الفاكسين فليس قبل سنة من الآن.
وأشار الدكتور عكاشة إلى أن الكتاب انتهى بعرض جميع النكات التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي عن الكورونا وهى نظرة تبعث على الابتسامة والتفاؤل وكطبيعة المصريين السخرية من المحن والمواقف العصيبة بالنكتة الأصيلة التي تزيل الأسى والحزن وانخفاض الروح المعنوية.
فيما ذكر المؤلف الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، أن الكتاب هو محاولة للصمود النفسي في وجه جائحة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني، أدت إلى اختباء مليارات البشر في بيوتهم ، وانهارت أمامها كل جيوش العالم وترساناته التقليدية والنووية ،وتحولت المدن العامرة إلى مدن أشباح وتوقفت حركة الاقتصاد والطيران ، وأغلقت دور العبادة ، ودخل الخوف في نفس الجميع بلا تفرقة بين غني وفقير ، أو أمير وخفير .
وتضمن الكتاب فصلا بعنوان " كيف سخر المصريون من كورونا"، تناول المؤلف فيه ما ذكره ابن خلدون فى مقدمته : "أهل مصر يميلون إلى الفرح والمرح ، والخفة ، والغفلة عن العواقب "، وربما يفسر هذا كون المصريين كانوا يحكمون بواسطة حكام أجانب معظم مراحل تاريخهم، وكانوا يقبلون ذلك سماحة أو طيبة أو غفلة أو تهاونا أو رغبة في الراحة والاستقرار.
فحين تحاصر المصرى الهموم والأزمات ، وتثقل عليه ، وتنقلب أمامه الأمور تقلبا لم يشارك فيه ، فإنه يشارك فى الأحداث بالتعليق الساخر عليها ، ويطلق النكتة بعد النكتة ، فيضحك ، ويخفف بذلك من التوتر العصبى الذى كان يمكن أن يدفعه إلى الغضب ، ويستريح بما تحققه له السخرية بالذين انفردوا بالعمل من دونه ، وتصرفه عن الواقع إلى عالم من الخيال والمرح ، وهذا ما جعل أحمد أمين يقول فى كتابه الشهير " قاموس العادات والتقاليد المصرية " : إن النكتة كانت سلاحا مصريا يلجأ إليها المصرى " تعويضا عما أصاب الشعب من كبت سياسى واجتماعى ، وتنفيسا له من الضائقات التى تنغصه ، مما يجعل الحياة أمرا محتملا .
والنكتة عند المصريين تختلف عن النكتة عند غيرهم من الشعوب، فهى أولا إحدى السمات المميزة للشخصية المصرية ، فهو يستمتع بتأليف النكتة والإستماع إليها حتى لو تكرر سماعه لها ، وأهم الوظائف التى قامت بها النكتة المصرية هى التغطية على الموضوع ، وأخذه على المحمل الهين ، والإنصراف عنه انصرافا يعفى من التفكير فيه تفكيرا جديا ، وكأن " فرقعة "النكتة تكفى لإنهاء المشكلة ، أو هى فى حد ذاتها حل لها .
و"الكومكس" يختلف عن النكتة التقليدية في كونه يستخدم تأثير الصورة بجوار تأثير اللفظ ، كما أنه يعتبر نكتة متعددة المراحل ، ويجمع بين فن الحكي القصير السريع وفن الإضحاك حيث يحوي في كل مرحلة على مفاجأة تفجر الضحك أو السخرية اللاذعة .
وقد تراجعت معدلات النكت المناطقية الموجهة نحو "الصعايدة" أو "المنايفة" أو "الدمايطة" في مقابل تزايد مضطرد للنكت الموجهة نحو السياسيين أو الإعلاميين.