تناولت مقالات صحف الخليج اليوم السبت، العديد من الموضوعات المهمة، كان على رأسها إلقاء الضوء على الأزمة الاقتصادية اللبنانية، وسلسلة الجلسات الفاشلة في التفاوض مع صندوق النقد الدولى، ورأى خبراء الصندوق في أنه "لا أحد يريد الإصلاح".
راجح الخورى
لبنان: الإصلاح والحياد أو الجحيم؟
سلط الكاتب راجح الخورى، في مقاله بجريدة الشرق الأوسط السعودية، الضوء على الأزمة الاقتصادية اللبنانية، وسلسلة الجلسات الفاشلة في التفاوض مع صندوق النقد الدولى، ورأى خبراء الصندوق في أنه "لا أحد يريد الإصلاح".
وقال الكاتب: قبل أيام تساءلت وكالة الصحافة الفرنسية: "هل ينزلق لبنان إلى الجحيم إذا فشلت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي؟".. كان السؤال طبيعياً بعد 17 جلسة فاشلة من النقاشات بين الوفد اللبناني والخبراء الدوليين، الذين سرّبوا معلومات فاجعة تماماً، أولاً عندما وصفوا المفاوضين عن الجانب اللبناني بالهواة، وخصوصاً أنهم لم يتمكنوا من تقديم أرقام صحيحة عن الخسائر اللبنانية، وثانياً بعدما انفجر النزاع بين الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف على الأرقام المقترحة للتفاوض.
وأضاف الكاتب: قد وصل الأمر إلى تكليف لجنة المال والموازنة في البرلمان القيام بمحاولة لتوحيد هذه الأرقام، لكنها انتهت يوم الثلاثاء الماضي، بموقف عاصف جداً، اتهم الحكومة بالكذب على الناس، معتبراً أن خطتها الإنقاذية المقترحة ستلتهم ما بقى من ودائع الناس في المصارف!
وثالثاً، وربما هو الأهم، عندما قال خبراء في صندوق النقد إنهم بعد هذه السلسلة من المفاوضات وصلوا إلى اقتناع بأن "لا أحد يريد الإصلاح، فكل جهة في لبنان تصارع من أجل مصلحتها الخاصة بينما تترك البلد يحترق، وأنهم يفاوضوننا كممثلين لمصالح القوى السياسية لا الشعب".
وأوضح: طبعاً لم يكن في ذلك أي مبالغات، فالبلد ينهار تماماً بعدما صار نصف الشعب تحت خط الفقر وتزايدت عمليات الانتحار بسبب العوز، وفي وقت يتجه لبنان إلى الغرق في العتمة بسبب انقطاع الكهرباء وأزمة استيراد الفيول، وهذا القطاع كلّف 60 في المائة من الديْن العام أي ما يصل إلى 53 ملياراً من الدولارات.
واستطرد الكاتب قائلا، قامت جهات دبلوماسية أوروبية بلفت المسؤولين في بيروت إلى أن لبنان ينزلق إلى مرحلة حرجة، في وقت صار من الواضح تماماً، أنه لن يتمكن من الحصول على دولار واحد، قبل الانخراط في عملية إصلاح عميقة وجادة.
عماد الدين حسين
هل يُعادي أردوغان إسرائيل فعلاً؟
تحدث الكاتب عماد الدين حسين، عن مدى العلاقة الدافئة بين أردوغان وإسرائيل، وأنه الحليف الوافى لدولة الاحتلال، في الوقت الذى يحاول الديكتاتور العثمانى، أن يعلن عكس ذلك.
وبدأ الكاتب مقاله في صحيفة " البيان الإماراتية" بـ"إحياء آيا صوفيا من جديد، هي بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى." وقال: تلك هي التغريدة التي أطلقها الرئيس التركى أردوغان، عقب قرار المحكمة العليا في تركيا، بإلغاء قرار اعتبار آيا صوفيا متحفاً وإعادته ليكون مسجداً من جديد.
وأضاف كثيرون كتبوا منتقدين سعي أردوغان ونظامه لتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، لكن من لفت نظري في غالبية هؤلاء تغريدة لإعلامية في قناة "الجزيرة" القطرية المؤيدة لتركيا، حينما كتبت تقول: "عندما دخل المسلمون مدينة القدس، لم يحولوا كنيسة القيامة إلى مسجد، بل تركوها وحفظوا أهلها، ومن يقيم علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي لن يحرر المسجد الأقصى، وأخيراً فإن الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين وحدهم يقاومون تهويد القدس".
واستطرد الكاتب قائلا: نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا هاشتاغ "آيا ــ صوفيا" لكشف كذب أردوغان، وبلغت تغريداته أكثر من 5.1 ملايين تغريدة. وأضاف الكاتب أن أحد المغردين ويدعى قسيس قال: "الهالة الإعلامية والتسويق السينمائي بعد تغيير لافتة آيا صوفيا من كنيسة إلى مسجد يدفعك للجزم بأن أردوغانهم أغلق سفارة إسرائيل وأن طائراته النفاثة على أبواب غزة، استجابة لنداء حكومة حماس في غزة".
وقال الكاتب من الواضح أن أردوغان اعتمد شعاراً رئيسياً أساسياً في علاقته مع إسرائيل يقوم على تبني خطاب شعبوي زاعق ومناقض لإسرائيل علناً، في حين أن علاقتهما "سمن على عسل" في أرض الواقع.
وأضاف الواقع مرير، لكن البسطاء للأسف ينخدعون بالشعارات. من بين الواقع المؤلم أن إسرائيل ظلت لفترة طويلة تصدر العديد من سلعها ومنتجاتها للعديد من الدول العربية عبر الوسيط التركي، وهو أمر كشفه إسرائيل كاتس الذي كان حتى فترة قريبة وزيراً للنقل والخارجية والاستخبارات الإسرائيلية.
يجعجع أردوغان وأنصاره كثيراً عن الأقصى والقدس لكن لم نر طحناً حتى الآن. هل يدرك البسطاء أن العلاقات التجارية بين البلدين يتعدى حجمها معظم التجارة البينية بين تركيا والدول الإسلامية.
واستطرد الكاتب قائلا من المفارقات أنه حينما حرك جيشه طوال سنوات حكمه، فلم تكن وجهته القدس السليبة، بل تارة يضرب ويغزو شمال العراق وتارة شرق الفرات وإدلب وحلب في سوريا، وأخيراً فإنه يرسل خبراءه ومرتزقته إلى ليبيا لنصرة حكومة الميليشيات الإرهابية. هو ربما لم يلاحظ أن القدس المغتصبة تقع في طريق مرور سفنه التي تتوجه كل يوم إلى ليبيا.
وقال الكاتب نريد من الذين يدافعون عن أردوغان أن يقدموا لنا أي دليل حقيقي بأنه يعادي إسرائيل فعلاً على أرض الواقع، وليس عبر البيانات الإعلامية فقط!.
محمد خليفة
محمد خليفة: فرنسا وذاكرة حرب الجزائر
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن إعادة رفات الشهداء، والإقرار بتعذيب وقتل الأبرياء، خطوة إيجابية بعد أن كان الفرنسيون يراوغون في الإقرار بذلك.
ليس التاريخ مجرد صفحات نسوّدها من أجل تسجيل المواقف والأحداث، وإنما التاريخ علم له أصول راسخة وقوانين نافذة. فعلى الرغم من أن التاريخ هو علم الوقائع التي تتصل بالأحياء من الناس فى "مجتمع" ما، خلال توالي الأزمنة في الماضي، فإنه يكشف إلى أي مدى تحققت الإنسانية في هذه الحقبة، وفي هذه البقعة من العالم في عصورها المختلفة. هل اقتربت من هذه الغاية أم ابتعدت؟، وماذا ينبغي عمله بعد تحقيقها؟.
لقد كتب المؤرخ الفرنسي بول فاليري عام 1941 ملاحظات أصيلة في فهم التاريخ السياسي، والأحوال الواقعية الزمانية والمكانية خلال الحروب؛ لأن الهدف ليس فقط توثيق الماضي؛ بل أيضاً تقرير الواقع، والتنبؤ بما سيكون في أحوال الناس في المكان وعلى توالي الأزمنة معاً، ومنها الوقائع المادية الحسية التي تتعلق بأفعال بني الإنسان، ومنها ما يتعلق بعواطف وأفكار لا يدركها إلا بالشعور.
وحين العودة إلى التاريخ يجب استثمار حصيلة الماضي الإيجابية منها والسلبية، على اعتبار أن الواقع الحي امتداد طبيعي لما سطره التاريخ، وأن الواقع المعيش والتاريخ زمنياً، وجهان لعملة واحدة.
وعلى الرغم من فداحة بعض أحداث التاريخ فإنها تُعد لحظات كاشفة في تاريخ الإنسانية، خاصة عندما تكشف عن معانٍ سامية، تتمثل في تضحيات أجيال من أجل وطنهم، لكنها على الوجه الآخر تكشف الوجه القبيح للحضارة الغربية في وجهها الاستعماري والاستعبادي، في ثوبٍ استعلائي شوفيني تجسد ذلك فيما برز، مما نشرته فرنسا الشهر الماضي، بعد فتح أرشيف التعذيب الذي مارسته ضد الجزائريين خلال حرب الاستقلال (19451962)، الأمر الذي يمثل خطوة فارقة في ملف لا يزال يتسم بحساسية خاصة بعد ستة عقود على انتهاء تلك الحرب.
ذكر الرحمن
ذِكْرُ الرحمن: الهند والصين.. انتصار الحوار
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، إن شبه القارة الهندية كانت ألمع جوهرة في التاج البريطاني. وباعتبارها أكبر أراضيها المستعمرة، كانت الأهم من بين كل ممتلكات الإمبراطورية البريطانية الواقعة وراء البحار. وعلى الرغم من معارضة تشرشل القوية لمنح الهند الاستقلال، خلال النقاش حول استقلال الهند في البرلمان البريطاني في 1947، إلا أن "قانون الاستقلال" مُرر في نهاية المطاف وحصلت شبه القارة على استقلالها من الحكم البريطاني. غير أنه عندما غادر البريطانيون شبه القارة، تركوا وراءهم عددا من المشاكل دون حل، ولا سيما ما يتعلق منها بحدود الهند مع البلدان المجاورة لها.
ومنذ ذلك التاريخ، يوجد بين الهند والصين نزاع حدودي طويل ظل من منغّصات علاقاتهما الثنائية منذ أكثر من ستين عاما، نزاع ينفجر أحيانا ويصعد إلى الواجهة من جديد. وهذا ما حدث من جديد على خط السيطرة قبل شهرين عندما انخرط جنود البلدين في اشتباك مباشر في عدد من النقاط على "خط السيطرة الفعلية"، الذي يقوم مقام الحدود الفعلية بين البلدين. ولكن التوتر الذي دام نحو شهرين سوّي تدريجيا؛ حيث شرع جنود البلدين في الانسحاب عبر إزالة الخيام والعتاد بعد أن وافقا على مواصلة عملية وقف الاشتباك بالتوازي مع تواصل المحادثات على المستويين العسكري والدبلوماسي. وبدأ وقف الاشتباك والانسحاب بعد يوم على إجراء مستشار الأمن الوطني الهندي ووزير الشؤون الخارجية الصيني حوارا طويلا على الهاتف حول التطورات الأخيرة في المناطق الحدودية. والرجلان هما الممثلان الخاصان لبلديهما على التوالي والمكلفان بمناقشة الخلافات الحدودية.