"زهزه يا قطن يا أبيض يا فرحة قلب الفقير.. بالخير جاى فى ميعادك جاى تفتيت المستجير"، جميعنا يتذكر تلك الأغنية التى كان يرددها الفلاحون فى الحقول بموسم جنى القطن فى مسلسل الوسية، حيث يمثل محصول القطن للمزارع فرحة بالغة وأهمية كبيرة، فقد كان منذ سنوات هو السند والفرحة الكبيرة للأسرة المصرية بالقرى والنجوع، وكان بمثابة المنقذ والأمل.
وقال المهندس على لاشين، مدير عام الزراعة بمديرية الزراعة بالشرقية، إن القطن حاليا فى مرحلة الازدهار والمساحة المنزرعة قطن هذا العام بالمحافظة بلغت 30 ألفا و506 أفدنة، بنفس المعدل المنزرع بالمحافظة منذ 3 سنوات، وذلك يرجع لزيادة زراعة محصول الأرز هذا العام بالمحافظة، مضيفا أن زراعة القطن فى المحافظة تتركز فى مراكز شمال الشرقية وفى مقدمتها مركز صان الحجر، ويتبعه منشأة أبو عمر والحسينية، لأنه محصول يتناسب مع طبيعة التربة فى تلك المناطق حيث بها نسبة ملوحة، والقطن بطبيعته مصلح يصلح التربة وإنتاجه عالى عن محصول الذرة والخضار فى هذه التربة التى تتناسب مع زراعة القطن.
وأوضح "لاشين"، أن المزارع بمحافظة الشرقية، يفضل زراعة صنف 94 من القطن، فهو صنف عالى الإنتاج والشرقية تقوم بزراعته للعام الرابع على التوالى لأنه صنف ممتاز فى الزراعة، ولم يحصل له الهياج الخضارى، فضلا عن أن إنتاجه عالى.
وعن مواسم زراعة القطن، أكد أنه يتم زراعة القطن فى وجه بحرى، فى نهاية شهر مارس حتى منتصف شهر أبريل، وهذا العام تأخر حيث تم زراعته فى نهاية شهر أبريل وفى شهر مايو، وهذا هو أقصى موعد للزراعة، وإن كان بعض المزارعين يفضلون مبكرا بعد القمح مباشرة، لكنه لا يحصل على إنتاج عالى مثل الذى يحصل عليه عند زراعته فى الموعد المناسب، وموسم الجنى يبدأ عندما يفتح اللوز يتم على مرحلتين أو ثلاثة، الجنية الأولى من المقرر أن تكون فى أول أكتوبر.
وتابع: القطن ليس محصولا مكلفا للمزارع فى زراعته، ولكن التكاليف تأتى فى مرحلة الجنى عند البحث عن العمالة اليومية، وإن كان القطن يتميز على محصول الأرز فى الإنتاجية، لكن المزارع يجده مكلفا، خاصة فى مرحلة الحصاد، حيث يعانى من عجز شديد فى البحث عن اليد العاملة لجنى القطن، وتتراوح أجرة عامل اليومية من 80 لـ 100 جنيه للعمل 5 ساعات فى جنى القطن، ولذلك حاولنا التغلب على هذه المشكلة من خلال عمل حملات إرشادية للمزارعين عن طريق تعاون المزارعين مع بعض، من خلال عمل ندوات ومدارس حقلية للتعاون مع بعض فى الجنى، وأن يشترك جميعهم فى جنى القطن سويا، ونجحت هذه التجربة العام الماضى.
وأوضح أن وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، أصدرت عددا من الإرشادات والتوصيات الفنية، ممثلة فى قطاع الإرشاد الزراعى الواجب على مزارعى محصول القطن لزيادة إنتاج محصول "الذهب الأبيض" ويجب مراعاتها وتمثلت التوصيات فى الآتي: موالاة الرى بإحكام باستخدام الحوال دون تغريق أو تعطيش كل 12-15 يوما حسب حالة الجو وتجنب الرى وقت الظهيرة، وتجنب تعطيش النباتات وتقصير فترات الرى فى الأراضى التى بها نسبة من الأملاح وتجنب الإفراط فى الرى، المداومة على مقاومة الحشائش، وعلاج الهياج الخضرى بالرش بمادة البيكس مرتين الأولى بعد الوسواس والثانية عند التزهير بمعدل 30 جم مادة فعالة للفدان أو التطويش بإزالة القمة النامية، وعلاج الربط المبكر بالرش بمحلول اليوريا 1-2 % مع إضافة البوتاسيوم.
فيما أفاد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، أن المحافظة لاتألوا جهداً فى تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للارتقاء بقطاع الزراعة والمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل المزارعين، وتذليل كافة المشاكل والمعوقات أمامهم لتحسين وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وأكد المحافظ على مدير عام الزراعة، بضرورة التأكد من توافر الأسمدة للمحاصيل الزراعية الصيفية، مشدداً على مراعاة العدالة فى التوزيع طبقاً للحصر الفعلي، منعاً للإتجار بالأسمدة ووصولها لمستحقيها وكذلك تفعيل دور المرشدين الزراعيين للوصول للفلاحين وتوعيتهم بأحدث الطرق الحديثه للرى والزراعة، وضرورة تكثيف الندوات الإرشادية والتوعوية للمزارعين والمرشدين الزراعيين بجميع الإدارات الزراعية بنطاق المحافظة لتوعيتهم بضرورة استخدام أحدث الأساليب العلمية فى زراعة المحاصيل لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان ولتحقيق الإكتفاء الذاتى بما يساهم فى زياده الدخل القومي.
فيما قامت إدارة المكافحة الحقلية بالمديرية بالتعاون مع مهندسى المكافحة الحقلية بإدارة الزقازيق الزراعية، بتنظيم يوم حقلى إرشادى مزروع بمحصول القطن بكفر يوسف سلامة وقرى نشوة وصفيطة وطحلة بردين بمركز الزقازيق وذلك لفحص زراعات القطن الصيفى وتوعية المزارعين بكيفية تحقيق أعلى إنتاجية للمحصول وكذلك تفعيل دور الإرشاد الزراعى فى توصيل التوصيات الفنية من معهد بحوث القطن إلى المزارعين ومتابعة تنفيذ تلك التوصيات.
كما أشاد المزارعون بدور مديرية الزراعة فى تنظيم الندوات الإرشادية لتوعيتهم بكيفية استخدام أحدث الأساليب العلمية فى الزراعة لتحقيق أعلى إنتاجية للمحاصيل الزراعية.