مصر بعد إقرار مجلس النواب للقوانين الخاصة بمباشرة العملية السياسية، أصبحت الآن على مقربة من انتخابات المجالس النيابية والتشريعية. وأصبح الكثير يفكر في الترشح لهذه الانتخابات، ولكن ما هو دور الناخب والأحزاب في اختيار المرشح المناسب لكي يمثل الشعب في الانتخابات القادم والمجالس التشريعية، فمصر تسير في مرحلة التغيير والانفتاح والبناء الاقتصادي والعلمي وليس أمامنا سوى النهوض بها لمواجهة التحديات التي تواجهها وما خلفته جائحة كورونا، حتى تستطيع مواكبة العالم اقتصادياً وحل مشاكلها الاقتصادية والانتاجية التي هي مفتاح لحل جميع المشاكل الاخرى وتحسين احوال المواطن.
لذلك ينبغي أن يكون ممثل الشعب من التكنوقراط أصحاب الخبرات الفنية المتنوعة في المجالات المتخصصة والكفاءات العالية ومن أصحاب الشخصيات القوية التي تمثل الناخب في تلك المجالس حتى يتسني النهوض بمصر تشريعيا ورقابيا، لأن المجالس النيابية والتشريعية هي الأساس في وضع البيئة القانونية السليمة التي تساعد في تطوير الدولة والرقابة علي تنفيذها.
ولذلك ينبغي علي الأحزاب السياسية حتى لا تفقد رصيدها من ثقه الناخب اختيار عناصر جيدة من التكنوقراط وأصحاب الكفاءة لطرحها علي الشعب وامامها الفرصة والوقت لإعداد ذلك، وأن لا يتم دعم أصحاب الأموال أو المتسلقين ممن ليس لديهم خبرة وكفاءة في خدمة العمل البرلماني، لأن مصر تحتاج الآن إلى الكفاءات في تلك المجالس والمؤهلين وليس للجعجاعيين وبائعى الأوهام المتخفيين وراء شخصيات كارتونية ضعيفة غير حقيقية يريدون اللقب والتكسب دون اضافة حقيقية للعمل البرلماني.
وعلي الناخبين أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم في اختيار المرشحين علي أساس الكفاءة التي تنهض بمصر ومستقبلها ودوائرنا ومحاسبتهم، وعدم الانجذاب وراء إنصاف المرشحين من أصحاب المال والألقاب الوظيفية المحدودة أو بياعى الأوهام أو من يسعدك وقتيا برشا مادية أو معنوية.
مصر تحتاج للكفاءات الحقيقية وأصحاب الخبرات في المجالات المتنوعة لكي تنهض بها ولتحسين أحوالنا في كل المجالات، والبعد عن متخذي الألقاب كشعار في حملتهم الانتخابية، وكذلك أصحاب الأموال ممن ليس لديهم سابقة خبرة أعمال حقيقية ومتنوعة تفيد الوطن وتنميته، لأنه لا يعقل انتخاب أشخاص ليس لديهم رصيد علمي حقيقي وكفاءة عملية متنوعة لكي يصبح عبئا علي العمل البرلماني والناخب.
أنت كناخب مسئول عن اختيار من يمثلك في المجالس النيابية وأنت محاسب عن ذلك والعقوبة إضاعة حقوقك بسبب سوء تقديرك في الاختيار.
لذلك دع عنك العواطف والنظرة الضيقة والسطحية والمجاملات في طريقه الاختيار حيث إنه لا يعقل اختيار مرشحين ليس لديهم خبرة وكفاءة عالية لكي يشرعوا لنا قوانين متنوعة وتحمل معها مستقبلنا أو حتى إقرار موازنات أو حتى مراقبة أداء السلطة التنفيذية، وهم ليس لديهم من العلم والكفاءة أو الخبرة بجوانبها.
والمقصود بالكفاءة التي أعنيها هنا ليست الكفاءة العلمية أو الوظيفية فقط فكثير من هؤلاء يفتقد إلي الكفاءة العملية والكاريزما السياسية وإنما المطلوب. أصحاب الكفاءات المتنوعة في سابقة أعمال تجعل النائب لديه حضور حقيقي وإضافة للعمل البرلماني والجماهيري، لأن النائب يحمل أمانتين أمانة تمثيلك والدفاع عن مصالحك والأخرى هي المساعدة في بناء مصر والدفاع عن مقدراتها، فأحسنوا الاختيار ولا تشكك في نوايا أحد فلا أحد يرغب في تقديم الأسوأ.