المنحوتات الجميلة والمتقنة دائما ما تفرض نفسها وتجذب عين الرائي، خاصة أن كانت محاكية للواقع بشكل كبير، واختلفت مؤخرا خامات النحت فهناك من ينحت بالأسمنت والجبس والبعض ينحت على الأوراق الكرتونية، لكن الشاب العشريني إبراهيم بلال من رشيد فضل نوعا آخر من النحت، ويمكن القول أنه اختار أصعب الخامات والتي تكاد أن لا تصدق من غرابتها أو بالأحرى من صعوبة النحت عليها.
التفاصيل عن قرب
المنحوتة مكبرة
إبراهيم أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه فنان محترف واختار لنفسه دربا متميزا وفريدا من نوعه في عالم النحت، وذلك لاختياره النحت على سنون الأقلام الرصاص، وبرغم حدة السنون ودقتها وهشاشتها إلا أنه أنتج أجمل المنحوتات، تحديدا الأشكال الأثرية الفرعونية للتعريف بالآثار المصرية خاصة أن هذا النوع من النحت نادر جدا على مستوى العالم.
توت عنخ آمون
من أعمال إبراهيم
بداية الحكاية كما رواها إبراهيم أنه منذ ثلاث سنوات كان يتابع صفحة وسيلة تبادل الصور الأشهر إنستجرام لفنان تايواني يدعى "شين شو لي"، متخصص في هذا الفن، ولأن إبراهيم يميل إلى كل ما هو صعب وبه تحدي فنالت الصور إعجابه واكتشف أن شغفه مرتبط بالنحت بشكل أو بآخر، وبالتحديد هذا النوع لصعوبته وندرته وبدأ يقلد أشكالا بسيطة وأضاف، قائلا: "فى الأول كانت تجارب بسيطة جدا وكان القلم بيتكسر مني كل شوية لكن بعد كدة مع الممارسة والتجارب الكتير إيدي أخدت على الموضوع وبدأت أعصابي تتزن وبدأت أطلع منتج إلى حد ما كويس".
إبراهيم أثناء النحت
إبراهيم
من يرى منتجات إبراهيم يظن أنه خريج فنون جميلة لكن دراسته بعيدة كل البعد عن الفن فهو خريج حقوق، لكن شغفه بالفن يراوده منذ صغره فقرر مع الوقت دراسة أغلب المواد الفنية دراسة ذاتية لصقل موهبته، واستعدادا للتجهيز لمعرض سيتم الإعلان عنه قريبا وسيكون الأول من نوعه في العالم، على حد قول إبراهيم.
منحوتة إبراهيم
وعن الصعوبات التي تواجه إبراهيم في التنفيذ أجاب بـ:"بشتغل على مساحة صغيرة جدا يعني أقصى مساحة ممكن الواحد يشتغل عليها هي 5 مليمتر وده بالنسبة للقلم العريض أما العادي فنسبته بتوصل ما بين اتنين لتلاتة ملليمتر كأقصى حجم فالموضوع بيكون صعب جدا، وبالنسبة للناس بيكون شبه مستحيل بس أنا من الناس اللي مقتنعين بأنه مفيش مستحيل وأن الواحد لو حابب يعمل حاجة بإذن الله هيعملها".
مجموعة من المنحوتات الفرعونية
ولروعة منتجات إبراهيم عرض عليه البعض عروضا للبيع مثل متحف للحرف اليدوية في أبو ظبي لكنه رفض، لأجل المعرض فهو حلم يسعى جاهدا لتحقيقه، وعن أصعب منحوتة أخذت منه وقتا طويلا فكانت لتابوت عنخ آمون، استغرقت منه شهر ونصف.