أجرى الحساب الرسمى لنهائيات كأس العالم 2022 التابع للاتحاد الدولى لكرة القدم حوارا مطولا مع حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول، يتحدث في أوله عن فترة المفاوضات ومن ثم تعيينه رسمياً لقيادة المنتخب المصري، كما يشرح خططه المستقبيلة ورأيه بمجموعة مصر في تصفيات كأس العالم 2022.
قال الموقع الرسمى للفيفا إن المنتخب المصري أنهى فترة الجفاء مع نهائيات كأس العالم والتي دامت 28 عاماً فبعد الظهور الثاني في نسخة إيطاليا 1990 نجح الفراعنة في التأهل الثالث لنسخة روسيا 2018. وبعدما استبشر الكثيرون خيراً بعودة "العملاق" الأفريقي لسابق عهده، شكّل الخروج من الدور الثاني لكأس أفريقيا 2019 التي أقيمت على التراب المصري ما يُشبه الإنتكاسة التي ضربت خاصرة الفريق.
أشار الموقع الرسمى كان التغيير المطلب الرئيسي صيف العام الماضي حتى لا ينساق الفريق لنفس الحالة الصعبة التي تلت تتويجاته الثلاث في كأس أفريقيا في الفترة من 2006 إلى 2010، فتم التخلي عن المدير الفني خافيير أجيري، وتعالت الأصوات بضرورة العودة للمدرب الوطني. فما كان من الاتحاد المصري إلا أن بحث عن الرجل الأنسب، فوجد ضالته بشخصية جمعت بين الكثير من الصفات القيادة والنجاح والإحترام، تمثلت هذه الصفات وغيرها في المدرب المعروف حسام البدري، الذي اشتهر مع النادي الأهلي عندما عمل مساعداً للمدرب مانويل جوزيه في الفترة الذهبية، ثم عاد وتسلّم بنفسه دفة القيادة وبات الرجل الأول في فريق "القلعة الحمراء" ليعرف النجاح ويثبت أنه بات من كبار العقول الفنية في مصر.
دعنا نعود إلى البداية، كيف كان شعورك عندما بدأت المفاوضات من أجل تولي مهمة تدريب منتخب مصر؟
- كان شعوراً رائعاً حقاً، منذ سنوات طويلة وأنا بانتظار الحصول على هذه الفرصة، كنت أدعو الله خلال سنوات عديدة وكلما مررت بجوار مبنى الإتحاد المصري أن تتحقق أمنيتي بتدريب المنتخب الوطني، فهذا من الناحية المعنوية شرف كبير يتمناه الجميع، كما أنني كمدرب وضعت هدفاً لنفسي بأن أكون في هذا المنصب ليكون تتويجاً لمسيرتي الطويلة، آمل التوفيق في هذه المهمة الصعبة والغالية على قلبي.
ما هي الميزات التي جعلت من مسؤولي اتحاد الكرة يرجحون كفة حسام البدري على بقية المرشحين؟
- كانت هناك اجتماعات عرضت فيها وجهة نظري وطريقتي في العمل، وطرحت الأهداف المستقبلية التي يجب أن نعمل على تحقيقها، على رأسها التأهل لكأس العالم 2022 وكأس أفريقيا المقبلة وتكوين منتخب قوي يبقى لسنوات طويلة. لكن لو سألتني عن معايير اختياري، فهي التي يحددها الاتحاد المصري، وتم الاختيار بناء عليها. إلا أنني أملك سيرة ذاتية كبيرة، إذ بدأت مسيرتي التدريبية قبل 32 عاماً، حققت خلالها 32 لقباً بالمجمل منها عشرة ألقاب كمدير فني (9 بطولات مع النادي الأهلي وواحدة مع المريخ السوداني).
تسلّمت المهمة بعد 5 سنوات كان فيها المنتخب بعهدة مدربين أجنبيين. كيف ترى الثقة بالمدرب الوطني؟
- الجميع هنا يملك ثقة كبيرة بقدرة المدرب المصري على الإنجاز، فأكبر ما تحقق كان على يد المدربين المصريين، الراحل محمود الجوهري قادنا لكأس العالم 1990 بعد عقود من الغياب وحسن شحاتة حقّق كأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية، وهذا ما يبعث دوماً على التفاؤل بالمدرب الوطني. نُدرك عظم المهمة وأقدر حجم المسؤولية لكي نعود بالمنتخب ليحقق آمال الجميع. أتمنى دعم الجميع وخاصة الجمهور الكبير في مصر، وأعدهم بأنني سأبذل جهدي وبقية زملائي في الجهاز الفني لكي نحقّق النجاحات المأمولة ونرفع راية مصر خفاقة في كل التظاهرات.
بعد خروج المنتخب المفاجئ من الدور الثاني لكأس أفريقيا 2019، كيف ستعمل على استرجاع ثقة اللاعبين والجمهور؟
- أدرك أن الحالة المعنوية منخفضة بعد ذلك الخروج من البطولة، وأتفهم تلك الضغوط الكبيرة التي أحاطت بتلك المشاركة وإحدى التحديات أمامنا ستكون استعادة تلك الثقة ولكني متأكد أننا نملك لاعبين أقوياء ذهنياً، جميعهم عاشوا تجارب قاسية من قبل ويملكون سمات شخصية تؤهلهم للعودة أقوى مما كانوا عليه. أثق بقدرتهم على تحمل المسؤولية تجاه القميص الوطني واستعادة ثقة الجمهور.
عادة ما يكون تدريب المنتخب أصعب من تدريب النادي، من ناحية الوقت المتاح للعمل وكثرة تغيير اللاعبين، كيف ستتغلب على هذه الصعوبات؟
- نعم، هي معادلة صعبة، مدرب المنتخب عادة يفتقد عامل الوقت في الإعداد والعمل مع اللاعبين بشكل دقيق خصوصاً في المهام التفصيلية للمراكز وتأثيرها على خطة اللعب. لكن سنحاول تدارك هذه الأمور بالإعتماد على القدرات الذهنية للاعبين واحترافيتهم في العمل. كلهم بلغوا مراحل متقدمة ويعلمون كيفية اختصار الوقت واستيعاب المهام المطلوبة منهم.بعد أقل من شهرين فقط على تعيينك، بدأت مهمتك الرسمية مع المنتخب في تصفيات كأس أفريقيا 2022؟
- كان توقيتاً صعباً، والجميع يعلم أن الفترة القصيرة ما بين تسملنا المهمة وخوض أول جولتين في التصفيات الأفريقية. أعتقد أن التأخر في تحديد اسم المدرب أهدر علينا فرصة النافذة الدولية في سبتمبر 2019، أضف إلى ذلك توقف النشاط الكروي لفترة 40 يوماً. كل ذلك أثّر على اللاعبين من حيث اللياقة البدنية أو الإستعداد النفسي، كما أننا صادفنا سوء الحظ من حيث الإصابات لدى اللاعبين. لذلك في المعسكر الأول استدعينا 35 لاعباً ما أثار استغراب الجميع لكن تبيّن صحة قرارنا في النهاية. التعادل في أول جولتين من التصفيات حتماً لا يُرضينا ولكن أن على ثقة بأننا سنتأهل للبطولة القارية.وضعت قرعة تصفيات كأس العالم مصر بمواجهة الجابون وأنجولا وليبيا. كيف ترى هذه المجموعة؟
- هي مجموعة صعبة بدون شك ولا يُمكن الإستهانة بأي منافس. في السنوات الأخيرة لم تعد الكرة الأفريقية تشهد تفاوتا في الفوارق الفنية، فكل المنتخبات تمكّنت من التطور بفضل اللاعبين المحترفين. أتذكر أننا بعد الفوز بلقب 2010 خسرنا التأهل لكأس أفريقيا أمام منتخبات صغيرة. عموماً نملك لاعبين مؤهلين يلعبون في أفضل الدوريات الأوروبية وكل اللاعبين الذين نملكهم لديهم قدرات فائقة وثقافة الإنتصار. سيكون هدفنا تخطي دور المجموعات وبلوغ الدور النهائي لكي نقترب أكثر من حلم التأهل لكأس العالم ونجعل الجميع سعداء بنا.هل ترى أن التأهل لنهائيات 2018 سيكون عاملاً إيجابيا أم سيشكل ضغطا أكبر على الجهاز الفني واللاعبين؟
- عشت الكثير من هذه المواقف، حقّقت لقب دوري أبطال أفريقيا وبطولات محلية وفي كل مرة أعود من أجل الفوز وكسب المزيد من التحديات، ربما في بعض الأحيان تشكل ضغطا لكن يجب علينا أن نتعامل مع الضغوط بشكل ايجابي لتعزيز ثقتنا بأنفسنا ومنح اللاعبين الطاقة للمنافسة من جديد وتحقيق أهدافنا المعلنة وأكثر في المستقبل.ما هي الطريقة التي ستعمل وفقها لاعادة بناء الفريق، وكيف ستنتقي اللاعبين وتمنحهم الفرص؟
- لدينا استراتيجية عمل في الجهاز الفني وهي متابعة كل اللاعبين، نراقب بدقة استمرارية التطورالفني والبدني، الحظوظ متساوية أمام الجميع وأعلم أن كل اللاعبين لديهم الرغبة في ارتداء قميص المنتخب الوطني. لذلك منحنا الفرصة لعدد من العناصر الجديدة والشابة، والباب سيبقى مفتوحا أمام الجميع، استراتيجيتنا تتمحور حول دمج العناصر الواعدة مع لاعبي الخبرة، بهذه الطريقة يمكن أن نحقق المعادلة الصعبة؛ تكوين فريق قوي يبقى في أعلى مستوى لعقد من الزمن ونضمن جودة الأداء من خلال الانسجام مع المتطلبات الفنية.