الحكاية هى حكاية برج لكن مش أى برج، لكن الحكاية حكاية برج تحدى القانون، وتم بناؤه فى غفلة من الزمن فى وقت كانت الدولة تحارب فى كل اتجاه خونه وعملاء من الداخل ومرتزقة من الخارج، وفى تلك الفترة استغل أصحاب النفوس الضعيفة انشغال الدولة معتقدين أنهم بعد ارتفاع البناء وعلوه أنهم فى مأمن تطبيق سيادة القانون.
وبعد انتهت الدولة من خربها مع الخونة والعملاء قررت تطهير نفسها من الداخل وإصدار القوانين والتشريعات الصارمة التى تقضى على كل أحلام المغتصبين لأراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية ودقت ساعة العمل وتم صدور القرار للمحافظين بالتعامل مع تلك المخالفات.
وفى محافظة سوهاج وتحديدا بمدينة جرجا تم تطبيق أول قرار إزالة أضخم وأكبر برج مخالف القرار صدر من اللواء طارق الفقى محافظ الإقليم والذى أكد من خلال بعض التصريحات الصحفية أنه لا أحد فوق القانون وأنه سوف يتم تطبيق القانون على الكافة، وأنه جارى حاليا الإستعداد لتنفيذ كافة قرارات الإزالة لكافة المبانى المخالفة الواقعة بنطاق المحافظة.
والبرج صدر له عدة قرارات إزالة منها قرار الهيئة العامة للطرق والكبارى رقم 77 لسنة 2012، بإزالة كافة المبانى المقامة، وكذا عدد " 10 " قرارات صادرة من الوحدة المحلية لمركز ومدينة جرجا لمخالفة أحكام القانون رقم 119 لسنة 2008 مبانى قانون البناء الموحد ولائحته التنفيذية .
بعد صدور القرار بالإزالة استشاطت مواقع التواصل الاجتماعى غضبا كيف يتم إزالة هذا الصرح العملاق المكون من 11 طابقا وطالبت مواقع التواصل أن يتم تأميم البرج لصالح الدولة أو يستخدم كمبنى لعزل المصابين بفيروس كورونا المستجد أو مجمع خدمات إدارية يضم العديد من الهيئات التابعة للدولة أو عقاب مالكة بالقيام بدفع تعويضات للدولة وظل هذا الأمر عدة أيام رواد مواقع التواصل يطالبون والمحافظة تترقب وتبحث الأمر قانونا حتى قال القانون كلمته لا يجوز تنفيذ مقترحات رواد مواقع التواصل ويجب الإزالة.
جاء اليوم المحدد وهو السابع والعشرون من الشهر الماضى حضر اللواء طارق الفقى محافظ الإقليم وحضر اللواء دكتور حسن محمود مساعد الوزير مدير أمن سوهاج على رأس قوة من الأمن والتنفيذيين وتم إعطاء الإشارة بالبدء فى أعمال إزالة البرج بعد تم إسناد عملية الإزالة إلى إحدى الشركات وتم إعلان أن مدة الإزالة سوف تستمر 45 يوما ما بين عملية إزالة يدويا وعملية إزالة ميكانيكية.
استمرت أعمال الهدم للبرج المخالف بإزالة من الطابق الحادى عشر حتى الخامس يدويا وتم إسقاط كافة الأعمدة الخارجية والداخلية للمبانى وبعدها استكملت أعمال الإزالة بتفريغ المبنى من الداخل وإسقاط كافة الأعمال الخرسانية الداخلية.
بعدها بدأت أعمال الإزالة الميكانيكية بإستخدام اللوادر وإستخدام الشاكوش وتم تفريغ الأعمدة الخرسانية فى منتصفها وهى الأعمدة التى يطلق عليها أعمدة إرتكاز المبنى وتم تحديد نقطة سقوط المبنى وهى الناحية الغربية للبرج والتى تتاخم الأراضى الزراعية لتجنب الإصابات.
اليوم تم وضع اللمسات الأخيرة لإزالة المبنى بحضور السكرتير العام المساعد وتم استكمال كافة أعمال التفريغ الخاصة بالمبنى التى أستمرت أكثر من 6 ساعات تم ربط أحد الأعمدة بالسلاسل الحديدية تمهيدا لجذبها للخارج وسقوط المبنى فى المكان المحدد وتم تحطيم آخر عمودى ارتكاز للمبنى وبعدها هوى المبنى وتحول من صرحا ضخما إلى أكوام من الحطام دون حدوث إصابات أو خسائر بشرية بين العاملين فى عملية إزالة البرج.
بعد الانتهاء من عملية الإزالة وتطاير الغبار وتراكم الأنقاض العاملون بالشركة لم يجدوا أمامهم إلا الاحتفال بطريقتهم الخاصة على هذا الإنجاز الذى تم فى نصف المدة 21 يوما بدلا من 45 يوما وهتفوا وصفقوا احتفالا بهذا النجاح.
ماذا بعد البرج سؤال مهم الجميع ينتظر إجابته وإجابته كانت عند على أبوعقيل رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة جرجا سوف يتم إقامة أكبر مدخل وحديقة بمكان البرج يعبر عن تاريخ وعراقة مدينة جرجا التى كان يطلق عليها قديما مديرية جرجا.