نواصل قراءة ما يقوله التراث الإسلامى فى بعض النصوص التى وردت فيمن كان قد سبق الإسلام، واليوم نتوقف عند قصة "رجل وامرأة فى السلف الخالى" وفيها كلام مهم عن الثقة بالله سبحانه وتعالى.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "حديث بينما رجل وامرأة له فى السلف الخالي":
قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القسم، حدثنا عبد الحميد، يعنى بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب، قال: قال أبو هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: "بينما رجل وامرأة له فى السلف الخالى لا يقدران على شىء، فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعا قد أصابته مسغبة شديدة، فقال: لامرأته: عندك شىء؟
قالت: نعم، أبشر أتاك رزق الله، فاستحثها.
فقال: ويحك ابتغى إن كان عندك شىء.
قالت: نعم هنيئة نرجو رحمة الله، حتى إذا طال عليه المطال.
قال: ويحك قومى فابتغى إن كان عندك شيء فأتينى به، فإنى قد بلغت الجهد وجهدت.
فقالت: نعم الآن ينضج التنور فلا تعجل.
فلما أن سكت عنها ساعة، وتحينت أيضا أن يقول لها، قالت من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنوري، فقامت فوجدت تنورها ملآن من جنوب الغنم ورحاها تطحن، فقامت إلى الرحى فنفضتها واستخرجت ما فى تنورها من جنوب الغنم ".
قال أبو هريرة: فوالذى نفس أبى القاسم بيده عن قول محمد ﷺ: "لو أخذت ما فى رحيبها ولم تنفضها لطحنت إلى يوم القيامة ".
وقال أحمد: حدثنا أبو عامر، حدثنا أبو بكر، عن هشام، عن محمد، عن أبى هريرة قال: دخل رجل على أهله فلما رأى ملبهم من الحاجة، خرج إلى البرية فلما رأت امرأته ما لقي، قامت إلى الرحى فوضعتها، وإلى التنور فسجرته.
ثم قالت: اللهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت.
قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا.
قال: فرجع الزوج.
قال: أصبتم بعد شيئا؟
قالت امرأته: نعم من ربنا، فرفعتها إلى الرحى، ثم قامت، فذكر ذلك للنبى ﷺ قال: "أما إنه لو لم ترفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة".
قال: شهدت النبى ﷺ وهو يقول:
"والله لأن يأتى أحدكم بحزمة حطب، ثم يحمله فيبيعه فيستعفف منه، خير له من أن يأتى رجلا فيسأله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة