10 سنوات على تخصيص أرض الحرفيين بقنا.. وأصحاب الحرف يحلمون بالتنفيذ (صور)

10 سنوات مرت على قرار تخصيص أرض الحرفيين بقرية الشيخ على فى نقادة جنوب قنا، وبالتحديد الظهير الصحراوى الغربى للقرية، وقفت عندها أحلام أصحاب الحرف اليدوية والفخار تلوح وتلاحق مكاتب المسئولين ورؤساء مدن نقادة خلال تلك الفترة، ولكن دون تنفيذ لقرار التخصيص أو استجابة، ليعيش الحرفيون بين مرارة لقمة العيش وضيق الأماكن والمحاضر التى تلاحقهم من الجهات المعنية ومجلس المدينة.

مطالب عديدة ومقابلات عدة لم تكن كافية لحصول الحرفيين على أرضهم بالظهير الصحراوى بطوخ، على الرغم من صدور قرار تخصيص أرض للمنفعة العامة تقدر مساحتها 100 ألف متر لصالح الوحدة المحلية بغرض إنشاء مجمع الحرف الفخارية ولأصحاب تلك الحرف.

وما بين طمى الأرض وطينها وحرارة لهب الفرن وشقائها وجد أبناء تلك القرية آبائهم يعملون فى تلك الصنعة التى ورثوها لهم، فلم تجد معهم أى صنعة أخرى أو عمل فى أماكن بعيدة عن حرفة الفخار، حيث وجد الأهالى فيها المتنفس والمصدر الوحيد لرزقهم، فعدد ليس بقليل يتجاوز الـ 100 أسرة يعملون فى تلك الصنعة ويتمنون أن يتحقق حلم حصولهم على الأرض المخصصة للحرف الفخارية.

قال كمال أبو اليزيد، حرفى فخار، إن الأهالى يعملون فى المنازل التى يسكنون فيها وسط محتويات المنزل والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى أماكن النوم، هذا ما يجعل الجميع متمسك بحلم الحصول على الأرض المخصصة بالظهير الصحراوى للحرفيين بحاجر طوخ، للتخلص من تلك المشقة والمعاناة التى يعانى منه الأهالى والحرفيين للحصول على الكسب ولقمة العيش.

وأوضح أبو اليزيد أن الأرض مخصصة منذ أن كان مجدى أيوب، محافظاً لقنا، وصادرًا لها قرار تخصيص يحمل رقم 775 لسنة 2010، مؤكدا رفض المسئولين خلال السنوات السابقة تسليمها للحرفيين على الرغم من تقديمهم بالعديد من الشكاوى إلى الوحدة المحلية والمحافظة ولكن دون جدوى، على الرغم من الوعود العديدة ووجود الأرض كما هى دون استغلال.

وأكد ناصر سلمان، حرفى فخار، أن قرار التخصيص واضح دون لغط أو تشويش ومحدد به مكان الأرض والمساحة وأصحاب الامتيازات والمنتفعين منها وذلك منذ عام 2010، ولكن منذ ذلك التاريخ لم يتحرك أى مسئول لاتخاذ قرار يخدم أصحاب تلك الحرف التى تعمل فى المنازل وعلى أسطحها، قائلًا: "ملناش غير ربنا ومحدش بيساعدنا غيره، ومحدش مدور علينا".

وأشار سلمان، إلى أن أصحاب المهن الحرة يحتاجون إلى المساند لهم خاصة فى تلك الأوقات الصعبة التى نعيش فيها، لاسيما مع وجود أبناء تحتاج إلى المصاريف والعيش حياة كريمة والزواج مثله كمثل غيره من الشباب، وهذا لم يتاح فى ظل الأماكن الضيقة التى يعيش فيها الحرفيين، موضحًا أن تخصيص الأماكن وتوزيعها على الحرفيين سيساعد فى توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب بدلًا من تشردهم وضياع مستقبلهم.

أما شقيقه أحمد سلمان قال إن القرية تشتهر بصناعة الفخار ويعمل معظمها فى تلك الصناعة وكان فى وقت سابق يعمل كل أهالى القرية فى صناعة الفخار إلا عددًا لا يذكر ولكن اليوم مع ضيق الرزق لجأ شباب القرية إلى العمل بالخارج وفى السياحة وتركوا مهنة الآباء والأجداد، الذى ذاع صيتها من خلال تلك الصنعة.

وأضاف سلمان أنه يجب على الدولة أن تهتم بالحرف اليدوية والتراثية التى تحافظ على الهوية الأبدية للبدان، ولذلك على المسئولين سرعة اتخاذ قرار يخدم أصحاب تلك الحرف والنظر من جديد فى موضوع أرض الحرفيين وتسكينهم فى الأماكن المخصصة.

واشتكى محمد عبد العاطى، حرفى فخار، من الأماكن الضيقة التى يعملون بها، بالإضافة إلى كثرة الشكاوى التى يتعرضون لها من قبل الأهالى بسبب الأدخنة، مما يضطر البعض إلى العمل فوق أسطح منازلنا لعدم وجود ملجأ أو منقذ غيره.

وقال عبد العاطى: "إننا نعلم بأذية أنفسنا ولكن ليس هناك بديل لكى نكمل مسيرتنا ونستطيع العيش، فلا تجمعنا وظائف ولا مشاريع، موضحاً ان هذه الحرفة التى ورثوها عن أجدادنا وهى مصدر رزقنا الوحيد ومهددة بالاندثار ويعمل بها أكثر من 100 أسرة فى البلدة".

وطالب محمد العاطى المسئولين بتنفيذ قرار التخصيص لأرض الحرفين بدلًا من الكلام والوعود الكثيرة التى وعد بها أصحاب تلك الحرف، متابعًا "عايزين حل تعبنا".