ادعوا للمنتصر بالله.. زوجته تطمئن الجمهور .. وتؤكد: حالته مستقرة.. عزيزة كساب: لا أخبره بالأنباء السيئة ولا يعلم بوفاة الفيشاوى ورجاء الجداوى.. أغلب الوقت نايم وأحفاده يخففون حزنه وهؤلاء يسألون عن الفنان

تطلب هاتفه فيأتيك صوت وكلمات البابا شنودة التى لم يجد أنسب منها لتعبرعن حاله: "أحبك يارب فى خلوتى.. تناجي فؤادي بعمق الكلم.. أحبك يا رب في ضيقتى ووقت احتياجى وقت الألم.. أحبك يارب فى توبتى ووقت البكاء ووقت الندم" .. فمنذ سنوات لا يستطيع الفنان الكوميدى الكبير المنتصر بالله الرد على هاتفه، يضع هذه الأبيات بصوت البابا شنودة لتلخص وتعبر عن حاله منذ 12 عاما بسبب إصابته بجلطة بالمخ.

غاب الفنان الكبير صاروخ الكوميديا الذى طالما أمتعنا بفنه بسبب المرض ولكنه أبدا لم يغب عن أذهان وذاكرة الملايين من عشاق فنه، يتشوقون لسماع أخباره والاطمئنان على صحته، فترد زوجة عظيمة تساند زوجها وتقف إلى جواره فى محنته بعد أن ضحت واعتزلت الفن فى بداية حياتهما للتفرغ لرعاية بناتهما الثلاثة، تعبر الزوجة بكلمات تحمل كل معانى الصبر على المحنة والرضا مهما كان الابتلاء والشكر لله فى كل الأحوال والرجاء والدعاء والأمل بأن يخفف الله عن الزوج الحبيب ويمن عليه بالشفاء.

تواصلنا مع السيدة عزيزة كساب زوجة الفنان الكوميدى المنتصر بالله لنطمئن منها على تطورات حالته الصحية، فأكدت أن حالته الصحية مستقرة وتحسنت عن ذى قبل.

وأوضحت زوجة الفنان الكبير لليوم السابع، أنه أوقف جلسات العلاج الطبيعى منذ فترة بسبب أزمة فيروس كورونا ولا يخرج من البيت ، مؤكدة أن حركته بسيطة ويقضى أغلب الوقت نائماً.

وأشارت زوجة المنتصر بالله قائلة: "طبعا هو نفسياً متأثر بسبب قعدة البيت لأنه مكانش بيقعد وكانت حياته كلها حركة ونشاط وشغل، لكن بنشكر ربنا على استقرار حالته".

وأكدت الزوجة أن الشىء الوحيد الذى يخفف عن الفنان المنتصر بالله ويسعده حالياً هم أحفاده، فلديه أربعة أحفاد يحاولون دائما التخفيف عنه وتسليته، قائلة: "بيلعبوا معاه ويحاولوا يفرفشوه ويخرجوه من حالة الاكتئاب بسبب قعدة البيت".

وأوضحت زوجة المنتصر بالله أنه يتابع التليفزيون والفضائيات وخاصة برنامج "الحكاية" لعمرو أديب وبرنامج وائل الإبراشى، مؤكدة أنها حرصت على ألا يشاهد الحلقة التى تحدث فيها عمرو أديب عن وفاة الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى، حتى لا يعرف هذا الخبر الحزين.

المنتصر بالله مع الفنانة الراحلة رجاء الجداوى

وقالت الزوجة: "أنا دايما باخبى عنه الأخبار السيئة علشان حالته ماتتأثرش ولحد دلوقت ميعرفش بوفاة فاروق الفيشاوى لأنه كان صديق عمره، ولا وفاة الفنانة رجاء الجداوى التى كانت دائمة السؤال عليه، أو وفاة جورج سيدهم".

وأكدت السيدة عزيزة كساب بصوت يحمل كل معانى الرضا والصبر أنها لا تلوم من لا يسألون عن زوجها الفنان المنتصر بالله وتقدر انشغالات الحياة، قائلة: اللى بيسألوا عليه أكرم السعدنى والنقيب أشرف زكى والمخرج عمر عبدالعزيز، والفنانة الكبيرة شويكار رغم أنها تحتاج من يسأل عنها، وكانت الفنانتين رجاء الجداوى ونادية لطفى من أكثر الفنانين سؤالا عنه".

االمنتصر بالله وزوجته عزيزة كساب 

وطالبت زوجة المنتصر بالله الجمهور بالدعاء لزوجها بالشفاء من أثار جلطة المخ التى أصابته عام 2008 وأبعدته عن الفن.

وامتلك الفنان المنتصر بالله طاقة كوميدية جبارة، وسرعة بديهة وخفة ظل جعلته يبارز كبار نجوم الكوميديا وعباقرتها، وهكذا فعل فى مبارزات فنية ممتعة أمام الفنان الكبير أمين الهنيدى في مسرحية "عائلة سعيدة جدا"، و أمام وحش الشاشة فريد شوقى في مسرحية" شارع محمد على"، وفى مواجهة أستاذه فؤاد المهندس في "مسرحية علشان خاطر عيونك".

ولم تقتصر قدراته وإمكانياته الفنية على الكوميديا فقط ولكنه أبدع أيضا وأثبت أن لديه إمكانيات لم تستغل حين جسد الشر والاستغلال في مسلسلات حسن أرابيسك ، وانا وانت وبابا في المشمش وغيرها.

عشق المنتصر بالله الفن منذ صغره وحصل على بكالوريوس الفنون مسرحية عام 1969 ، وحصل على ماجيستير الفنون المسرحية عام 1977 .

وفى حوار لصاروخ الضحك عن بداياته تحدث عن دور الفنان فؤاد المهندس في حياته الفنية، مشيراً إلى أنه أكثر من ساعده فى بداية مشواره ، حيث قابله بالصدفة لأول مرة فى مسرح الزمالك، وقال  له إنه يحب التمثيل، ويريد أن يمثل معه".

وقال المنتصر بالله عن هذا اللقاء:" طلبت من الأستاذ أن أمثل معه ولو دور بنكلة،  فقال لى مبتسمًا: "تعالى بكره المسرح وهديّلك دور بتلاتة تعريفة".

ذهب المنتصر بالله للمهندس في اليوم التالى، فأعطاه دوراً فى مسرحية "النجمة الفاتنة"، وكان الدور عبارة عن جملتين فقط، هما "بكره العصر هتنهض مصر، ونموت ونحيا فى حضن يحيى" ، مشيرا إلى أنها كانت بدايته في التمثيل وبعد ذلك اقتنع  به فؤاد المهندس وشجعه، وبالفعل اشترك معه فى مسرحيات كثيرة، وفى الفوازير، وكذلك في فيلم فيفا زلاطة.

أبدع المنتصر بالله العديد من الأعمال التي تجاوز عددها 170 عملا ومنها أفلام : "تجيبها كدة تجيلها كدة هي كدة، أسوار المدابغ، التحدي، الحدق يفهم، الزمن الصعب، الشيطانة التي أحبتني، الطيب أفندي، الفضيحة، المعلمة سماح، المغنواتي، المواطن مصري، حارة الجوهري، ياتحب ياتقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامي تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، يا ما أنت كريم يارب".

وفِي المسرح قدم : استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جدا، شارع محمد علي، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا".

وفِي التليفزيون قدم مسلسلات "بدارة ، أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات بناتي، اجري اجري، راجل وست ستات، حقا أنها عائلة سعيدة جدا، شارع المواردي، لن أمشي طريق الأمس، الصحيح ما يطيح، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الشراغيش، آن الآوان،عيون، الدنيا لما تلف".

تزوج المنتصر بالله من الفنانة عزيزة كساب، وأنجب منها 3 بنات واعتزلت الفن بعد الزواج للتفرغ لرعاية أسرتها، وكان لها دور كبير في مشواره الفني وفى مساندته ودعمه بعد مرضه.

وفى عام 2008 أثر المرض على الفنان المنتصر بالله، حيث أصيب بجلطة في المخ أبعدته عن الفن لمدة عامين، وعندما تحسن تحامل علي نفسه لتقديم بعض الأعمال التي لا تتطلب مجهودا مثل المسلسلات الإذاعية، وشارك كضيف شرف في مشهد أو حلقة ببعض الأعمال، فظهر في المسلسل التليفزيوني راجل وست ستات، والإذاعي عوام على بر الهوي ولكنه لم يستمر طويلًا لتأثير المرض عليه، وابتعد من جديد عن الساحة الفنية.

ورغم ابتعاده كان ولا يزال حاضرا في عقول وقلوب ملايين المشاهدين الذين عشقوا فنه وإيفيهاته وسعدوا بخفة ظله ، وعلى الرغم من أنه لم يحظ بأدوار البطولة، لكنه كان دائما بطلا في أدواره، وهو ما جعله باقيا وحاضرا فى أذهان الملايين الذين يدعون لها دائما بالشفاء ويتمنون عودته لفنه وجمهوره.