انتشرت ظاهرة اطلقت عليها الصحف الإسبانية "السياحة الانتقامية" ، وهى عودة السفر والسياحى ولكن بشكل وحشى، بعد أزمة كورونا وفترة العزل الصحى التى ادت الى حالة من الملل والاكتئاب لدى العالم ، وبمجرد اعادة فتح الحدود فى العالم اصبحت هناك حالة من الشغف للسفر.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن الصين من الدول الرائدة فى تجربة هذه الظاهرة، مع زيادة حجوزات الفنادق بنسبة 1500%، وانهالت العديد من الطلبات للحجز فى الصين بشكل وحشى، على الرغم من أن الصين كانت بؤرة تفشى كورونا إلا أنها من أول الدول التى شهدت اقبالا على السياحة خاصة الداخلية ، وبعدها يأتى نيوزيلندا التى أعلنت خلوها من فيروس كورونا، ولذلك شهدت اقبالا كبيرا على السياحة سواء الداخلية أو الخارجية.
وأوضحت الصحيفة أن الدول الأوروبية أيضا لديها ظاهرة "الانتقام السياحى" فبمجرد اعادة فتح الحدود امتلأت الفنادق والشواطئ الأوروبية، وأيضا من بين السياح كانوا من الجنسية الصينية، الذين يفضلون السفر إلى المملكة المتحدة أو ايطاليا أو فرنسا.
وتحدث أنطونيو تيجيرو ، مندوب الصين لدى الجمعية الإسبانية لمديري الفنادق (AEDH) و مؤسس شركة China Hotel Solutions الاستشارية ، عن "السياحة الانتقامية" في اجتماع مع المهنيين من هذا القطاع. "كلما سمح الوضع الاقتصادي لكل فرد بذلك ، نشعر جميعًا بالرغبة في القيام بذلك ، مثلما يمكننا السفر بهذه الشراهة".
وأضاف "السياحة الانتقامية فى الصين بدأت بالسياحة الداخلية ، واستعادة نشاطها، والسفر الى وجهات قريبة والاكثر أمانا وفيما بعد جاءت الرحلات الدولية".
وأوصت وزارة الثقافة والسياحة فى الصين المواقع السياحية برفع عدد زوارها من 30 إلى 50 % من طاقتها الاستيعابية اليومية، وضرورة استئناف الرحلات الداخلية.
وأوضحت الصحيفة أن الشباب هو أولئك الذين لديهم رغبة كبيرة فى السفر، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الوجهات ذات الهواء الطلق والمحاطة بالطبيعة هى أولى الأماكن التى تحظى بأكبر عدد من الإعجاب هذا الصيف، والتى تعتبر المفضلة لدى الجميع وعلى رأسها الشواطئ التى امتلأت فى الدول الأوروبية بشكل كبيرة، على الرغم من خطورتها لأنه يصعب فيها الحفاظ على المسافات الآمنة، مشيرة إلى أن الاكتئاب من العزل الصحى بسبب ازمة كورونا هى السبب الاول فى ظهور ما يسمى ب"السياحة الانتقامية".
وتشير تقارير أخرى إلى أن الانتقام السياحي يكتسب قوة أكبر في البلدان ذات الدخل الفردي العالي، فقد لوحظ أن الدول التى لديها القوة الشرائية الأعلى في الولايات المتحدة كانت أكثر اهتمامًا بالسفر (حتى داخل البلاد) و "تغيير المشهد" بعد حبسها لفترة طويلة. مثال آخر على سياحة الانتقام في الولايات المتحدة، الرحلات البحرية المقررة فى 2021 والتى من المقرر أن تحطم جميع الارقام القياسية.
وكان بحث حديث لمجلس السفر والسياحة العالمى WTTC أكد أن القارة الاوربية حققت زيادة 2.7 ٪ فى المسافرين منذ فتح الحدود من شأنها أن تولد أو تستعيد مليون وظيفة فى هذا القطاع.
وأكد البحث أنه يمكن للحكومات، التى تعمل بالتنسيق مع التدابير المنسقة المناسبة، أن تحفز زيادة فى السفر لتصل إلى 27 ٪، وبالتالى تسهيل 10 ملايين وظيفة فى قطاع السفر والسياحة. ويساهم قطاع السفر والسياحة بنسبة 9.1٪ من الناتج المحلى الإجمالى لأوروبا، بقيمة 2 مليار دولار فى اقتصاد القارة.
فى العام الماضى، وفقًا لتقرير WTTC للأثر الاقتصادى للسفر والسياحة لعام 2020، كان القطاع مسؤولًا عن 37.1 مليون وظيفة (9.7٪ من إجمالى عدد الوظائف فى أوروبا).