بمشاركة رفيعة المستوى انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال المنتدى الافتراضي العالمي "دور القيادات الدينية فى مواجهة الأزمات"، الذى تعقده منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامى والمجلس العالمى للمجتمعات المسلمة، تحت شعار "نحو تضامن أخلاقى عالمى للقيادات الدينية"، حيث شرف الجلسة الافتتاحية فخامة الرئيس التشادى إدريس ديبى إتنو، الذى أكد فى كلمته أهمية دور القيادات الدينية وقت الأزمات والنزاعات للمساهمة في إقرار السلم والأمن، وأن الأمة الإسلامية والإنسانية أحوج ما تكون إلى العلماء المستنيرين، وجميع الكتب السماوية تعلمنا قيم التعايش والتشارك.
وهنأ الرئيس التشادي منظمة الإيسيسكو على عقد هذا المنتدى، واختيار موضوعه بالغ الأهمية، مشيرا إلى أن ذلك دليل على رؤية المنظمة المتقدمة في السعي لمجابهة الأزمات، إذ أن جائحة كوفيد 19 نشرت الرعب بين الملايين، وهددت النسيج الاجتماعي والمستقبل الاقتصادي للبشرية، مؤكدا الحاجة إلى تبادل الآراء لتجاوز هذه الأزمة.
الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، شدد في كلمته على أن دور القيادات الدينية يتصاعد اليوم أكثر مما مضى، ليحقق ما تصبو إليه الإنسانية جمعاء من بناء تضامن أخلاقي عالمي يفضي إلى تحقيق الغايات السامية المرتكز إليها الأمن والسلم الدوليان.
وأشار الدكتور المالك إلى أن الإيسيسكو سارعت منذ انتشار الوباء إلى إطلاق العديد من المبادرات التي حظيت بقبول واسع في مدار المعالجات المطردة لآثار كوفيد 19، في جوانبها التربوية والإنسانية والنفسية والروحية، مؤكدا أن عقد المنتدى يأتي لفسح مجال أوسع لمختلف القيادات لإبراز دورها في معالجة الأزمات والتوافق على موجهات لأخلاقيات مشتركة تعالج هذه الأزمات.
وفي كلمته أكد الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الدور المناط بالقيادات الدينية كبير، وتلح قيمته عند حلول الأزمات حيث تتعالى القيم الدينية والروحية ويلتف الناس حول قياداتهم الدينية، وهو ما تتبدى معه الأهمية الفائقة لعقد هذا المنتدى الآن.
فيما قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إن الأمم التي لا تبنى على الأخلاق والقيم مهددة في أصل بنائها، وعلى امتداد التاريخ الإنساني، زالت كل الأمم التي انحرفت عن القيم. وأضاف أن المعيار الأخلاقي ثابت لا يتغير بتغير الزمان والمكان، وأن الأخلاق لا تتجزأ ولا تقبل ازدواجية المعايير.
ومن جهته توجه شيخ الإسلام، الله شكر زادة باشا، مفتي أذربيجان والقوقاز بالشكر لمنظمة الإيسيسكو وجميع المشاركين في المنتدى، مؤكدا أن قيم بر الوالدين ومراعاة حق اليتيم والتسامح وحفظ حقوق الجار على مستوى الأفراد والدول يجسد مقتضى الأديان والفطرة السليمة، آملا أن تسعى القيادات الدينية لتجسيد هذه القيم.
وفي كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أكد أن التضامن الأخلاقي مهم في وقت الأزمات، وأن الأديان جاءت لترسيخ بيئة أخلاقية يعيش فيها الجميع بسلام. وأضاف الإمام الأكبر أنه لا مكان في الإسلام للهيمنة الفكرية أو العقدية، وأن الأخلاق تحظى بمكانة سامية في كل الأديان.
بينما أكد الدكتور علي بن راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن جميع الأديان تتضمن قيما عليا، وعلى القيادات الدينية أن تحترم المسؤولية الحقيقية في التخصص، واحترام قرارات القيادات السياسية، وأن تتحلى بسعة الأفق.
وعقب ذلك اختتم الدكتور سالم بن محمد المالك الجلسة الافتتاحية للمنتدى، وأعلن الانتقال إلى الجلسات العلمية.