جريمة بشعة اهتزت لها قلوب أبناء محافظة المنيا، راح ضحيتها شاب فى مقتبل العمر كان ينتظره مستقبله بعد أن أوشك على الانتهاء من دراسة طب الأسنان، حيث شهد مركز سمالوط، جريمة إثر مقتل شاب جامعى على يد شقيقين أخذا بالثأر، وعلى الفور أمر مدير أمن المنيا بتشكيل فريق بحث من البحث الجنائى بالتنسيق مع مباحث سمالوط لسرعة ضبط مرتكبى الواقعة .
البداية كان إخطارا تلقاه اللواء محمود خليل مدير أمن المنيا، من اللواء خالد عبدالسلام مدير البحث الجنائى، يفيد بمقتل شاب وسط مدينة سمالوط بالقرب من موقف السيارات بين العمارات بالمنطقة.
الطالب الجامعى المقتول بسبب الثأر
تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبإجراء التحريات الأولية أفادت أن الجثة لطالب يدعى "ا.ع" طالب بكلية طب الأسنان بجامعة المنيا وأن سبب الواقعة هو الأخذ بالثأر، وبتكثيف البحث ومواصلة التحريات أفادت أن شابين تعقبا المجنى عليه بشوارع مدينة سمالوط، وعند مرور المجنى عليه بأحد الممرات التجارية، طعناه بسكين فى أجزاء متفرقة من الجسم، وذلك بالقرب من حديقة تتوسط عمارات الزراعيين بالمدينة.
كما أفادت التحريات أن الطالب كان متوجها إلى أحد معامل التحاليل فى مدينة سمالوط، وتعقبه الشابين لينفذا جريمتهما فيه، ثم ألقيا السلاح وفرا هاربين وسط المارة.
وأفادت التحريات الأولية أيضا أن سبب الحادث يرجع إلى خصومة ثأرية بين أحد أقارب المجنى عليه وعائلة أخرى بالقرية كانت قد وقعت منذ ما يقرب من 5 سنوات راح ضحيتها أحد أفراد العائلة الأخرى .
وقد تمكن فريق البحث من التوصل إلى مرتكبى الواقعة وتحديد أماكن تواجدهما وهويتهما وتبين أنهما شقيقان وهما "ع .م " وشقيقه "أ" حاصلين على دبلوم ، على الفور قامت الأجهزة الأمنية بتعقب المتهمين فى أماكن تواجدهما والقاء القبض على أحد الأشقاء المتهمين بارتكاب الواقعة بينما يواصل فريق البحث جهوده لضبط المتهم الثانى، كما تم ضبط السلاح المستخدم فى الجريمة.
وفى نفس السياق، فقد صرحت نيابة سمالوط بدفن الجثه، حيث خيم الحزن على المشاركين فى تشييع الجثمان بمسقط رأس المجنى عليه بإحدى القرى التابعة للمركز وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم واحالته إلى النيابه العامة التى تباشر التحقيق فى الواقعة .
الطالب الجامعى المقتول
ومن ناحيته، يقول الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف، أن الثأر عادة سيئة قديمة تعود بنا إلى نظام الغاب وإننا لو حكمنا الشرع والقانون لارتحنا جميعا وأرحنا، وأوقفنا الدماء التى تسيل نتيجة لهذه العادة.
وقال: الثأر ظالم.. فأصحاب الثأر يبحثون عن أفضل من فى الأسرة وينسون قوله تعالى"من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "وأوضح أن هذه الظاهرة تخرج جيلا أغلب ما يكون فيه من الجبناء وكيف يؤتمن هؤلاء على وطنهم .
وطالب وكيل وزارة الأوقاف بالأحتكام إلى العقلاء حتى يفتح المجال لأهل الصلح والمجالس العرفية التى تدعو للصلح وهذا يخبرنا أن الله يريد بنا خيرا.
فيما قال الدكتور هانى العربى مستشار رئيس جامعة المنيا أن ظاهرة الثأر موجودة فى المجتمع وخاصة المجتمع الصعيدى رغم أنها اختفت لفترة إلا أنها عادت من جديد نتيجة التغيرات التكنولوجية، التى ساهمت فى أن تعود تلك الظاهرة من جديد لكن فى استهداف الشباب وخاصة الشباب المتعلم حتى يزداد الألم.
وأشار إلى أن تلك الظاهرة تعد ظاهرة قبلية وجاهلية، لاسيما أن هناك قانون وأحكام ناجزه، ولفت إلى أن السوشيال ميديا أصبحت عامل أساسى فى تعريف الجريمة غير الماضى فكل مواطن الآن بحوزته تليفون يستطيع أن ينقل الحدث فى لحظات وتحول جميع المواطنين إلى إعلاميين .
وأوضح أن محافظة المنيا من المحافظات القليلة جدا فى مسألة الثأر فقد كان فى الماضى تحدث قضايا الثأر ولا يعلم عنها المواطنون أى معلومات لكن التغيرات التكنولوجية ساهمت فى التعريف .
وأضاف رغم كل ذلك فإن الظاهرة انخفضت بشكل كبير لأكثر من سبب من بينها ارتفاع نسبة التعليم وإنجاز القضايا فى المحاكم وإصدار أحكام سريعة، واستطرد تلك الظاهرة تأثيرها كبير جدا الان على الشباب أكثر من الماضى الذى كان الاستهداف على أكابر العائلات لكن اليوم يتم استهداف الشباب خاصة المتعلم.
ولفت إلى أن هناك من الجماعات المغرضة تحاول تأجيج تلك الموضوعات لاستغلالها فى إثارة الفوضى فى المجتمع، وقال إن ظاهرة الثأر لها تأثير مباشر على استقرار الأسرة، وهنا لابد أن يقوم الجميع بمسؤولياته تجاه الحد منها ولفت إلى دور الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة وأكد على دور الإعلام فإن انتاج أعمال من شأنها اظهار الجانب السلبى وتأثيرات الظاهرة على المجتمع بأكمله .