تستمر الأزمة الناشبة بين بريطانيا وروسيا، حيث نفى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء وجود أي تأثير أو ضغط من روسيا على قرار المملكة المتحدة عام 2016 بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، ووفقا لموقع روسيا اليوم، أعرب جونسون أثناء كلمة ألقاها أمام المشرعين عن أتم قناعته باستقلالية نتائج الاستفتاء الذي نظم في المملكة المتحدة عام 2016 بشأن "بريكست"، قائلا: "لم يصوت شعب هذا البلد على الخروج من الاتحاد الأوروبي بسبب أي ضغط أو تدخل من روسيا بل لأنه يريد استعادة السيطرة على شؤونه، وهي التي تقود العالم في توخي الحذر من التدخل الروسي".
يأتي ذلك على خلفية نشر تقرير أعدته لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني، خلص إلى أن حكومة لندن فشلت في التحقيق بمحاولات روسية للتدخل بهدف التأثير على نتائج استفتاء عام 2016، فيما رفض وزير الأمن البريطاني، جيمس بروكنشاير، أثناء الجلسة البرلمانية اليوم بشكل قاطع نتائج هذا التقرير، مشددا على أن الحكومة اتخذت خطوات للتعامل بصورة فعالة مع أي خطر محتمل من قبل موسكو.
واستدعى "التقرير الروسي" جدلا خلال جلسة اليوم بين رئيس الوزراء جونسون وزعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، الذي اتهم الحكومة بالتأخير في نشر التقرير لأكثر من 10 أشهر ورفض جونسون هذه الاتهامات، واتهم ستارمر في المقابل بالنفاق.
وجاء "التقرير الروسي" على خلفية سلسلة تأكيدات صادرة عن الجانب البريطاني بشأن روسيا، بما في ذلك تحميل موسكو المسؤولية عن محاولة التدخل في الانتخابات العامة التي نظمت في المملكة المتحدة عام 2019 وسرقة بيانات متعلقة بتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، فيما رفض الجانب الروسي قطعيا هذه المزاعم، مشيرا إلى فشل لندن في تقديم أي أدلة تثبتها واستخدامها عبارة "من المؤكد تقريبا" في حديث عن "محاولة التدخل الروسي" المزعومة في الانتخابات.
وأكد رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، أن بلاده اتخذت خطوات قوية ضد العدوان الروسى، فيما طالب نواب بريطانيون بالأمس، حكومة بلادهم بفتح تحقيق في احتمال تدخل روسيا في حملة استفتاء بريكسيت في 2016. واعتبر تقرير لجنة نيابية أن النفوذ الروسي في بريطانيا بات "وضعا طبيعيا جديدا".
ودعا التقرير إلى إجراء تقييم لمدى التدخل الروسي في الحياة السياسية البريطانية، وأن "تعلن نتائج هذا التقييم للعموم"، فيما نفت موسكو أي تدخل لها في المشهد الانتخابي البريطاني.
وأفاد التقرير، الذي حررته لجنة الاستخبارات والأمن البرلمانية البريطانية الواقع في 55 صفحة، أن النفوذ الروسي في بريطانيا هو بمثابة "الوضع الطبيعي الجديد"، وأن هذا الوضع "جرى التقليل من أهميته بشكل خطير".