المجلات الثقافية فى مصر تحاول الانتظام ولكن.. حاتم حافظ: الروتين سبب التراجع.. سامح فايز: عقلية الموظف سبب تراجع المبيعات.. هشام أصلان: كورونا أثرت علينا.. مسعود شومان: الطبعة الإلكترونية تخلق قارئا جديدا

الخميس، 23 يوليو 2020 06:00 م
المجلات الثقافية فى مصر تحاول الانتظام ولكن.. حاتم حافظ: الروتين سبب التراجع.. سامح فايز: عقلية الموظف سبب تراجع المبيعات.. هشام أصلان: كورونا أثرت علينا.. مسعود شومان: الطبعة الإلكترونية تخلق قارئا جديدا المجلات الثقافية فى مصر تحاول الانتظام ولكن!
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت المجلات الثقافية فى الماضى ميلاد كبار الأدباء والمفكرين، الذين طالما أثروا الحياة المصرية بموضوعات وأطروحات مهمة استقطبت اهتمامات فئات كبيرة من المصريين، لكن فى السنوات الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا، بل أصبحت منفصلة عن الواقع الثقافى المصرى، واختفت القامات الفكرية الكبيرة من الكتابة فيها.
 
وبعيدًا عن الصفحات الثقافية فى الجرائد والصحف المصرية، هناك العديد من المجلات الأدبية والثقافية التى تصدر بشكل دورى فى الوسط المصرى، منها ما يصدر عن مؤسسات صحفية وهيئات ثقافية مثل مجلات هيئة الكتاب: "عالم الكتاب، إبداع، علم النفس، فنون"، ومجلة "الثقافة الجديدة" التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
 
لكن وفى ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتأثيرها على سوق النشر والطباعة، وفى ظل تراجع حاد تعانى منه المجلات الثقافية فى السنوات الأخيرة، ما هو وضع تلك المجلات حاليا؟ وكيف يتم النظر إلى تطويرها وهل تتحول إلكترونيا خلال الفترة المقبلة؟.
 
 

الطبعة الإلكترونيا تخلق قارئا جديدا ولا غنى عن الورقية

 
 
يقول الشاعر مسعود شومان، رئيس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة إن المجلة تكاد تكون هى المجلة الثقافية الوحيدة فى مصر التى  تصدر بشكل منتظم، إذ أنها لم تتأخر عن صدورها بشكل شهرى إلا مرات معدودة جدا، وكان التأخير لمدة أسبوع أو عدة أيام بسبب مشاكل فى الطباعة.
 
وأضاف "شومان"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه رغم طباعة المجلة بشكل إلكترونى مؤخرا، إلا أن الطبعة الورقية لم تتوقف، ولا يوجد تفكير الآن لتوقف النسخة المطبوعة، لافتا إلى أن الطبعة الإلكترونية جاءت بسبب ظروف جائحة كورونا وأيضا بسبب زيادة الطلبات للحصول على المجلة فى ظل نفاد الطبعة الورقية التى تصدر، خاصة أن جميع المجلات الثقافية تطبع نسخ محدودة.
 
وتابع "شومان" أن الطبعة الإلكترونية، جلعت هناك قراء جدد يقدمون على قراءة المجلة، وليست الفئة التى كانت تهتم بشراء النسخة الورقية فقط، لافتا إلى أن المجلة تقوم بإرسال 10 نسخ ورقية من العدد الشهرى بشكل منتظم إلى دار الكتب والوثائق، كأرشيف يمكن الرجوع إليه للباحثين، مشددا على أنه لا يمكن الاستغناء عن الطبعة الورقية، لأن الأرشيف الإلكترونى قد يفقد بسهولة بسبب أزمات السيستم والحروب الإلكترونية.
 
وأوضح الشاعر مسعود شومان أنه كمبدع لا يصل إلى حد الرضى الكامل عن حال المجلة، إلا أن المجلة تعمل على مشروع وصف مصر الآن من خلال عمل ملفات فى كل عدد شهرى عن العادات والتقاليد المصرية، وشكل المدن فيها والحدود، وعاداتنا الخاصة المرتبطة بشهر رمضان، وشم النسيم، وهو مشروع يمكن ضمه فى كتاب ضخم عن وصف مصر حديثا.
 
 

الروتين سبب تراجع المجلات الثقافية

 
 
من جانبه قال الدكتور حاتم حافظ، رئيس تحرير مجلة فنون، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب إن المجلة تصدر الآن بشكل منتظم، بعدما تعطل إصدارها بعض الشىء بسبب الظروف التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية وأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، ما تسبب فى تعطل المطابع.
 
وواصل "حافظ" أن المجلة خلال العام الماضى صدرت بانتظام أفضل، مشيرا إلى أن هناك تفكيرا كبيرا فى توقف الطبعة الورقية من المجلة وتحويلها إلى أخرى إلكترونية.
 
واستطرد رئيس تحرير مجلة "فنون" أنه غير راضٍ عن أوضاع المجلة أو المجلات الثقافية فى مصر، وذلك لمشكلات الطباعة، خاصة أن المجلات الثقافية الصادرة عن المؤسسات الحكومية تواجه روتين وتحفظات تلك الهيئات فيما يخص عدد الطباعات، وهو ما تسبب فى تراجع كل الدوريات الثقافية فى مصر بشكل كبير.
 
ولفت الدكتور حاتم حافظ إلى أن المجلة تطبع 3 آلاف نسخة ورقية فقط، موضحا أن أعداد المجلة التى تخطت الـ24 عددا حتى الآن، يمكن طبعها أكثر من ذلك، لأنها ليست مجلة خبرية أو تقوم على الأحداث الجارية، لكنها تهتم بشكل خاص بالفنون والأدبيات المرتبطة بها.
 
واختتم "حافظ" أن هناك دراسة تتم الآن لتحويل المجلة إلى إصدار إلكترونى، وتوقف النسخة الورقة، وذلك حتى يمكن الوصول لعدد أكبر من القراء، خاصة أن العالم والكثير من كبريات الإصدارات المطبوعة فى العالم توقفت عن الصدور، واتجهت إلى النسخ الإلكترونية، فى ظل ظروف الطبع الصعبة فى العالم كله.
 
 

عقلية الموظف سبب مبيعات المجلات

 
 
بينما قال الكاتب سامح فايز، مدير تحرير مجلة عالم الكتاب، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب إن المجلة تحافظ طوال الوقت على الرؤية التى صدرت من أجلها وهى قضايا النشر، وأحدث إصدارات الكتب، مشيرا إلى أنها لها طابع ثقافى عالمى.
 
وأضاف "فايز" أن المجلة بدأت فى الانتظام خلال الشهرين الماضيين، بعدما توقفت خلال أزمة تفشى جائحة كورونا المستجد الأخيرة، والتى تعرض لها العالم كله، والمجلات الثقافية ككل توقفت خلال تلك الأزمة.
 
وأكد سامح فايز، أنه كمسئول عن تحرير المجلة، ليس من مسئوليته انتظام المجلة من عدمها، مشيرا إلى أن الأزمات التى تلاحق المجلات الثقافية فى مصر، لا تتوقف فقط على رغبة الهيئات الحكومية، بل فى البيروقراطية التى تنظم القوانين واللوائح داخل تلك المؤسسات والتى تكون سببا فى تعطل العديد من الإصدارات.
 
وأوضح "فايز" أن عقلية الموظف هى الأخرى سببا فى تراجع مبيعات المجلة الثقافية، بسبب تعاملهم معاها على إنها كتاب، بينما المجلات لها طبيعتها وخصوصيتها، فهى لابد أن تصدر فى مواعيدها المحدد لها، وإلا فأنها لن تحقق الهدف المرجو منها.
 
وأشار مدير تحرير عالم الكتاب إلى أن الدولة أصبحت تتجه نحو الصحافة الرقمية، وهناك نموذج رائع يتم العمل عليه فى العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن هناك أيضا مشروع كبير لعمل مواقع إلكترونية خاصة بالمجلات الثقافية التى تصدرها الهيئة يخدم توجه وزارة الثقافة فى التحول الرقمى.
 
 

كورونا تؤثر

 
 
قال هشام أصلان، نائب رئيس تحرير مجلة إبداع، التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، إن المجلة توقفت عن الإصدار خلال شهرى مايو ويونيو بسبب كورونا، لكنها صدرت خلال شهر إبريل وآخر صدور لها خلال شهر يوليو الجاري بعد عودة الحياة مرة أخرى.  
 
وأوضح هشام أصلان أن ظروف كورونا أجبرت عددا كبيرا من العاملين على المكوث في المنازل لذا أصبحت طاقة العمالة قليلة، كما أن حظر التجوال قيد حركة الناس لذا تأخر صدور المجلة شهرين. 
 
وأشار هشام أصلان إلى أنه مع عودة الحياة خلال شهر يوليو بطاقة 25%؜، أصدرت المجلة عدد شهر يوليو وانفردنا بعرض سيناريو فيلم النوبة لعلاء الديب وأيضا ينشر ملف عن الشعر التونسي بمشاركة نخبة من الشعراء والنقاد التونسة، وعرض فيلم عن المدينة في سينما صلاح ابو سيف، حكايات في زمن كورونا، وأيضا ملف عن طة حسين والشعر الجاهلي كما قدم عزت القمحاوي مقالة بعنوان يوميات العزلة، وجاءت رسومات العدد من قبل الفنانة سعاد عبد الرسول. 
 
ولفت هشام أصلان إلى أنه وقت توقف صدور المجلة شهرين سأل العديد من القراء والمثقفين عن المجلة، وقاموا بشراء المجلة وقت صدورها خلال الأيام الماضية ونشرت صفحات منها علي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وهذا يعني أن نسبة الإقبال علي شراء المجلة جيد.  
 
وأكد هشام أصلان أن هيئة تحرير المجلة تستعد فى الوقت الحالى لتجهيز ملفات عدد شهر أغسطس المقبل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة