تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ68 على قيام ثورة 23 يوليو 1952، والتى قام بها مجموعة من ضباط الجيش المصرى ضد الحكم الملكى، تلك الثورة التى حققت لمصر مكتسبات عديدة فى شتى المجالات، والتى أيدها الشعب المصرى، ولهذه المناسبقة نستعرض خلال التقرير التالى خطاب جمال عبد الناصر، الذى ألقاه فى احتفال بذكرى الشهداء تناول دور الشباب الجامعى فى الكفاح والنضال" يوم 15 نوفمبر من عام 1952م، أى بعد الثورة بـ 5 أشهر فى جامعة فؤاد الأول، قبل تعديل أسمها إلى جامعة القاهرة بمرسوم 28 سبتمبر عام 1953.
وقال عبد الناصر "إخوانى.. لقد كان شباب الجامعة دائما فى مقدمة الذين رفعوا علم النضال والكفاح ضد الظلم والاستعمار، وقد كنت طالبًا بالمدارس الثانوية أجعل خطاى تسير مع خطى الجامعة، فأصابنى فى مثل هذا اليوم ن سبعة عشر عامًا أثناء اشتراكى فى المظاهرات ضد الاحتلال ما أصاب الكثيرين من المكافحين فى سبيل استقلال البلاد وتحريرها، وقد تركت إصابتى أثرًا عزيزًا لا يزال يعلو وجهى، فيذكرنى كل يوم بالواجب الوطنى الملقى على كاهلى كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز".
وأضاف "فى مثل هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم محمد عبد المجيد مرسى، فأنسانى ما أنا مصاب به، ورسخ فى نفسى أن على واجبًا أفنى فى سبيله، وأكون أحد العاملين على تحقيقه حتى يتحقق، وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب، وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى فازداد إيمانى بالعمل على تحقيق حرية مصر".
واستطرد "أنا إذ أقف بينكم اليوم بعد سبعة عشر عامًا لإحيى ذكرى الشهداء فإن الحق يقضى علي بأن أقول : هنا وفى هذا المكان نبتت هذه الثورة التى تهدف إلى القضاء على الاستعمار وأعوانه وتحقيق الاستقلال التام للبلاد".
وأكمل "إن أقل ما يعمل لتخليد ذكرى الشهداء هو أن يقام على قاعدة هذا التمثال رمز لهؤلاء الذين بذلوا أرواحهم فداء لوطنهم، أما التخليد الحقيقى لذكراهم فهو أن نحقق ما ناضلوا من أجله، وضحوا فى سبيله بأرواحهم، وأنى اعاهدكم فى هذا المكان أن نعمل مخلصين على ذلك".
وأوضح "إنى لا أود أن أغادر هذا المكان قبل أن أقول لكم أن حركة الجيش ما قامت إلا لتحرير الوطن، وإعادة الحياة الدستورية السليمة للبلاد، وإن كل هدفنا هو أن نوفر للشعب حرية كاملة لا يمكن سلبها، وإن ما يدعو إلى اطمئنان الجميع أن يقود الأمة فى هذه الفترة التاريخية الفاصلة محمد نجيب، وهو رجل من الشعب ويحس بإحساس الشعب ويتألم بالآم الشعب، عاهد الله أن يهب نفسه للبلاد حتى تنال ما تصبو إليه من حرية واستقلال".
وأضاف "لقد حمل أبناء هذه الجامعة دائما مشعل الحرية، وسيظلون بإذن الله يحملون هذا المشعل، وإن أملنا فيكم لعظيم، وما الجيش إلا جزء منكم، فلنتعاون جميعًا حتى نحقق لوطن ما استشهد فى سبيله هؤلاء الأبرار".
