قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة تجاوزت، الخميس، حاجز 4 ملايين إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس دونالد ترامب إلغاء الاحتفال العام بترشيحه للرئاسة لفترة ثانية، وحيث تصارع فيها المؤسسات المختلفة من المدارس وحتى شركات الطيران تداعيات الوباء الذى لا يزال بعيدا عن السيطرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتشار السريع للفيروس هذا الصيف مذهل، واستغرق الأمر 15 يوما لترتفع الإصابات من 3 ملايين إلى 4، وبالمقارنة، فإن الزيادة من مليون حالة إلى مليونى حالة استغرق 45 عاما من 28 إبريل وحتى 11 يونيو، واستغرق الارتفاع من مليونين إلى ثلاثة ملايين 27 يوما.
واعتبرت الصحيفة أن إلغاء الرئيس ترامب الجزء المباشر فى المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى المقرر الشهر المقبل فى مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا يمثل تراجعا كبيرا، فقد سبق أن أصر الرئيس على مدار أشهر على الحدث الذى كان سيشهد تواجد جماهير بالقرب من بعضهم البعض فى الولاية التى تعتبر الآن بؤرة للوباء.
وسجلت ولاية فلوريدا 173 وفاة أمس الخميس، وهو أعلى ارتفاع يومى فى عدد الوفيات، كما سجلت أكثر من 10.200 إصابة جديدة بالفيروس.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن كل مقاييس الصحة العامة فى أمريكا إلى أن البلاد تخسر بشدة معركتها ضد الفيروس.
فقد وصلت معدلات النتائج الإيجابية لاختبارات كورونا إلى مستويات مثيرة للقلق فى العديد من الولايات، وارتفعت حالات العلاج بالمستشفيات وتم تسجيل أكثر من 1100 وفاة جديدة بالفيروس فى جميع أنحاء البلاد يوم الأربعاء، وهى المرة الأولى منذ 29 مايو التى يتجاوز فيها العدد اليومى للإصابات هذا الرقم، وفقا لإحصاءات واشنطن بوست.
وتوضح الصحيفة أن المعدل اليومى للإصابات خلال أسبوع قد تضاعف فى أقل من شهر،، ووصلت الإصابات اليومية إلى أكثر من 66 ألف فى اليوم الواحد خلال الأسبوع الماضى، بينما تجاوز معدل الوفيات الآن 141 ألف.
ونتيجة لذلك، فإن الكثير من الأعمال تنسحب على ما يبدو بعدما تبين أن محاولاتهم لاستئناف عملياتها الطبيعية سابق لاوانه، وتقدم 1.4 مليون أمريكى آخرين بطلب للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضى، وهى المرة الأولى من مارس الماضى التى ترتفع فيها مطالبات البطالة، وتم تقديم 980 ألف طلب للمساعدة على البطالة فى ظل الوباء، وهى المزايا التى تم عرضها على العمالة المؤقتة وأصحاب الأعمال الذاتية.
من ناحية أخرى، يعانى الكونجرس لمواجهة الأزمة. حيث رفض الجمهوريون فى الكونجرس مقترح ترامب لخفض الضرائب أمس مما أدى إلى توسيع خلاف غير معتاد مع البيت الأبيض حول تكلفة ومحتويات أحدث حزمة إغاثة من الولاء. وكان زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد خطط لخطة تحفيز اقتصادى بقيمة تريليون دولار، لكن تم إلغائها بسبب صراعات داخلية.
وفى سياق آخر، قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" إن الأمريكيين الذين ليس لديهم عمل سيخسرون خط إنعاش اقتصادى حيوى فى خلال أيام لو فشل الكونجرس فى تمرير حزمة إغاثة جديدة من وباء كورونا.
وتنتهى مزايا البطالة الفيدرالية الإضافية التى تقدر بـ 600 دولار خلال أيام فى وقت حرج تزداد فيه عمليات التسريح فى مختلف أنحاء الولايات، مع ارتفاع إصابات كورونا مجددا ووقف عمليات إعادة الفتح، وهى سلسلة من التهديدات التى يمكن أن تقلب التعافى الاقتصادى، بحسب الصحيفة.
ويسعى الديمقراطيون إلى مد مزايا البطالة، لكن الرئيس ترامب وبعض الجمهوريين يشعرون بالقلق من أن مد تقديم هذه الأموال سيشجع الأمريكيين الذين ليس لديهم وظيفة على عدم العودة للعمل لأنهم يكسبون خلال فترة البطالة أكثر مما يكسبون أثناء وجود وظيفة.
وقال ترامب فى مقابلة مع فوكس نيوز فى وقت سابق هذا الشهر: كام لدينا شئ يثنى عن العمل المرة الماضية، وأضاف أنهم يريدون خلق حوافز عظيمة جدا للعمل.
وتلفت الصحيفة إلى أن الملايين من الأمريكيين بلا عمل يجنون أموالا أكثر مما كان وضعهم أثناء وجود وظيفة لديهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة