العشر الأوائل من شهر ذى الحجة، من الأيام المقدسة لدى عموم المسلمين، ويستحب فيها الصيام، وذلك حتى اليوم العاشر الذى يوافق عيد الأضحى المبارك، والذى يشهد الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس وهو الحج، ولدى المسلمين اعتقاد أن لتلك الأيام أفضلية خاصة، ويأتى ضمن هذه الأيام يوم عرفة الذى يُعد أفضل أيام السنة عند المسلمين، كما يكون فى نهايتها يوم عيد الأضحى والذى يسمى "يوم النحر"، لكثرة ما ينحر أى يذبح من الأضاحى تقربا إلى الله.
وشهر ذو الحجة من الأشهر التى عرفها العرب قبل الإسلام، ويعتقد أنه سمى بهذا الاسم من قبل قصى بن كلاب جد النبى محمد صلى الله عليه وسلم الخامس، وذلك فى عام 412 ميلادية، كان ذو الحجة يعقد فيه سوق ذي المجاز من أوله بعد انصراف العرب من عكاظ الذي يقام آخر أيام ذي القعدة وكان من الأشهر الحرم لا تُستحل فيه الحُرمة ولا يًباح فيه القتل.
وبحسب كتاب "الوسيط فى تاريخ العرب قبل الإسلام" للدكتور هاشم يحيى الملاح، وقد أطلق على هذه الأشهر "الأشهر الحرم". وكان عدد هذه الأشهر أربعة أشهر، ثلاثة منها متصلة، وهي ذي الحجة ومحرم وصفر، وشهر منفرد وهو شهر رجب". فكان سائر العرب يراعون حرمة هذه الأشهر "لا يعدون في الأشهر الحرم على أحد ولو لقي أحدهم قاتل أبيه أو أخيه، ولا يستقون مالا، إعظاما للشهور الحرم.
ووفقا لكتاب "جزيرة العرب قبل الإسلام" تأليف عطية القوصى، كان للعرب أسواقهم الموسيمية التى كانت تعقد فى مواسم عينة وتنفض بانقضاء الموسم، مثل سوق عكاظ الذى كان يعقد لمدة أسبوعين من منتصف ذى القعدة حتى آخره، وسوق المجنة الذى يعقد بعد الانصراف من سوق عكاظ لمدة عشرة أيام، ثم سوق المجاز الذى يعقد بمنى لمدة الثمانية أيام الأولى من شهر ذى الحجة، ثم يخرجون يوم التروية من ذى المجاز إلى عرفة، ويكون يوم التروية نهاية أسواقهم، وكان العرب لا يتبايعون فى يوم عرفة ولا فى أيام منى، فلما جاء الإسلام أحل لهم ذلك.
ويوضح كتاب "العرب قبل الإسلام، أن الأسواق كانت تعقد باستمرار فى مكة، غير أنها لم تكن تخلوا إلا في ذى الحجة فقد كان بعض روادها يتخلفون خلال العشر الأوائل من هذا الشهر، مشيرا إلى أنه في أوائل ذي الحجة تقام سوق ذي المجاز التي عرفت بذلك لإجازة الحاج منها ، وكانت تظل منعقدة حتى يوم التروية فيحمل الحجاج الماء من هذا السوق إلى عرفة حيث لا يوجد فيها ماء . وكان ذو المجاز يعد آخر الأسواق قبل أداء مناسك الحج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة