اختتمت اليوم، السبت، فعاليات الفوج الأول لمعسكرات تدريب الأئمة تحت عنوان "الإرهاب الإلكتروني: المخاطر وسبل المواجهة" بمعسكر أبى بكر الصديق التثقيفى بالإسكندرية، تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
وذكر بيان للوزارة اليوم أن المعسكر حاضر خلاله الدكتور هشام عبد العزيز على الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أحمد على سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ محمد عسكر مدير إدارة الدعوة الإلكترونية، بحضور الشيخ محمد خشبة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، والشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة المساعد العلمى لمدير عام التدريب، وعدد من الأئمة .
فى بداية كلمته أكد الدكتور هشام عبد العزيز على الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن التصدى لحملات الجماعات الإرهابية وأفكارها المتطرفة عبر شبكة الإنترنت قضية دين ووطن وأمة، وواجب الوقت بالنسبة للدعاة والأئمة أن يتسلّحوا بوسائل العصر سواء فى نشر رسالة الإسلام المعتدل بعيدا عن الغلو والتطرف، أو فى مواجهة حملات الإرهاب الدينى والفكرى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، موضحا أن الإرهاب الإلكترونى أسرع انتشارا وأكثر فتكا بالأوطان والشعوب، وهو أشبه بالفيروسات القاتلة سريعة العدوى والانتشار، مما يجب معه تحصين المجتمعات خصوصا فئة الشباب التى تعمل الجماعات الإرهابية على استقطابها وتوظيفها عبر صفحاتهم المجهولة ضد أوطانهم وتمزيق شعوبهم مستخدمة الوسائل الإلكترونية الحديثة، فكما قام العالَم وهبّ هبّةَ رجل واحد فى مواجهة ومحاصرة فيروس كورونا، فلماذا لا يهب العالم بنفس الهمة فى مواجهة الإرهاب وصانعيه من خلال العلماء والمفكرين ومن ثم تنحصر وتتقزم بؤر إيوائه.
وفى بداية كلمته ثمن الدكتور أحمد على سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أداء وجهود وزارة الأوقاف فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تحت قيادة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واصفًا هذا الأداء بأنه يتميز بالتجديد والإبداع وتأسيس فقه إدارى جديد، وفكر تجديدى مستنير مبنى على تمكين المتميزين من أبناء الوزارة علميًّا وإداريًّا وثقل مهاراتهم بدورات تدريبية نوعية مستمرة مما مكّن الكثير من شباب الوزارة لتصدر المشهد الدعوى والقيادى بوزارة الأوقاف .
وأكد سليمان أنه فيما يتعلق بموضوع الدورة فإن الإرهاب الإلكترونى هو العدوان أو التخويف أو التهديد ماديا أو معنويا باستخدام الوسائل الإلكترونية الصادرة عن الأفراد أو الجماعات أو الدول عبر الفضاء الإلكترونى، مشيرا إلى أن هذا الإرهاب الإلكترونى قد أصبح ظاهرة عالمية، ليس له جنس ولا دين ولا وطن، ولا يرتبط بزمان أو مكان، كما بيّن أن الإرهاب تتعدد أنواعه فيمكن أن يكون دينيًّا أو طائفيًّا أو قوميًّا أو لغويًّا أو اجتماعيًّا أو ثقافيًّا أو سياسيًّا، والهجمات الإلكترونية أصبحت تضاهى العمليات العسكرية والإرهاب التقليدى فى تنفيذ أهدافها، فخطورتها تنبع من سهولة ارتكابها وعظم خسائرها سواء كانت خسائر اقتصادية، أم أمنية، أم معلوماتية، مشيرًا إلى أن جرائم الإرهاب الإلكترونى هى جرائم تحاكى الجرائم الواقعية فتقع أيضا على الأموال (كالسرقة والنصب والتدليس والاحتيال)، وتقع على الأشخاص (كالتحريض على القتل أو الضرب)، وكذلك الجرائم المتعلقة بالاعتداء على الملكية الفكرية، وتقع على الدولة كالإرهاب السيبرانى، وتقع على الإنسانية كالجرائم الإلكترونية الدولية .
كما أكد أن دور الدعاة فى مواجهة التحديات والمخاطر لا يقل أهمية عن دور الجُندى فى ساحة القتال، ويجب على جميع المؤسسات المعنية بتشكيل الوعى والسلوك (التربية والإعلام والثقافة) بأن تتكاتف من أجل تربية النشء والشباب على ثقافة مواجهة الشائعات وتفنيدها عبر أوعية نشر إلكترونية ميسرة بحيث تُمكن الشخص من الوصول إليها وتدقيقها وتمحيصها ونقدها ومن ثم مواجهتها من خلال إتاحة المعلومات الرسمية بصورة ميسرة وشفافة، وتكوين التفكير النقدى لدى النشء، والتربية على تشابك القيم، خصوصًا قيم الصدق، وتحرى الدقة، والقناعة، ومواجهة الغموض وتوضيح الأمور المشكلة، ومواجهة الجهل؛ لأن الشائعات لا يكتب لها الحياة فى البيئات المستنيرة.
ومن جانبه أكد الشيخ محمد عسكر أن للإرهاب الإلكترونى صورًا متعددة منها: إرهاب إلكترونى دينى هدفه السيطرة على عقول الشباب غير الواعى لاستغلالهم واستقطابهم، ومنها: إرهاب إلكترونى فكرى: وهو ما يستخدمه الإرهابيون على شبكة الإنترنت لنشر مبادئهم وأفكارهم الضالة التى تفسد العقول وتقوم بجذب المتعاطفين معهم، وهذا النوع من الإرهاب استخدمته الجماعات الإرهابية فهم يمتلكون آلاف الصفحات باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعى فضلا عن اللغات الأجنبية، والمواقع الإلكترونية، لابتزاز واستقطاب الشباب وضمهم لصفوفهم، ويهدف الإرهاب الإلكترونى إلى تشويه كل الإنجازات التى تقوم بها الدولة، وجدير بالذكر أن ما تشهده مصر الآن فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم تشهده من قبل، فضلًا عن أن ما يتم إنجازه فى عشرات السنين يتم إنجازه فى شهور معدودة، فتستخدم الجماعة الإرهابية كل أنواع السوشيال ميديا بكل الصور المختلفة (بوستات مضللة – أخبار مزيفة لمواقع إخبارية – فيديوهات مفبركة واستخدام تقنية (Deepfake) وهى تقنية تقوم على صناعة فيديوهات مزيفة عبر الحاسوب لا يجيدها إلا المتخصصون– تشويه الإنجازات أيضا عن طريق الكوميديا الساخرة، وغيرها من الطرق المتعددة لتضليل العقول .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة