تعيش قارة أفريقيا حالياً أزمات متتالية بقصد غزوها والاستيلاء عليها، ، وما يحدث الآن بالمفهوم الأمني يسمى بالحرب الاستراتيجية
ومن أحد أدواتها الحرب النفسية ، يقصد بالحرب النفسية الاستراتيجية: الحرب خارج إطار الزمان والمكان (الحرب المفتوحة) حيث (تهدف إلى تحقيق الاتصال الجماهيري، والذي يوجه إلى جمهور كبير أو على مساحة شاسعة، وتكون في هذه الحالة غير محدودةٍ بزمانٍ أو مكان، وهدفها التأثير على الآراء ووجهات النظر والسلوك في الخارج في سبيل مساعدة الأهداف القومية للدولة)
الحرب الاستراتيجية حرب إعلامية واقتصادية مفتوحة بكل ما تعني الكلمة؛ حيث قدرتها الفائقة على تغيير وجهات النظر، وإحداث أشبه ما يكون بالصدمة في الرأي العام إما للصورة الحسنة أو الشديدة القبح حسب فكر القائم عليها، ومن المقطوع به أن الحرب التي تهدف لتحقيق غاية معينة على المدى البعيد تمتد لسنوات طويلة، فلا يشترط لها زمان او مكان محدد بذاته قدر ما تصل لغايتها وهدفها حيث إن معنى كلمة الاستراتيجية (تعني مجموعة الأهداف التي يمكن تحقيقها على المدى الزمني البعيد )
وعلى ضوء ذلك فإن الحرب النفسية الاستراتيجية تعني تحقيق الأهداف المطلوبة دون التقيّد بزمن محدد أو مكان معين بذاته؛ حيث إنّ لكل دولة من الدول أهدافًا استراتيجية تسعى إلى تحقيقها بشتى الوسائل والأساليب
ومن قدر مصرقلب أفريقيا النابض على مر التاريخ أن جيشها دوماً يحمي أهداف الدولة العظمى دون تهديد أو إثارة فوضى ، ومن ينسى دور مصر في هذا عليه أن يراجع التاريخ جيداً فلقد خاضت مصر حروباً نيابة عن العالم كله خارج حدودها في حطين وعين جالوت وغيرها
قدر مصر أن تكون في دور المدافع لا المهاجم، الأسد يراقب فريسته جيداً لكنه لايهجم عليها إلا إذا دخلت حماه وعبثت وصرخت
السمات العامة للحرب الاستراتيجية:
قد تخفي الحرب النفسية الاستراتيجية على الكثير؛ نظراً لعملها المتخفي تحت ستار الدعاية المغلفة بالمصلحة، ولكن وسمها العلماء بسماتٍ يمكن من خلالها التعرف عليها، ومنها:
أولاً: أنها تتخذ الأهداف القومية للدولة منطلقاً تبني على أساسه حملاتها المختلفـة.
ثانياً : لا ترتبط بزمان معين أو مكان معين؛ لكون أهدافها بعيدة المدى.
ثالثاً: قد تستخدم أكثر من عنصر من عناصر الحرب، فقد تلجأ إلى السياسة وإلى الاقتصاد وإلى المدفع وإلى الشائعة والدعاية.
رابعاً: أنها شاملة: (شاملة في مضمونها وفي شكلها؛ فمن ناحية المضمون قد تحمل في طياتها إجراءات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو جميعها معًا، ومن ناحية الشكل أو الأسلوب قد تستخدم الشائعة أو الدعاية أو الإذاعة أو الصحافة أو بمعنى آخر قد تستخدم أكثر من أسلوب من أساليب الحرب النفسية)
وعلى ضوء ما سبق بيانه يمكن القول بأن كل ما يحيط بالوطن من مخاطر قد تم رسمه منذ فترة ليست بالقصيرة لصالح دولة بعينها تستفيد من الاضطرابات والفتن داخل دول الجوار دون أن تطلق رصاصة واحدة
يستطيع هؤلاء فعلاًً أن يكيدوا للوطن ويستخدمون في ذلك عملاء في الداخل والخارج
ولهؤلاء نقول:واهم من يظن أن مصر غير قادرة على دفع أي عدوان عليها من الداخل والخارج ، مصر الآن تعي جيداً الحرب الاستراتيجية الموجهة عليها، ومن ينفذ لايتكلم ، ومن يقدر على انتزاع أحشائك الداخلية لا يزعجه صراخ صوتك العالي
حفظ الله مصر جيشها ونيلها وأرضهاورئيسها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة