محمود شاب ضرير، لا يرى النور، فحياته دائما فى الظلام بعدما ولد كفيفا، حيث يستيقظ هو وشقيقه مصطفى الذى منحه الله بصيص من البصيرة، لمساعدة بعضهما البعض فى بيع أنابيب البوتاجاز.
عند دقات الساعة السادسة صباحا ينهض الشقيقان من النوم على الأرض، فليس لهما سرير ينامان عليه وفى غرفة جدرانها لا ترى الشمس، مليئة بالحشرات يعيشان راضين بقضاء الله .
يساعد مصطفى شقيقه محمود فى ارتداء ملابسه فى الصباح، للحاق بمصدر رزقهم الوحيد "بيع الأنابيب" حيث يتوجهان إلى مستودع الأنابيب بالدويقة، منطقة شعبية، يحمل مصطفى كونه الأكبر الأنبوبة على كتفه، بينما يساعده شقيقه الأصغر مصطفى 15 سنة السير فى الشوارع، كونه يرى رؤية بسيطة جدا، حيث يمران على زبائنهما فى منطقة الدويقة، لبيع أنبوبة ثم العودة مرة أخرى إلى المستودع لأخذ أنبوبة أخرى.
عقب انتهاء ساعات الصباح للشقيقين مصطفى ومحمود يعودان إلى غرفتها لأخذ قسط من الراحة وتناول الغذاء الذى أعده لهما بعض الجيران فى المنطقة لعلمهما بحالتهما، ثم يستعدان للنصف الآخر من اليوم فى عمل آخر هو تجميع القمامة من البيوت، ثم يعودان إلى غرفتهما المحاطة بالقمامة للخلود إلى النوم على الأرض.
يقول مصطفى 15 سنة إنه ولد وشقيقه محمود كفيفين، ولكنه يرى بعض الشىء، لكن شقيقه لا يرى نهائيا، ما جعله يساعد شقيقه على السير فى الشوارع وبيع الأنابيب، فهو بالنسبة له مرشد للطريق يمسك بيده فى قميصه حتى يتحسس خطواته، بينما يتولى شقيقه مصطفى حمل الأنبوبة .
ويضيف الطفل الصغير أن والديه توفيا منذ صغرهما ونشأ فى منطقة الدويقة ووجد نفسه ملقى فى الشارع، ينام هو وشقيقه على الأرصفة بين الحشرات، فليس لهما مسقط رأس منذ صغرهما حتى ساعدهما بعض الأهالى فى غرفة صغيرة يعيشان فيها حيث أصيب اكثر من مرة بلدغة ثعبان ونقله الأهالى الى المستشفى .
بينما يقول محمود الشقيق الأكبر: إنه راض بقضاء الله، فهو فاقد للبصر منذ صغره ويعيش وشقيقه فى غرفة، ويتمنى أن يجرى شقيقه عملية يستطيع من خلالها أن يرى ويساعده على متاعب الحياة، مشيرا إلى أنه عقب وفاة والديه منذ صغره وهو يواجه صعوبات كبيرة فى حياته من مضايقات البعض له فى الشارع، مشيرا أنه يحلم أن يرى النور فى حياته.