بينما تعيد جائحة فيروس كورونا، تشكيل الحياة والاقتصادات بأكملها، يخبرنا المؤرخون أن هذه ليست المرة الأولى، حيث تمتد السجلات المكتوبة الأولى للكائنات المعدية الدقيقة إلى طاعون جستنيان فى عام 541 ميلاديا والذى يعتقد أنه قتل ما يصل إلى 50 مليون شخص، أو حتى الطاعون الأنتونى الأسبق فى عام 165 ميلاديا، والذى تسبب فى قتل 5 ملايين بالعالم ذلك الوقت.
وباستخدام علم الجينات القديمة والحمض النووى فى بقايا الأسنان القديمة تمكن الباحثون من كتابة الفصل الأول من تشابك البشرية بالأوبئة منذ آلاف السنين أقدم مما كان يعتقد فى الأصل، وتشير الدلائل إلى أن الأوبئة الأولى أجبرت المجتمعات على إجراء تحولات تحدد العصر، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع واشنطن بوست.
وقالت ماريا سبيرو ، عالمة الأحياء الدقيقة فى معهد ماكس بلانك فى ألمانيا، إن علم الأحافير القديمة، الذى يكيّف الأدوات الطبية المتطورة المشابهة لتلك المستخدمة حاليًا لتتبع الفيروس، بمثابة "ثورة" فى فهم تاريخ المرض، مضيفة أننا اعتقدنا أن الطاعون ربما كان مرضًا عمره 3000 عام.
ويعتقد العلماء أن بكتيريا الطاعون، التى تسببت فى الموت الأسود فى العصور الوسطى، والتى أودت بحياة نصف سكان أوروبا، أصابت البشر منذ 5000 عام تقريبًا فى العصر الحجرى بعد أن دخلت البكتيريا إلى مجرى الدم.
طاعون العصر الحجرى
ومع ذلك ، كان طاعون العصر الحجرى سلفًا له هوية جينية مختلفة قليلاً، ويساعد تتبع كيفية تطور هذه الاختلافات فى فهم أسباب المرض وكيفية الاستعداد للواقع الحالى، وفى عام 2018 نشر فريق من جامعة كوبنهاجن أول دليل استنادًا إلى البيانات المبكرة قبل ثلاث سنوات، بأن بكتيريا الطاعون القديمة الموجودة فى مستوطنة سويدية ، لديها القدرة على القتل وربما هددت الحياة فى "المستوطنات الضخمة فى ذلك العصر.
وقال سيمون راسموسن، عالم الجينوم في الجامعة وكبير الباحثين في دراسة الطاعون: "ربما كانت هذه أول جائحة" فى العصر الحجري ، الذى يطلق عليه أيضًا العصر الحجري الحديث ، قام البشر بحركات غير مسبوقة للتجمع في مستوطنات كبيرة مع ما يصل إلى 10000 شخص فى أماكن قريبة مع الحيوانات ولا يوجد أي صرف صحي تقريبًا. قال: "إنه المكان الذى يمكن أن يكون فيه ممرض جديد".