فى مثل هذا اليوم الموافق 27 يوليو من عام 1998 رحل عن عالمنا وحش الشاشة وملك الترسو الفنان الكبير فريد شوقى بعد حياة حافلة بالفن والإبداع جعلته يكتب اسمه بحروف من نور فى سجلات المبدعين الذين أثروا الحياة والفن.
أتقن فريد شوقى مختلف الأدوار التى أداها على تنوعها الكبير ولم يكن مجرد ممثل فقط بل كان منتجا وفنانا وكاتبا وصاحب رؤية غيرت العديد من القوانين بعد أن طرح القضايا والمشكلات التى يعانى منها المجتمع فى أفلامه فكان بععض هذه الأفلام سببا فى تغيير قوانين ومنها أفلام كلمة شرف وجعلونى مجرماً وغيرها، كما أبدع فى أدوار الشرير والطيب والكوميديا، وأدى أدوار الأب ورئيس العصابة والضابط وتاجر المخدرات والفتوة وغيرها.
وتمتع فريد شوقى بأخلاق أولاد البلد وصفاتهم وكتب عن نشأته وحياته العديد من المقالات ن حيث نشر مذكراته فى مجلة الكواكب خلال سلسلة مقالات تحت عنوان " قصة حياتى " ومنها ما كتبه بعنوان: "تعلمت الحداقة فى البغالة".
وأشار فريد شوقى إلى أنه ولد عام 1920 فى البغالة بحى السيدة زينب، وكان والده موظفا فى مصلحة الأملاك محبا للفن.
وقال فريد شوقى فى مذكراته "تعلمت الحداقة من أهل البغالة ودخلت مدرسة الناصرية عام 1927، بالواسطة لأنها كانت قاصرة على أولاد الذوات، ولم تكن المدارس الابتدائية تعرف فرق التمثيل وقتها".
وتابع قائلا: "لم تكن مدرستى بالذت تشجع التمثيل حيث كان يتم النظر للتمثيل على أنه هواية لا تليق بأولاد الذوات، لكنى ابتعدت عن ارستقراطية المدرسة وأشبعت هوايتى بديمقراطية البغالة".
وأوضح: "جمعت أولاد الحى فى حديقة منزلنا، وكنت أقف على دكة وألقى عليهم ما كنت أحفظة من مشاهد أراها كل اسبوع حين يصطحبنى أبى إلى لمشاهدة عروض فرقة رمسيس أو فاطمة رشدى، حيث كان أبى يختبرنى بعد العرض عما شاهدت وفهمت، كما حفظت العديد من المشاهد لمسرحيات يوسف وهبى التى حفظتها من إحدى المجلات وأدعى أننى مؤلفها".
وأكد فريد شوقى أنه كان يحاول إغراء أولاد الحتة على مشاهدته بأن يوزع مصروفه البالغ قرش صاغ على عشرة منهم كل ليلة.
وكشف أنه اضطر فى إحدى المرات لسرقة فستان والدته وحذائها، قائلا: "كانت إحدى المسرحيات تستلزم دورا نسائياً، ولم نستطع إيجاد فتاة لتقوم بالدور، فعهدت إلى زميل مليح الوجه لهذا الدور، ولم نجد الملابس اللازمة فسرقت بعض ملابس أمى وحذاء لها، وعهدت إلى الزميل بارتدائها".
وأضاف: "ارتدى زميلى ملابس أمى وما كاد يرتدى الحذاء ويمشى به حتى انكسر كعب الحذاء، وبعد أن انتهينا من المسرحية ذهبت لإعادة الملابس والحذاء إلى البيت، وكانت أمى اكتشفت السرقة وعرفت أننى السارق، فانتظرتنى وفين يوجعك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة