فى مثل هذا اليوم وقبل 40 عاما، فى 27 من يوليو 1980، توفى آخر ملوك إيران، فى القاهرة بعد أن استقبله الرئيس الراحل أنور السادات، وكان وقتها مصاب بسرطان الغدد اللمفوية، وأقام له أنور السادات مراسم تشييع مهيبة ودفن بمسجد الرفاعى بالقاهرة.
ولد محمد رضا بهلوى فى 26 اكتوبر 1919 فى مدينة طهران الإيرانية، وكان آخر ملك يحكم إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر حكمه من 1941 إلى 1979، وكان يبلغ من العمر 21 عامًا فقط عندما اعتلى العرش فى 16 سبتمبر 1941 خلفا لوالده الذى أجبر على التنازل عن العرش عقب اجتياح بريطانيا والاتحاد السوفياتى أراضى البلاد لأنهما لم يكونا راضيين عن موقفه المحايد فى معركتهما ضد الألمان فى الحرب العالمية الثانية.
فى الـ 26 من أكتوبر عام 1967، توج محمد رضا بهلوى نفسه إمبراطورا على إيران وهو يوم ميلاده أيضا، وبهلوى هو الابن الأكبر لرضا بهلوى أو رضا خان، الذى حكم إيران فى الفترة ما بين (1925-1941)، وجرت مراسم التتويج، ومنح الشاه نفسه لقب "شاهنشاه" أى "ملك الملوك"، بعد حصوله قبل عامين على لقب "نور الآريين".
وظهر محمد رضا بهلوى الذى تلقى تعليمه فى سويسرا، أشبه بنسخة باهتة عن والده العسكرى القوى، وأكمل تعليمه فى إيران فى الكلية الحربية وعمل على تغييرات سياسية مست الأحزاب الإيرانية وتفعيل دور الشرطة السرية وولدت له أعداء كثيرين.
بدأ الشاه فى ترسيخ سلطة حقيقية بعد 12 عاما من توليه العرش، وتعرض فى 4 فبراير 1949 لمحاولة اغتيال عند زيارة لجامعة طهران، وعانت إيران من اضطرابات سياسية إبان الحرب العالمية الثانية، أدت برئيس الوزراء الإيرانى محمد مصدّق إلى إرغام الشاه محمد رضا بهلوى على مغادرة إيران.
واحتدم الصراع بين الشاه ورئيس وزارئه مصدق بداية شهر أغسطس 1953، فتدهور الوضع السياسى، ولجأ الشاه إلى بغداد يوم 16 أغسطس 1953، وبعد أداء مراسيم الزيارة فى الكاظمية وكربلاء والنجف غادر متوجها إلى إيطاليا، وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول بعزل مصدق والثانى يعين الجنرال فضل الله زاهدى محله. لكنه عاد إلى إيران بانقلاب مضاد لانقلاب رئيس الوزراء بمساعدة المخابرات الأمريكية والبريطانية وأقال مصدّق من منصبه واستعاد عرش إيران 1953.
بعد عودته شرع فى عام 1963 فى حملة لعصرنة البلاد، بداية "الثورة البيضاء" وهى برنامج لإصلاح نظام توزيع الأراضى، ولتحديث الاقتصاد وتطوير المجتمع. فى أواخر سنوات الستينيات سيعتمد الشاه أكثر فأكثر على الشرطة السرية السافاك لمراقبة الحركات المعارضة لسياساته.
وفى عام 1978 أثارت سياسات الشاه تثير استياء رجال الدين واندلعت أعمال شغب وحركات إضراب واحتجاج وفرض الأحكام العرفية، وغادر إيران للمرة الثانية إثر الاضطرابات الشعبية الهائلة عقب انتصار الثورة فى 16 يناير 1979، واستقبله الرئيس الراحل السادات بحفاوة، وتوفى فى 27 من يوليو عام 1980 فى مصر بعد صراع مع مرض السرطان.
وتعود الصداقة التى ربطت بين الرجلين إلى سبعينات القرن الماضي. وكان الشاه وقف إلى جانب مصر خلال الحرب العربية-الإسرائيلية فى اكتوبر 1973 وأرسل مساعدة طبية وأطباء وسمح رغم كونه حليفا لواشنطن، لطائرات سوفياتية بالتحليق فوق إيران لمد القاهرة بالمعدات العسكرية.