ذكرت قناة يورو نيوز، أن باولا موتي، الباحثة في مجال مرض السرطان، والتي تقطعت بها السبل في جزيرة جيغليو الإيطالية، أعربت عن قلقها لدى سماعها بإصابة ثلاثة من زوار الجزيرة بفيروس كورونا المستجد حيث استعدت موتي لانتشار الفيروس التاجي بشكل سريع في صفوف الـ800 شخص من سكان الجزيرة الذين يعرف الكثير منهم بعضهم بشكل جيد ولكن مرت الأيام ولم تظهر أعراض "كوفيد-19" على أي من سكان جزيرة جيغليو رغم وجود الظروف المساعدة على انتشار الوباء، فسكان يختلطون ببعضهم البعض في الأزقة الضيقة والشديدة الانحدار وبالقرب من الميناء وعلى الدرج الغراتيني للشوارع.
ووفقا للقناة، فإن الدكتور أرماندو سكيافينو، الطبيب الوحيد في الجزيرة منذ 40 عاما شارك باولا موتي قلقها حول تفشي الفيروس بسرعة في الجزيرة، وفي الوقت الذي أصبح شمال إيطاليا أولى بؤر تفشي الوباء في أوروبا، لم تسجل إصابات في صفوف سكان الجزيرة.
وقامت باولا موتي بإجراء اختبارات اكتشاف الفيروس والتي أظهرت أن لا أحد في الجزيرة يعاني من ارتفاع مستوى الغلوبولين المناعي، وهو علامة على الحساسية أو العدوى. وقالت موتي: "كان الأمر مثيرا للاهتمام، ولم يكن مفاجئا من وجهة نظر معينة لأنه لم يكن هناك أشخاص من الجزيرة من بين 723 شخصا يعيشون هنا وسط الوباء".
ويعتقد أن أول حالة تم استيرادها تتعلق برجل في الستينيات من العمر جاء من مدينة ليفورنو الساحلية لجنازة أحد الأقارب، وكان يسعل وعاد الرجل في نفس اليوم إلى البر الرئيسي حيث تم نقله إلى المستشفى وتوفي بعد ثلاثة أسابيع. وكما يحدث في المآتم، فهناك نوع من التقارب الاجتماعي وتبادل القبل خلال تقديم التعازي.
وقبل أربعة أيام من انطلاق عملية الإغلاق على الصعيد الوطني، وصل ثلاثة أشخاص آخرين مصابين بعدوى الفيروس التاجي عن طريق العبارة في غضون ساعات من بعضهم البعض، وكان من بينهم زوجان من شمال بياتشنسا، وقد تضررا بشدة من الوباء. وأوضحت باولا موتي أن الرجل الثالث جاء إلى الجزيرة وبعد أيام من وصوله، بدأ في السعال الشديد وكان يعاني من صعوبة في التنفس وتم إجلاؤه بطائرة هليكوبتر إلى البر الرئيسي لعدم وجود أي مستشفى في جيغليو. وأثبت اختبار كوفيد-19 أن الرجل مصاب بالفيروس. وعلى ما يبدو، فقد زار الرجل، وهو ألماني يسكن شمال إيطاليا، أصدقاءه وكان يتناول وجبة الإفطار كل صباح في نفس المقهى. أما الحالة الخامسة فكانت لرجل عاد إلى الجزيرة بعد عامين من العمل كطاه في أستراليا وتوقف في باريس لزيارة عائلة صديقته.