جريمة قتل تهز روسيا.. 3 فتيات يقتلن والدهن ويشعلن ثورة مجتمعية ضد التقاليد

الثلاثاء، 28 يوليو 2020 07:57 م
جريمة قتل تهز روسيا.. 3 فتيات يقتلن والدهن ويشعلن ثورة مجتمعية ضد التقاليد إحدى المتهمات
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جريمة مأساوية شهدتها روسيا قبل عامين، ولكن ردود أفعالها مستمرة حتى هذه اللحظة، ربما انتهكت كل معانى الشرف والإنسانية، عندما قررت فتيات ثلاثة قتل والدهن، لتخترقن بذلك أبسط قواعد المودة والرحمة، بل وتصل إلى أقصى درجات العقوق.

إلا أن القضية ربما تحمل أبعادا أخرى تتجاوز مجرد "عنوان" الخبر، والذى ربما يصيب قارئه بالغثيان دون الخوض فى التفاصيل، ربما لتسلط الضوء من جديد على العديد من المفاهيم التى تثير الجدل بين الحين والأخر، وعلى رأسها مفهوم "العنف الأسرى".

تعود القصة إلى يوليو 2018، عندما وبخ الأب، ويدعى ميخائيل خاتشاتوريان، بناته الثلاثة، كريستينا وأنجلينا وماريا، بسبب ما أسماه بحالة "الفوضى المنزلية"، مهددا بأشد العقاب إذا لم تتخذن اللازم حيال ذلك.

إحدى المتهمات
إحدى المتهمات

 

الفتيات ربما يدركن ماذا يمكنه أن يفعل بهن، فهو يحمل من القسوة ما يكفيه لإجبار زوجته على مغادرة المنزل قبل هذا التاريخ بثلاثة سنوات كاملة.

الرجل، ضخم الجثة، لم يرحم فتياته بعد عودته إلى المنزل، فهو أكثر الناس وفاءً بالوعيد أكثر من وفائه بوعوده، فاستحضرهن إلى غرفته، وبدأ تعذيبهن برش رذاذ الفلفل عليهن، ليطفح الكيل بهن ويكون التفكير وضع نهاية لتلك المأساة هو شغلهن الشاغل.

 

تعاطف كبير معت الفتيات الثلاثة فى روسيا
تعاطف كبير مع الفتيات الثلاثة فى روسيا

انتهاكات خاتشاتوريان لم تقتصر على تعذيب فتياته برذاذ الفلفل الإسود، وإنما كانت سوابقه أكثر قسوة، فقد سبق وأن هدد بناته وزوجته، التى انفصلت عنه، بالاغتصاب فور عودته من رحلة الحج فى القدس قبل وفاته بحوالى 7 أشهر.

الرجل الروسى الستينى تبدو عليه كل علامات التدين، فهو أرثوذكسى مواظب على الصلاة فى الكنائس، بل وحرص على الذهاب إلى القدس للتبرك من الأماكن المقدسة هناك، إلا أنه فى داخل منزله يبدو وحشا كاسرا، يتلذذ بتعذيب بناته فى سادية، بعدما أفرط فى إهانة زوجته لسنوات قبل مغادرتها منزله.

لحظة نزول المتهمات إلى المحاكمة
لحظة نزول المتهمات إلى المحاكمة

يبدو أن الفتيات أعددن خطتهن بإحكام، حتى يمكنهم التخلص من الكابوس، دون عقوبة، فالأدوات اللاتى استخدمناها كانت رذاذ الفلفل، وسكين صيد ومطرقة، حيث قامت ماريا وأنجيلينا بمهاجمته بسكين الصيد، بينما انقضت عليه كريستينا لترشه برذاذ الفلفل، حتى يفقد توازنه، ويصبح الطريق مفتوحا أمام أنجلينا لتطعنه بسكين الصيد فى قلبه طعنة واحدة.

وحتى تكون الجريمة كاملة، قامت الفتيات بإبلاغ الشرطة واعترفن بقتله، إلا أنهن ادعين أنه هاجمهمن بينما كان فاقدا لوعيه مما اضطرهن إلى قتله دفاعا عن النفس.

حالة العنف المفرط الذى طالما استخدمه الأب فى معاملة بناته لم تقدم عذرا قويا لهن فى مواجهة الادعاء فى روسيا، والذى وجه تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد للفتيات الثلاثة، ولكن تم إطلاق سراحهن بعد طلب الدفاع الاستئناف، ولكن مع استمرار التحقيقات.

وقفات داعمة للفتيات الثلاثة أمام المحكمة
وقفات داعمة للفتيات الثلاثة أمام المحكمة

إلا أن ثمة جانب أخر داخل المجتمع الروسى يلتمس لهن العذر، حيث يرون أن الفتيات الثلاثة لم يكن فى حالة متوازنة أثناء ارتكاب الجريمة، بسبب الانتهاكات التى مارسها الأب تجاههن، حتى أن أخصائيين نفسيين طالبوا المحكمة بتحويلهن إلى جهة اختصاص للاطلاع على حالتهم النفسية والعقلية.

 

ولكن الحالة الفردية تحولت إلى قضية عامة، فى ظل نقاش أثار جدلا كبيرا حول التشريعات الروسية التى مازالت لم تغطى قضايا العنف الأسرى، وملاحقة مرتكبيه قضائيا، وهو الأمر الذى دفع نحو التعاطف مع الفتيات الثلاثة إلى الحد الذى خرج فيه آلاف المواطنين للتظاهر للمطالبة بالإفراج عنهن.

 

وعلى جانب آخر، تظهر حملة أخرى تطالب برؤوسهن، تلك المدعومة من التيارات المحافظة فى الداخل الروسى، تدعو إلى تعزيز القيم التقليدية وتصوير تعرّض وحدة الأسرة الروسية للتهديد، ليصبح المجتمع فى مواجهة حالة من الاستقطاب بين تيارين، فى المرحلة الحالية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة