منذ نعومة أظافره خرج الصبى لنور الحياة ليجد والده وأشقاءه يعملون فى صنعة إصلاح الدراجات وميكانيكا الموتوسيكلات لتتعود يداه على تلك الصنعة ويتقنها فى أوقات مبكرة من صغره، ويعمل على تطوير ما يقوم به وتعبث يداه بكل ما هو قديم ليخرج منه أشياء جديدة ذات فائدة مرة أخرى.
هنا فى قرية المنشية جنوب محافظة قنا وفى ورشة صغيرة بمنزله، منذ أعوام يعمل الصبى الصغير برفقة أشقائه فى تصليح إطارات السيارات والدراجات النارية وكذلك ميكانيكا الموتوسيكلات، وبنظرات مترقبة وابتسامه تملأ جنبات وجهه يتستقبل عمرو بدوى أحمد، خريج الثانوى الصناعى، زبائنه المترددين على الورشة وزائرى المكان الراغبين فى تصليح إطارات السيارات أو الموتوسيكلات وكذلك أعمال الميكانيكا.
سنوات مضت على بدء عمرو العمل بالميكانيكا وإصلاح إطارات السيارات تشبع خلالها بخبرة تكفى لتصنيع لتحويل الخردة إلى موتوسيكل دفع رباعى "بيتش باجي" من بقايا أدوات مستعملة وشراء القليل منها ليلفت انتباه الناظرين للشىء المستقر فى جانب من الورشة والذى صنعه خصيصًا لأحد الأطفال من أبناء أشقائه للعب به فى أوقات الفراع.
قال عمر، إن يطمح فى الاستمرار فى عمل العديد من الأنواع المتغيرة بالصناعات وتصنيع أشياء جديدة تكلفتها أقل من السوق الخارجى، وذلك عقب انهاء خدمته العسكرية والتفرغ لصنعته التى تكسبه قوت يومه وتساعده على العيش برفقة والداه وأشقائه الذين يعملون فى أماكن مختفلة.
وأوضح عمرو بدوى، أنه التحق بقسم الزخرفة للمدرسة الثانوية الصناعية وهو ما لا يتناسب مع مجال عمله فى الوقت الحالى ولكنه عمل منذ صغره فى مجال الميكانيكا منذ ما يقارن عن 8 سنوات وهو الآن يبلغ من العمر 19 عامًا، حيث تعلم على يد أخيه الأكبر صنعة صيانة الدراجات النارية وكذلك نقل عن أشقائه طريقة إصلاح الإطارات الخاص بالسيارات وهو ما ساعده على إنجاز تصنيع ما يسمى بـ"البيتش باجي".
"شهر ونص وأنا شغال فيه" هكذا كشف عمرو عن المدة التى استغرقها فى تصنيعه والتى اعتبرها ليست بالقصيرة نظرًا لانشغاله فى أعمال أخرى بالورشة، مؤكدًا أنه قادر على انجاز العمل به فى مدة لا تتجاوز ال 3 أيام ولكن فى حالة التفرغ التام له وعدم التزامه بأشغال أخرى، فى حال توافر الأدوات اللازمة لعمل ذلك والتى أغلبها من المخلفات المتواجدة لديه بالورشة والخردة.
وتابع الصانع، لافتًا إلى أن مراحل الصناعة بدأت بتجميع الأدوات والخامات التى كان معظمها أشياء قديمة بالورشة، حيث لم يشترى عمرو سوى بعض القطع من الخارج ذات التكلفة المنخفضة، موضحًا أن تكلفة التصنعة للبيتش باجى لم تتعدى ألف جنيهًا، حيث استعان بـ"الشاسيه" الهيكل الداخلى من خردة قديمة كانت بحوزته، شرع بعدها إلى شراء ماتور مستعمل وإطارات للموتوسيكل والأدوات الداخلية المتحكمة فى سير الآلة، مبينًا أن التكلفة الأعلى كانت للماتور وهى لم تتعدى 700 جنيهًا.
واختتم عمر حديثه بأنه يأمل أن يلقى ما يقدمه رواجًا فى السوق واستحسان من يشاهده سواء فى الورشة أو خارجها وأن يصبح من الصناع المعروفين فى المستقبل ويطور من عمله إلى حد يضاهى الأعمال المصنوعة فى ورش وأماكن كبر وعمل أشياء أخرى بخلاف البيتش باجى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة