عاد الملك فاروق إلى مصر فى 6 مايو من عام 1936م، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول، وذلك وفقا لنظام توارث عرش المملكة المصرية فى أسرة محمد على الذى وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز، ولكنه فى مثل هذا اليوم 29 يوليو من عام 1937 أتم الملك فاروق الـ 18 عاما، وعليه أصبح رسميا ملكا للبلاد وتولى العرش منفردا دون مجلس وصاية، الذى استمر ما يقرب من العام وثلاثة شهور، وما نتناوله عن الملك فاروق خلال التقرير التالى هواية بشعة أحبها هو كثيرًا.
يقول كتاب "الملك فاروق.. آخر ملوك مصر" للكاتب هشام خضر، كانت من أقبح الهوايات وأبشعها هواية فاروق فى قتل القطط والكلاب إذا أدت الظروف والأحوال للانفراد بهما، حيث كان يتظاهر أمام شلة الأصدقاء أنه لا يمل من ملاطفة ومداعبة الكلاب أو القطط، حتى كان قد اعتاد على تمشيط شعر تلك الحيوانات بيده ويغدق عليهما بعطفه وحنانه إلى أن يغادر رفاقه وشلة أصدقائه.
وأوضح كتاب "الملك فاروق.. آخر ملوك مصر، أنه عندما يتأكد الملك فاروق من أنه بمفرده فقط ليبدأ فى القيام بأبشع جريمة قتل للحيوانات يرتكبها رجل فى قيمة وقامة الملك فاروق، حيث كان ينظر حوله، وإذا كانت حديقة القصر أو النادى أو أى استراحة تخلو من الرفاق يتودد إلى الحيوان الضحية ويلاطفه ثم يقبض عليه فجأة بيده ليشل حركة يده وقدمه، ثم يدفع به بكل ما أوتى من قوة وجبروت فى جذوع الشجر المجاور له ليلقى الكلب أو القطة مصرعه فى الحال، وإذا ظل على قيد الحياة يعيش عاجزًا عن الحركة يائسًا من حياته، بينما فاروق يمضى فى ممارسة تلك الهواية دون توقف حتى تاريخ مغادرته من مصر.
ويشير الكتاب إلى الكاتب الصحفى كريم ثابت الذى أشار من قبل إلى تلك الهواية مؤكدًا أنه قد عجز عن تفسير علمى ومنطقى ونفسى لتلك الهواية الغريبة التى سيطرت على فاروق، خاصة إذا انطلق بسيارته المسرعة قاصدًا الاصطدام بأحد كلاب الطريق الضالة ليرديه غارقًا فى دمائه، وهو ينفجر ضاحكًا بأعلى صوته.