يصدر خلال أيام عن المركز القومى للترجمة رواية "حقيقة قضية هارى كيبر"، للمؤلف جويل ديكر، ترجمة الدكتورة دينا مندور، وتتميز الرواية بالمزج بين الجريمة التى تمثل إطار العمل وبين عالم الكتابة، الذى طرحه المؤلف بكل تفاصيله من خلال الأبطال الرئيسيين.
وقالت الدكتورة دينا مندور، إن طريقة السرد فى الرواية تمثل حالة من الإبداع التى تبه بمباراة بين الكاتب الكبير "هارى كيبر" بطل العمل وبين الكاتب الشاب "ماركوس جولدمان" - البطل الاساسي، حول الكتابة وحول الحياة، كما يتناول الكاتب الشاب طرف خيط الجريمة المتهم فيها أأستاذة وقدوته لقناعته ببراءته، بينما يعانى من غياب الإلهام وأزمة "الصفحات البيضاء"، والتى عادة ما تصيب الكتاب بعد تحقيق النجاح أى عمل لهم.
وأضافت دينا مندور، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، استطاع الكاتب أن يقدم الجريمة فى البداية بشكل صادم، ولكن نجد مع تسلسل الأحداث أن المجتمع ملئ بالجرائم الأخرى الأكبر أو الأصغر من الجريمة الأصلية، لكنها لا تقع تحت طائلة القانون ولا تتبعها الشرطة.
غلاف الرواية
وأشارت دينا مندور، أن الرواية تتكون من ٣١ فصل، وكل فصل يبدأ بمقطع يتضمن درس صغير فى فن الكتابة من الراوئى والأستاذ الجامعي والملاكم السابق، إلى جانب تلميذه الكاتب الشاب والملاكم أيضًا، ولا تخلو تلك الدروس الصغيرة من المقاربة بين فن الملاكمة وفن الكتابة، بين علاقة الملاكم بخصمه وعلاقة المؤلف بقرائه، من حيث ممارسة السلطة عليهم ومهارة السيطرة، لينتهى المقطع وتبدأٔ أحداث الفصل حول الجريمة الأساسية وشخصيات العمل وما يربطها من علاقات ناعمة وخطرة.
رواية "حقيقة قضية هارى كيبر"، للمؤلف جويل ديكر، الذى ولد فى جنيف بسويسرا عام 1985م، فازت بجائزة الأكاديمية الفرنسية، وهى أكثر الجوائز الأدبية أهمية ورصانة فى فرنسا، مما استدعى ذلك استهجان بعض النقاد لأن أسلوب الكاتب بسيط ويخلو من التركيبات المعقدة، لكن الأكاديمية الفرنسية ردت على ذلك بأن المتن المحكم والبناء، بالإضافة إلى الدهشة التى نشعر بها فى الرواية هى السبب وراء منح الجائزة.