أكدت منظمة الصحة العالمية أن مصر - التي تعد ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان - سجلت انخفاضا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس شاركت فيه الدكتورة ماتشيديسو مويتى المدير الإقليمي للمنظمة في إفريقيا والدكتور أحمد المنذاري المدير الإقليمي لشرق المتوسط.
وقالت المنظمة إن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا سوف تتجاوز المليون حالة في إفريقيا في الأيام المقبلة وذلك مع ارتفاع الأعداد فى عدد من النقاط الساخنة، مشيرة إلى أنه فى غضون أكثر من ثلاثة أسابيع بقليل تضاعف عدد الحالات في القارة تقريبا إلى 889 الفا و457 حالة مع 18 ألفا و806 حالات وفاة.
وأشارت المنظمة إلى أنه على الرغم من أن الإصابات فى إرتفاع فى جميع أنحاء القارة، إلا أن الاتجاه متنوع، منوهة إلى أن تسع دول في إفريقيا جنوب الصحراء أبلغت عن انخفاض فى عدد الحالات على مدى الأسابيع الثلاثة الماضة، وأنه فى الوقت الذى سجلت موريتانيا والجابون تقدما ملحوظا، وإبلاغ جيبوتي وتونس عن عدد قليل من الحالات في الأسابيع القليلة الماضية ومعظمها مستورد، فإن المنظمة أكدت أن مصر - التي تعد ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان - سجلت انخفاضا في عدد الحالات على مدى الأسابيع الخمسة الماضية.
وقال مسؤولا الصحة الدولية إن الوباء يتسارع مع زيادة عدد الحالات الجديدة بنسبة 50% خلال 14 يوما الماضية، مقارنة مع أسبوعين سابقين.
وأضافا أن خمسة بلدان فقط تمثل حوالى 75 % من الحالات وهى الجزائر ومصر وغانا ونتيجيريا وجنوب إفريقيا؛ بينما تمثل جنوب افريقيا وحدها حوالى نصف إجمالى حالات القارة فى الوقت الذى تتزايد الوفيات، وأشار المسؤولان إلى أنه تم تسجيل ما مجموعه 4376 حالة وفاة جديدة خلال الأربعة عشر يوما الماضية، وبما يمثل زيادة نسبتها 22% عن الأسبوعين السابقين.
وقالت المنظمة الدولية إن سبع دول في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والتى فرضت عملية الإغلاق وبدأت الآن فى تخفيفها شهدت قفزة كبيرة حيث زادت الحالات بنسبة 20% خلال الأسبوعين الماضيين فى الوقت الذى اضطرت بعض الدول مثل جمهورية الكونغو والمغرب إلى إعادة تطبيق القيود الجزئية بسبب زيادة حالات الإصابة.
وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتى إنه مع اقتراب إفريقيا من مليون حالة، فإن القارة تكون عند نقطة محورية، وأشارت إلى أن الفيروس انتشر خارج المدن الكبرى وفى المناطق النائية، ودعت البلدان إلى الحفاظ على مسيرتها السريعة وأن تحقق على وجه السرعة اللامركزية فى خدمات الاستجابة المركزية، وأكدت أنه مازال بالإمكان منع الفيروس من الوصول إلى الزخم الكامل، وشددت على أن وقت العمل قد حان الآن.
وأكدت مسؤولة الصحة العالمية أن أحد أهم المسؤوليات الجماعية هى حماية العاملين الصحيين في الخط الأمامي والذين هم في خطر كبير، لافتة إلى أن 41 دولة إفريقية أبلغت عن إصابة ما يقرب من 14 ألفا من العاملين الصحيين بالفيروس، منوهة إلى أنه في 16 دولة أبلغت عن إصابات بين العاملين الصحيين خلال الشهر الماضى فإن ربعها سجل زيادة في الأسبوعين الماضيين، مقارنة بالأسبوعين السابقين لهما.
وشددت المنظمة الدولية على أن توسيع نطاق ونوعية تدابير الصحة العامة مثل الاختبار وتتبع الاتصال والعزل ورعاية المرضى تظل أساسية للاستجابة، إضافة إلى منع العدوى من خلال غسل اليدين والإبعاد الجسدى وارتداء الأقنعة، مؤكدة أن رفع القييود التى ساعدت على إبطاء انتشار الفيروس أو تخفيفها يجب أن يستند إلى أدلة وعلى مراحل.
وحذرت المنظمة الدولية، وعلى لسان الدكتور أحمد المنذاري المدير الإقليمي لإقليم شرق المتوسط، من أنه مع بدء فتح الحدود وبدء عيد الأضحى غدا الجمعة وبما يشمله من تجمعات اجتماعية ودينية فإن هناك قلقا من أن ينتشر الفيروس أكثر، وذلك حتى في المناطق التي لم يمسها من قبل، وحثت المنظمة على اتخاذ الاحتياطات اللازمة والحذر في هذه المناسبة، ولفت المنذاري إلى أن المنظمة أصدرت مؤخرا إرشادات للبلدان بشأن تدابير الصحة العامة خلال عيد الأضحى وذلك فى سياق انتشار فيروس كورونا.
وقالت المنظمة إن نقص الإبلاغ عن الحالات في إفريقيا يمثل تحديا خاصة وأن اختبار الفيروس لايزال منخفضا حسب المعايير العالمية، وإن كانت السعة قد توسعت بشكل ملحوظ، وأشارت إلى أنه تم إجراء حوالى 7.7 مليون اختبار منذ شهر فبراير الماضي.
ونوهت المنظمة الدولية إلى أن عدد اختبارات الفيروس بالنسبة لكل 10 آلاف من السكان وحتى منتصف يوليو الجاري كان أقل من مائة اختبار فى 43 دولة من أصل 54 دولة شملها التقييم.