تمر البرازيل بعاصفة كاملة من أزمة صحية غير مسبوقة وانهيار اقتصادى وتوتر يخيم على أسس الجمهورية ، والذى سببه الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو من قرارته المثيرة للجدل وادارته لفيروس كورونا، وأصبحت الكنيسة البرازيلية على وشك الحرب.
وقالت صحيفة "فولها دى ساو باولو" البرازيلية إنها حصلت على تسريب لرسالة كتبها 152 من الاساقفة الفخريين ، يوجهون فيها تهم قاسية ضد الرئيس بولسونارو بسبب عجزه فى التغلب على الازمات وخاصة أزمة كورونا، ويعتقد جزء كبير من الكنيسة الكاثوليكية البرازيلية أن الحكومة تظهر الاهمال واللامبالاة تجاه الاكثر فقرا والاكثر ضعفا فى المجتمع، ولذلك ترغب فى استخدام حق انتقاد بولسونارو.
وبالنسبة لهؤلاء الاساقفة البرازيليين ، فإن البلد الأمريكى جنوبى تحتاج الى اصلاحات جادة ولكن ليس مثل تلك التى نفذت حتى الآن، والمصممة لاقتصاد يصر على النيوليبرالية التى يميز احتكار الجماعات الصغيرة القوية، وفى رأيهم فإن إصلاح نظام المعاشات واصلاح العمل على سبيل المثال ، الذى دافعت عنه الحكومة البرازيلية على انها من بين الانجازات العظيمة التى كانت ستعيد اطلاق البلاد، كانت "فخاخا" وجعلت حياة الناس أكثر خطورة.
ويتهم الاساقفة الكاثوليكيين ، الكنائس الانجيلية الاكثر راديكالية تجاه تأييد بولسونارو، وقالوا فى بيان "الدين يستخدم للتلاعب بالمشاعر والمعتقدات وإثارة الانقسامات ونشر الكراهية وخلق توترات بين الكنائس وقادتها".
وأشارت الصحيفة إلى أن بولسونارو الذى جعل شعار حملته الانتخابية "البرازيلية فوق كل شىء..والله فوق كل شىء"، وجعله شعار الدولة أصبح يثير غضب الاساقفة وقالوا فى بيان "كيف تستخدم اسم الله ممزوج بعبارات ومواقف تحرض على الكراهية بدلا من الوعظ".
من بين الموقعين على رسالة الاساقفة الكاثوليكيين، أسماء بارزة جدا ، مثل رئيس أساقفة ساو باولو ، وكلوديو هاميس ، الرجل الموثوق به للبابا فرنسيس في البرازيل ، وهو أحد أقرب مستشاريه في أمريكا اللاتينية. كما تم التوقيع عليه من قبل بعض الممثلين الرئيسيين للكنيسة في منطقة الأمازون ، مثل رئيس أساقفة ماناوس والأمين العام السابق للبنك الوطني البرازيلي ، ليوناردي أولريش ؛ رئيس أساقفة بيليم ألبرتو تافيرا ؛ وأسقف ساو جابرييل دا كاتشويرا ، إدسون تاشيتو داميان.
وترى الصحيفة أن هذه الرسالة لم تكن مفاجأة فالتوتر بين الكنيسة الكاثوليكية وبولسونارو واضحا ، وخاصة فى بعض المواقف منها التى حدثت بمناسبة سينودس الأمازون المنعقد في الفاتيكان في أكتوبر الماضى ، حيث استقبل البابا النشطاء والقادة الأصليين وناشدوا بولسونارو بزيادة حماية الغابة ومحاربة الحرائق ، وهي نفس تلك التي لم تتمكن الحكومة البرازيلية من السيطرة عليها قبل بضعة أسابيع، كان الضغط لدرجة أنه حتى نائب الرئيس البرازيلي أنطونيو هاميلتون موراو كان عليه أن يقول علانية أن البابا لم يكن عدوه.
وأكدت الصحيفة البرازيلية أن ما يثير التساؤلات هو موقف الانجيليين من قرارات الرئيس البرازيلى المثيرة للجدل خاصة حول ادارته لأزمة كورونا، خاصة بعد أن دعاهم بولسونارو للنزول مجددا للحياة رغم ارتفاع المصابين بالوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولسونارو أيضا على خلاف مع حكام الولايات البرازيلية ، وذلك بعد أن قرر بعض حكام الولايات فرض الحجر الصحى والعزل الاجتماعى بسبب انتشار فيروس كوروما بشكل كبير فلاى الوقت الذى يرفض بولسونارو اى اجراءات عزل من اجل الاقتصاد البرازيلى، ويرى أن البرازيليين اذا لم يموتون من الفيروس سيموتوا من الجوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة