"النوبة تراث وهوية" هكذا طالب أهالى النوبة بمحافظة أسوان، الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، بإلغاء فكرة ضم صندوق إنقاذ آثار النوبة إلى الصناديق الأخرى بالوزارة، بحجة توفير دعم مادى للصناديق الأخرى – على حد قولهم – مؤكدين أن صندوق إنقاذ آثار النوبة الذى أنشئ عام 1960 لإنقاذ آثار النوبة من الغرق خلال فترة بناء السد العالى لا يزال له أهمية فى الحفاظ على هذه الآثار والتى لم يكتشف البعض منها حتى اليوم.
"اليوم السابع" يسلط الضوء على مطالب أهالى النوبة للحفاظ على استقلالية صندوق إنقاذ آثار النوبة، باعتباره أحد أهم دعائم الحفاظ على آثار النوبة فى الجنوب "على حد قولهم".
قال عبد الفتاح حسن، أحد القيادات النوبية بمحافظة أسوان، إن محاولات وزارة الآثار بضم تبعية صندوق إنقاذ آثار النوبة تسبب فى موجة غضب يشهدها الشارع النوبى والأسوانى ولجميع العاملين فى المعابد والمزارات النوبية والأثرية، عقب ما تردد عن ضم صندوق آثار النوبة للصناديق الخاصة الآخرى، ليعرب النوبيين عن رفضهم لذلك القرار ومطالبة وزير السياحة باستثناء آثار النوبة لعدة أسباب.
وأشار عبد الفتاح حسن، إلى أن هناك آثارا نوبية لم تكتشف بعد، ولازالت غارقة فى بحيرة السد العالى، لافتاً إلى أن آثار النوبة تتميز عن غيرها برونق وطبيعة خلابة جاذبة يأتى إليها السياح خصيصا من شتى دول العالم، منوها عن حاجتها إلى رعاية واهتمام وتميز وإنفراد وليس الضم، كاشفا بأن صندوق آثار النوبة به موارد تكفيه، وبعد ضمه للصناديق الأخرى قد تؤثر سلبيا على أوجه الدعم للآثار النوبية.
وأضاف "حسن"، أن صندوق آثار النوبة يتم من خلاله الصرف على الرحلات الكشفية والمأموريات البحثية للتنقيب على الآثار النوبية، مؤكدا أن ضمه فى طياته لمتحف النوبة وما يحتويه من آثار خالدة وفريدة، مطالبا بتكرار استغلال تلك الموارد فى تكثيف الرحلات البحثية والكشفية وترميم الآثار المكتشفة وإعادة تأهيل المعابد والمتاحف والمزارات التابعة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الهوية النوبية التى هى مقصدا خصيصا لجميع السائحين والزائرين، وهى رمز لكل ما هو جميل وفريد ومتميز بأسوان.
وأوضح الدكتور يسرى بحر، أحد الكوادر النوبية بأسوان، بأنه لا يمكن وصف هذا الصندوق بأن الهدف منه قد انتهى بمجرد الانتهاء من الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة جنوب مصر والتى تمت خلال الفترة من 1960 وحتى الفترة 1980 ، ولكن هذا الصندوق الذى أوصت هيئة اليونسكو بإنشائه لا زال يحافظ على آثار النوبة ومنها معابد أبوسمبل وفيله وكلابشة وغيرها من أبرز الآثار المصرية فى الجنوب.
وتابع "بحر"، بأن صندوق إنقاذ آثار النوبة، من مهامه تمويل مشروعات صيانة وتطوير آثار النوبة، ولا زال يمول مشروع إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية حتى وقت قريب، ورغم ذلك لم تتوقف أعمال التطوير والصيانة لتلك الصروح العظيمة، وقد يؤدى إلغاء هذا الصندوق إلى تعريض آثار الجنوب للإهمال والتلف.
وعلق قائلاً: صندوق آثار النوبة قام بمسيرة عظيمة وأعمال يخلدها التاريخ في إنقاذ تراث حضاري فريد والمساهمة في تمويل مشاريع قومية مثل متحف النوبة ومتحف الحضارة المصرية، فلابد من بقاؤه لاستكمال تلك المسيرة، وهو الوحيد من بين الصناديق المقترح ضمه إليها ليست عليه أي ديون أو عجز في موارده "على حد قوله".
ومن جهته، أعلن النائب ياسين عبد الصبور، عضو مجلس النواب عن دائرة نصر النوبة، عن دعمه لأبناء النوبة ورفضه التام لذلك القرار، مؤكدا عن تقدمه بطلب إحاطة للدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، مبديا فيه رفض أهالى النوبة جميعاً وغضبهم لقرار ضم الصندوق.
يذكر أن صندوق إنقاذ آثار النوبة، أنشئ ليتولى القيام بكافة العمليات الهندسية والفنية لإنقاذ "معبدى أبوسمبل" والمعابد الصخرية ومتابعة الأعمال المختلفة التى تتم فى هذه المواقع، التى تعرضت للغرق فى مياه النيل عقب بناء السد العالى، وتدبير جميع الموارد اللازمة لعمليات إنقاذ آثار النوبة كذلك وضع المعايير والشروط المواصفات الفنية الخاصة بالعطاءات والممارسات الخاصة بعمليات الإنقاذ.
ويقوم "الصندوق" بتنفيذ قرارات منظمة اليونسكو فيما يتعلق بعمليات الإنقاذ وذلك بما يتفق مع القيم الثقافية للمنظمة، كما يقوم الصندوق بمراجعة بنود الاتفاقية التى تم إبرامها مع منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة أو أى اتفاقيات قانونية أخرى مماثلة، واقتراح إضافة أى بنود جديدة لازمة لحفظ وحماية الآثار بهذه المنطقة، كما يضع برامج فك المعابد والمواقع الأثرية المختلفة ٬وعرضها على اللجان الدولية المختصة، مع إمداد مواقع العمل بالموارد البشرية وتوفير الاحتياجات اللازمة لقيام بعمليات الإنقاذ ومتابعة صيانة المواقع التى تم إنقاذها، مع التوعية بعمليات الإنقاذ التى تمت لمنطقة آثار النوبة والتسويق للمواقع والمقتنيات الأثرية فى هذة المنطقة وما تحمله من أهمية تاريخية وحضارية، وأيضاً البحث عن مصادر تمويلية جديدة لصيانة الآثار الواقعة فى منطقة آثار النوبة، وكذلك العمل على تبادل الخبرات الفنية مع المنظمات الدولية فى هذا المجال.
وكان الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، أصدر قرارا بتكليف إيمان زيدان مساعد الوزير لتطوير المواقع الأثرية والمتاحف، بالإشراف على صندوق إنقاذ آثار النوبة خلفاً للعميد هاني ممدوح الذى تنتهي مدة تكليفه، في إطار خطة وزارة السياحة والآثار لتمكين الشباب والعمل على رفع قدراتهم وإكسابهم خبرات لتولي المناصب القيادية، أصدر الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار.
ياسين عبد الصبور نائب النوبة