آمنة سايح الشقيقة الكبرى: بعد وفاة والدى قررت العمل بالمخبز مع شقيقاتى دون عمال لأننا أولى بالجنيه
مروة سايح: حصلت على ليسانس آداب لغة عربية وتخرجت بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف وكنت أعمل بالمخبز فترة الإجازة
شيماء طالبة دراسات إسلامية: البنت زى الولد لكن الأهم الشغل الحلال مش السوشيال وجمع اللايكات بالصور
فى ظل حرارة الطقس الشديدة بقلب الصعيد، رفعت 6 سيدات بمدينة إسنا برفقة والدتهن شعار "الحياة كفاح" وتحدى داخل "فرن بلدى" مملوك لوالدهن المتوفى منذ 12 سنة تقريبًا، ويعملن على مدار الساعة يوميًا فى توفير الخبز المدعم لأهالى الجبل بقرية الكلابية شرق جنوب مدينة إسنا بمحافظة الأقصر.
وفى البداية تقول "آمنة سايح محمود" الأخت الكبرى الحاصلة على إعدادية متزوجة لديها 6 أطفال، إنها الشقيقة الكبرى، وأن والدها قرر عمل مشروع لتوفير الرزق الحلال لأسرته وأقام هذا المخبز وبناه قبل وفاته بعامين، وأثناء سير العمل وتجهيز المخبز كانت وشقيقاتها يشاركن العمال فى تجهيز مبنى المخبز وتوفير كافة اللازم للعمال، وبعد وفاة والدها قررت أن تواصل مسيرة والدها فى المخبز برفقة إحدى شقيقاتها التى كانت فى الصف الثالث الإعدادى، حيث كانا يعدان الدقيق والعجين فجرًا حتى موعد المدرسة وتذهب شقيقتها للمدرسة وهى تواصل العمل وتبيع الخبز المدعم للمواطنين، وساهم المخبز فى توفير مصاريف الأكل والشرب للأسرة وكذلك مصاريف التعليم والدراسة لباقى شقيقاتها.
وعن مواعيد العمل فى المخبز تقول الشقيقة الكبرى آمنة لـ"اليوم السابع"، إن مواعيد العمل كانت فى السابق أغلبه ليلًا لتوفير وقت للدراسة لشقيقاتها، حيث يعملن من 3 عصرًا وحتى 1 ليلًا، ويقومن فى 7 صباحًا بتوزيع الخبز، وعن شقيقاتها تقول إن إحداهن حصلت على دبلوم فنى وتزوجت وآخرى كانت فى الثانوية العامة وتساعد فى العمل حتى وصلت لكلية آداب لغة عربية، وثالثة طالبة بكلية الدراسات الإسلامية لغة عربية حاليًا، والـ3 الآخرين حاصلون على دبلومات فنية، قائلة: "قررنا نشتغل بإيدنا ونتعلم الصنعة وكل حاجة فيها، عشان مفيش صنايعى يدخل المخبز لأن الجنيه اللى ياخده الصنايعى أولى بيه إخواتى، والحمد لله مفيش حد من إخواتى كان محروم من حاجه وبناكل أحسن أكل".
وقالت آمنة سايح الشقيقة الكبرى، المشرفة على المخبز: "إحنا قررنا نكمل فى مخبز والدنا عشان نوفر لكل إخواتى الرزق الحلال ومواصلة المشروع حتى لا يعطف علينا أحد، ونوفر الجهاز لكل أخواتى للزواج، وحاليًا نعمل جميعًا فى المخبز بالتناوب بورديات معينة وأمى تراعى أبنائى لعدم قدرتها على تحمل أجواء الحر فى المخبز وساعات مش بشوف عيالى يوم كامل أو يومين فى الأعياد والمناسبات عشان بنطبق ورديتين وتلاتة، وربنا يرحم أبويا اللى زرع فينا الشجاعة والقوى وإننا منخافش من حد ونكمل مسيرة رزقنا فى المخبز، عشان محدش يبقى ليه فضل علينا بعد ربنا".
أما مروة سايح محمود الحاصلة على ليسانس آداب لغة عربية تخرجت بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، تحضر دبلومة تربوية حاليًا، أنها تعمل فى المخبز منذ 12 سنة بعد أن أقامه والدها وهى فى الصف الخامس الابتدائى، ومستمرة فى العمل داخله لتوفير الرزق الحلال لأسرتها وأبناء شقيقاتها ووالدتها الأساس فى العائلة، قائلة: "الشغل مش عيب ولا حرام والواحد لازم يثبت نفسه، وحبينا نثبت نفسنا وتعلمنا الصنعة وتصليح وصيانة المخبز، ومفيش فرق بين ولد وبنت فى أى مكان سواء قرية أو مدينة، ولازم كل واحد يثبت نفسه ويعرف إزاى يبدع ويقدر على الإنتاج فيه، وكنت أصل للمخبز فى 5 فجرًا حتى ننتج الخبز للقرية وأوفر مصاريف الكلية، وخلال فترة الراحة والإجازة من الكلية كنت أعمل يوميًا من الفجر وحتى نهاية اليوم داخل المخبز لإننا 6 بنات ومحتاجين أكل وشرب ومصاريف وجهاز للزواج، وكان لازم إننا نكون أقوياء وقد التحدى عشان ننجح ونوفر كل اللازم لأسرتنا".
فيما تقول شيماء سايح محمود طالبة فى الصف الثالث فى كلية الدرسات الإسلامية قسم لغة عربية، إنها من وقت ما طلعت للدنيا وهى تعمل فى المخبز منذ طفولتها وسط أسرتها وشقيقاتها، قائلة: "كل يوم بنطلع ونشتغل فى مخبزنا، لأن الشغل عمره ما كان عيب ولا وصمة عار، والشغل شرف ليا وللبنات اللى فى سنى، وأنا وأخواتى بنثبت لنفسنا إننا قادرين على توفير رزقنا ونكافح ونشتغل يوميًا بالطريقة الحلال، وكلنا تعايشنا بفضل الله فى حياتنا وأنا فخورة بأمى وبنفسى وبكل إخواتى إننا بنشتغل بالحلال ومش بنسعى للفلوس زى باقى البنات بالسوشيال واللايكات والشير، إحنا بنعرف ونتعب فى مخبزنا وأثبتنا للجميع إننا قادرين على التحدى".
وتضيف شيماء سايح محمود، أن الدراسة فى الأزهر صعبة ومرهقة جدًا، حيث أن الطالب يدرس مواد التربية والتعليم الطبيعية بجانبها مواد الأزهر، ومع ذلك جميعهم متفوقين وأثبتوا نفسهم أمام الجميع من أبناء قريتهم، موجهة رسالة لكل الفتيات والبنات بمصر: (كل بنت فى سنى أكبر أو أصغر منى عاوز أقولها أن الشغل مش عيب، العيب إنى أقعد مكانى وأنتظر حد يصرف عليا ويقدملى إعانة، والمرأة حاليًا وصلت لوزيرة فى مصر ويجب أن نثبت أن المرأة لها مكان فى المجتمع وقوية وقادرة فى المدينة والقرية، والأهم والأساس للبنت التربية السليمة فى الأسرة حتى تخرج للحياة وتشرف أسرتها بأخلاقها).
فيما تقول أمل محمد السايح وشهرتها "أم عبد الله"، السيدة التى زارت تلك الأسرة وقررت دعمهن بطريقة مختلفة بتوفير هدايا لأطفالهم قبل عيد الأضحى المبارك، وكذلك مشاركتهم فى يوم بشعار "إيد فى إيد فى حب مصر"، للتأكيد على أن المرأة الصعيدية والمصرية قادرة على التحدى ومواجهة الصعب فى المجتمع لتوفير الرزق الحلال، مؤكدةً أنها علمت ببطولة وإقدام تلك الأسرة التى تقوم على توفير الرزق الحلال لأنفسهم وأبناؤهم فى مخبز الأمانة بمنطقة الجبل فى قرية الكلابية بجوار مدرسة الشهيد جابر محمد إبراهيم بجوار نادى الشباب، حيث تضم تلك الأسرة كل من "رضية عباس محمد موسى" أرملة وربة منزل صاحبة الفرن والأم، وبناتها الـ6 كل من (آمنة سايح محمود حاصلة على إعدادية ومتزوجة وتعول ولديها 6 أطفال - سعاد سايح محمود حاصلة على دبلوم تجاره وتعول 3 أطفال - رابعة العدوية سايح محمود دبلوم تجاره متزوجة وتعول 5 أطفال - رضا سايح محمود دبلوم تجارة وتعول طفل - مروة سايح محمود حاصلة على ليسانس آداب لغة عربية - شيماء سايح محمود طالبة فى الصف الثالث بكلية الدراسات الإسلامية لغة عربية).