كان هذا الهٌتاف يتعالى من أحد أفراد القبائل الليبية الذين كانوا على متن الطائرة القادمة من هناك إلى مصر، وهو يردده بكل فخر وحب وإحساس بالأمان الذي غمره لحظة أن وطئت قدميه الأراضي المصرية .
لم يكن شعوره وحده بل كان شعور كل القبائل التي كانت في الضيافة المصرية منذ بضعة أيام،لم يأت ذلك الشعور من فراغ ، فنحن دولة شريفة في زمن عز فيه الشرف كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى.
كانت مصر في العقود السابقة ملاذا لدول افريقية وعربية كثيرة ولكنها لم تكن بهذا الثبات والصمود والحزم والحسم، فالآن مصر هي الملاذ الآمن والحكيم والرشيد، تقف على أرض صٌلبة.
فالموقف المصري حيال القضية الليبية يتميّز بعدة سمات،فالشرف والنزاهة وغياب أي أطماع في دولة شقيقة هو سيد الموقف ويكرر ويؤكد على ذلك سيادة الرئيس في كل محفل، ولكن الأكثر وضوحًا في المشهد هي الشفافية والنقاط الواضحة التي لا يمكن لإعلام الشر أن يخلق منها ثغرات، والدعم الشرعي، ذلك الدعم الذي تقدمه مصر للجيش الوطني الليبي في النور وليس في الظلام،فتدريب المليشيات ونقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا من قبل الرئيس التركي يتم في الظُلمة لأنه غيرشرعى وله أهداف خبيثة بالطبع.
أمّا عن تدريب أبناء الجيش الليبي وتأهيله عسكريًا من الناحية الفنية والعقائدية ودعمه؛ نقطة غاية في الأهمية في الموقف المصري، فتدريب الجيش الليبي على عقيدة الجيش المصري ليس فقط شيئًا يدعو للفخر ويرفع هامة المواطن المصري أكثر وأكثر بل يؤكد على مهنية كل التصنيفات التي وضعت القوات المسلحة المصرية مؤخرًا على رأس كل جيوش المنطقة مثل تصنيف "جلوبال فاير" وغيره، فالجيش المصري بكل مذاهبه؛ عقيدته مصر وحمايتها وهو سر من أسرار نجاح قواتنا المسلحة .
يبدو أن المشهد الآن يتغيّر، فالمجتمع الليبي بدأ يدرك قيمة التوحد تحت راية وطنه وهى العبارة التي كان يرددها لنا الرئيس دائمًا، ولأن ذلك المجتمع مجتمعًا قبليًا فالسر في حل مشاكله هو التوحد تحت راية وطنية واحدة.
لا سيمّا أيضًا، تحديد الخطوط الحمراء بكل وضوح أمام المجتمع الدولي بأكمله، واحدة من النقاط الواضحة التي اتسم بها موقفنا الوطني، وهى نقطة نظام لم تكن مواقفنا تتسم بها في العقود السابقة.
فسرت والجفرة ، حدود مصر بأكملها،أمن مصر، كلها خطوط حمراء واضحة وصريحة تم الإعلان عنها.
عوضًا عن ذلك، التغير الذي يحدث في تُونُس الان واستقالة حكومة الياس الفخفاخ، وإقالته لكل وزراء حزب النهضة بحكم منصبه الآن كرئيس وزراء لحكومة تسير الأعمال، مع اكتمال النصب القانوني لسحب الثقة من راشد الغنوشى الذي يدعم المليشيات المرتزقة على الحدود التونسية الليبية، كل تلك الأحداث المتواترة المتزامنة مع احتضان مصر لقبائل ليبيا قادرة أن تدحر أطماع الخليفة العثمانلى في ثروات ليبيا الشقيق.
لنا أن نرفع هامتنا و لنا أن نفتخر بشده بذلك الوطن الذي عانى الكثير ثم حارب وانتصر في معركة الوجود حتى أصبح الوطن الأقوى والأشرف في المنطقة بأكملها
نحن لا ننقل إلى ليبيا تجربة مصر الناجحة بل للعالم أجمع ونقول "تحيا مصر".