زيارة خاطفة أجراها الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، يوم الخميس الماضي، إلى قطر، فى مسعى إلى زيادة نفوذ أنقرة بالإمارة الصغيرة التى تعانى عزلة فى محيطه الخليجى والعربى منذ 3 أعوام، واتسم اللقاء بنوع من السرية، بين الديكتاتور العثمانى وأمير الإرهاب تميم بن حمد بن خليفة آل الثانى ، واستمرت نحو 3 ساعات، حسبما كشفت جريدة "تى 24" التركية، فى قصر اللؤلؤ الرئاسى فى العاصمة الدوحة.
وتعتبر زيارة أردوغان إلى الدوحة هى الأولى له خارج تركيا، منذ بدء تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، حيث كانت آخر زيارة خارجية إلى بلجيكا فى مارس الماضي.
وحل أردوغان فى قطر مصحوبًا بعدد من المسؤولين الأتراك، من بينهم وزير المالية، بيرات البيرق، ووزير الدفاع خلوصى أكار، ومدير اتصالات الرئيس التركي، فهرتينى ألتون، والمتحدث باسم الرئيس إبراهيم قالين، ومدير الاستخبارات التركية هاكان فيدان.
وتأتى زيارة الرئيس التركي، وسط تطورات متسارعة فى عدد من الملفات الإقليمية، على رأسها الأزمة الليبية، حيث تقف الدوحة وأنقرة خلف الميليشيات التى تقاتل ضد الجيش الوطنى الليبي.
وكشفت مصادر تركية مطلعة أن تركيا تزود حكومة طرابلس بالأسلحة والمرتزقة السوريين، فى محاولة لترجيح كفة المليشيات الإرهابية ، بينما تقدم قطر دعمها المادى فى الخفاء، فضلا عن تسخير أذرعها الإعلامية لإضفاء الشرعية على التدخل العسكرى التركى فى ليبيا.
وأوضحت المصادر أن أردوغان عرض على تميم إنشاء قاعدة عسكرية فى ليبيا لدعم تلك المليشيات الإرهابية مادياً ليبدى تميم موافقته على العرض التركي، مقابل عدم سحب قوات تركية من قطر التى تحمى قصر تميم.
ولم تمر سوى ساعات على زيارة اردوغان للدوحة ، حتى وقع وزير الدفاع التركى خلوصى آكار، مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، اتفاقية جديدة لإنشاء قاعدة عسكرية تركية فى ليبيا، تمنح الجنود الأتراك الموجودين بطرابلس حصانة ضد أى ملاحقة قضائية وذلك بإعطائهم صفة دبلوماسية. يأتى ذلك فى الوقت الذى ادعى فيه آكار أن ليبيا لليبيين فقط.
وذكر موقع "تركيا الآن" أن تركيا تسير فى مخططها نحو الاتجاه احتلال مدينة سرت الليبية بوساطة العناصر الإرهابية التى تنقلها تركيا إلى طرابلس بواسطة حكومة الوفاق.
كان وزير الدفاع التركي، خلوصى آكار، قد صرح أن ليبيا ملك الليبيين فقط، وأن بلاده تتمنى أن تنصلح الأوضاع هناك فى القريب العاجل. اللافت للنظر أن تصريحات آكار جاءت خلال زيارته اليوم الجمعة إلى طرابلس للقاء رئيس هيئة الأركان العامة بحكومة الوفاق، التى تؤيد الاحتلال التركى لليبيا، وتتلقى فى المقابل دعم أنقرة بالمال والمرتزقة السوريين للمشاركة فى عمليات قتالية ضد الشعب الليبي.
كما التقى خلوصى آكار ورئيس هيئة الأركان العامة بحكومة الوفاق، يشار جولار، من أجل بحث تطورات مذكرات التفاهم الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق. كما التقى رئيس المجلس الأعلى الليبي، خالد المشري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة