التدخين له آثاره السلبية على صحة الإنسان بصفة عامة وتزداد الأمور سوءًا مع انتشار عدوى فيروس كورونا، حيث تتأثر المناعة بالتدخين لذا فإن كوفيد 19 يكون له تأثيرات أكثر خطورة على المدخنين، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فالمدخنين أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة عند إصابتهم بمرض "كوفيد- 19" مقارنة بغير المدخنين، في السطور التالية نستعرض أحدث الدراسات حول التدخين وفيروس كوورنا.
وبحسب موقع "Health line" فإن تأثيرات التدخين بكل أنواعه سواء: السجائر العادية أو الإلكترونية والشيشة سيئة جميعاً للصحة العامة وتجعل تأثيرات COVID-19 أكثر خطورة بالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل من تلف الرئة.
وقالت الدكتورة لورين وولد، مساعد عميد أبحاث الصحة البيولوجية في جامعة ولاية أوهايو: "أظهرت العديد من المجموعات أن المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي يعانون بشكل كبير من عدوى COVID-19."
وتابعت قائلة: "يتسبب التدخين في تغير وظائف المناعة، ويبدو أن المدخنين لديهم نتائج أسوأ من غير المدخنين إذا كانوا مصابين بـ COVID-19.. من المحتمل أن يكون هذا بسبب التغيرات في قدرة الجسم على مقاومة العدوى بسبب التغيرات في الخلايا المناعية ".
يتفق الأطباء على الحاجة إلى مزيد من البحث في هذا الأمر.
قالت مساعد عميد أبحاث الصحة البيولوجية في جامعة ولاية أوهايو: "من الصعب تقييم الفرق في الضرر بين أنواع التدخين المختلفة، حيث أن البحث في آثار السجائر الإلكترونية وتدخين النرجيلة حديث وأقل بكثير مقارنة بالتدخين التقليدي".
وأضافت: "يتم التعرض للجسيمات من احتراق السجائر وهذا يمكن أن يكون لها آثار كبيرة وطويلة المدى على الرئتين والقلب".
أضرار التدخين بأنواعه المختلفة على الصحة
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون جامعة يوهانس جوتنبرج في ماينز، بألمانيا عن أن التدخين والسجائر الإلكترونية ضار بالصحة، حيث إن كلاهما على حد سواء يؤديان إلى تصلب الشرايين، وهذا يسبب الالتهاب وتلف الحمض النووي بالإضافة إلى ذلك، أكد الباحثون أن التدخين بأنواعه يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات COVID-19 الخطيرة.
وتعد الدراسة، التي يقودها الدكتور توماس مونزيل، رئيس قسم أمراض القلب في المركز الطبي الجامعي في جامعة يوهانس جوتنبرج الألمانية أول دراسة رئيسية تقارن الأشكال الثلاثة للتدخين: التبغ والسجائر الإلكترونية والشيشة.
قال الدكتور أوسيتا أونوجا، مدير مختبر الابتكار الجراحي في مستشفى جون واين للسرطان ومعهد في سانتا مونيكا بكاليفورنيا: "وجدت هذه الدراسة، إلى جانب العديد من الدراسات الأخرى، أن التدخين والشيشة يسببان ضررًا كبيرًا لنظام القلب والأوعية الدموية ويتلفان فسيولوجيا الرئة التي تضعف الجهاز التنفسي".
وأضاف قائلاً: "كلها ضارة"، مشيرًا إلى أن الدراسات حول السجائر أكثر من أي نوع آخر، لذلك هناك المزيد من البيانات لإثبات جميع الآثار الضارة على الجسم للتدخين الإلكتروني الجديد نسبيًا ولم يتم دراسته على نطاق واسع".
على الرغم من الحاجة لمزيد من الاستقصاء، خلصت الدراسة إلى أن "تدخين الشيشة ليس أقل ضرراً من تدخين التبغ وبالتالي لا يمكن اعتباره بديلاً صحياً".
وقال الدكتور ألفين سينج، أخصائي أمراض الرئة لدى الأطفال في مستشفى ميرسي للأطفال في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري: "استنشاق بخار الماء له مخاطر أيضًا، حيث لا تزال تستنشق مواد كيميائية ساخنة لدرجة حرارة أعلى".
وتحتوي السجائر على المزيد من المواد الكيميائية، التي يتم تسخينها في درجات حرارة أعلى، مما يزيد من خطر حدوث ضرر شديد بمرور الوقت.
يتم تسخين السجائر الإلكترونية في درجات حرارة منخفضة - 400 درجة مقارنة بـ 700 إلى 800 درجة في السجائر - ولكن لا يزال من الممكن أن تسبب بعض الإصابات
وقال سينج"إن التوقعات طويلة المدى عن السجائر الإلكترونية لا تزال غير معروفة، لكنها لا تبدو رائعة".
قال الدكتور بريان تيب، مدير برامج إعادة التأهيل الرئوي والإقلاع عن التدخين في كاليفورنيا، إن جزءًا من أي ارتباك عام بشأن الضرر المحتمل يأتي من أولئك الذين يستفيدون من التدخين والسجائر الإلكترونية.
الدراسة بالأرقام
نظر الباحثون إلى مجموعة من الدراسات التي قاموا بتقديرها على أنها تقدم مستويات قوية أو جيدة أو متوسطة من الأدلة على الأنواع الثلاثة للتدخين.
بالمقارنة مع غير المدخنين، زادت سجائر التبغ من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) بنسبة 704 % (مستوى جيد من الأدلة).
وزادت الشيشة من مرض الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 218%(قوية) وزادت السجائر الإلكترونية بنسبة 194 % (جيدة).
زادت سجائر التبغ من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 1،210 % (قوية) ، وزادت الشيشة ذلك بنسبة 122 % (قوية) لكن لم يكن مستوى الأدلة على السجائر الإلكترونية كافياً لاستخلاص استنتاجات موثوقة.
قال مدير مختبر الابتكار الجراحي في مستشفى جون واين للسرطان ومعهد في سانتا مونيكا بكاليفورنيا: "لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الدخان لا يسبب ضررا للجهاز التنفسي".
ويحاول الناس استخدام التدخين الإلكتروني كوسيلة لمساعدة المرضى على الإقلاع عن التدخين بسبب الافتراض بأن التدخين الإلكتروني ليس سيئا مثل تدخين السجائر.
هذه الدراسة مهمة للغاية لأنها أثبتت أن هناك خطر كبير للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة من تدخين السجائر العادية وأيضًا من التدخين الإلكتروني .