كثيرون من نطلق عليهم لقب "صديق"، ولكن قليلون للغاية من تثبت المواقف أنهم يستحقون هذا اللقب ، وفى الأهلى كانت للصداقة وجوه كثيرة بين نجوم المارد الأحمر ، فهناك من وقف لجوار صديقه ورفض بريق منصات التتويج ونجومية شارة الكابتن للحفاظ على مشاعر صديق العمر ، وهناك من ساند صديقه حتى يعود للمستطيل الأخضر وتغلق أبواب رحيله حتى لاتحين لحظة الوداع بينهما ، والبعض الأخر رفع شعار الكوميديا في ظل ارتباطه الشديد بصديقه منذ بداية الرحلة وحتى يومنا هذا
وفى السطور التالية نلقى الضوء على "الأصدقاء" في الأهلى بمواقف لاقت إعجاب وتقدير الكثيرون وكانت حديث الصباح والمساء في الوسط الكروى..
*متعب وغالى
لم تعد قصة "عشق" متعب وغالى تحتاج إلى مقدمات، لم تعد تحتاج لـ"دلالات" أو همسات، بعدما ظهرت قصة الوفاء بين الثنائى الرائع بشكل تحدث عنه القاصى والدانى، بعدما تأكد للجميع أن متعب وغالي جسدا قصة حب فوق المستطيل الأخضر تابعها الملايين عبر السويشيال ميديا والفضائيات
فى ملعب السلام، قدّم متعب وغالي درساً يصلح لأن يكون عنواناً لفيلم اسمه "غزل الملاعب"، وربما "للحب وجوه كثيرة"، أو "إمبراطورية الوفاء"، فى ملعب السلام كان حسام غالى على بُعد خطوة واحدة من تسجيل هدف أمام دجلة، كان بإمكانه أن يكتب اسمه فى التاريخ، الذى لن ينسى من سجل فى أى مباراة رسمية، لكنه رفض ومرر الكرة إلى القنّاص عماد متعب ليُسجل ويضيف الهدف الرابع للمارد الأحمر ليشارك فى فوز الأهلي والصعود لدور الأربعة بكأس مصر.
سجل متعب كثيراً.. أذاق الخصوم "مرارة" لدغاته كثيراً، لكن هدفه فى دجلة كان له معانى أخرى أكثر أهمية، معان تكشف الوفاء فى الأهلى وتحديداً بين اثنين من كبار نجوم الكرة المصرية والعربية والأفريقية.
متعب كان يعانى.. أهدر فرصة سهلة أمام القطن الكاميرونى قبل أيام ببرج العرب.. تعاطف معه الكثيرون.. ووجه له البعض سهام النقد وطالبوا بـ"إلقاء المنديل" والاعتزال، عاش أياماً صعبة كان يحتاج لهدف يستعيد به شيئاً من الكبرياء المفقود، لم يجد "أحن" من رفيق الدرب حسام غالى ليُقدم له تمريرة سحرية يُسجل منها ويمنحه "قُبلة الحياة" ولو لشهور أسابيع وربما أيام يعلن بعدها الاعتزال أو الرحيل عن القلعة الحمراء.
ما فعله غالي مع متعب في برج العرب لم يكن سوى مقطع من أغنية "سلف ودين".. فقد فعلها جلاد الحُراس من قبل، عندما كان غالى يعانى من "مرارة" تجريده من لقب قائد الأهلى، فعلها فى الإمارات حينما توّج الأهلي بطلاً للسوبر، رفض متعب أن يتسلّم كأس السوبر المحلى بعد الفوز على الزمالك قبل موسمين تقريباً وأصر القنّاص على أن يتسلّم غالى الكأس، فى مشهد ذرفت بسببه عيون بعض الأهلاوية الدموع من شدة الإخلاص والوفاء.
فى مباراة الأهلى وإنبى بالدورى، التى تسلّم بعدها الأحمر درع الدورى، قدم الثنائى الأروع فى الملاعب المصرية حالياً فصلاً جديداً من فيلم "صاحب صاحبه" بين متعب وغالى، عندما طالب الأخير أن يتسلّم الأول درع الدورى تقديرًا له ولتاريخه مع النادى، خاصة أن متعب تحوّل إلى "ضيف شرف" فى الأهلي هذا الموسم تحديداً، وكأنه يُريد أن يُكرّمه على طريقته الخاصة.
متعب وغالى يؤكدان يوماً بعد الآخر أن الكرة أخلاق قبل أن تكون مهارات، أن الوفاء أفضل بكثير من الإمكانيات الفنية، كلاهما تفنن فى التضحية من أجل الآخر، إنها قصة عشق لم تنته، قصة حب ترعرت رغم الآلآم التى عانى منها كلاهما فى القلعة الحمراء منذ سنوات بسبب الدكة تارة و"ظلم" المدربين تارة أخرى.
قصة العشق الخالدة بين متعب وغالي جسّدتها حلقة لأحدى البرامج الفضائية قال خلالها متعب لغالى: "لو كنت بنت كنت هختار حسام غالى عريسًا لي"!
*كهربا وصالح جمعة
وعلى أنغام "صاحب جدع كل ما احتاجه ميتأخرش" يعيش الثنائى صالح جمعة ومحمود عبد المنعم كهربا نجما الأهلى علاقة صداقة قوية منذ انضمام الأخير إلى القلعة الحمراء ، كهربا وصالح لايفترقان خارج وداخل الملعب ، يقضى الثنائى أوقاتهم معاً فكان صالح ضيفاً دائماً على مائدة كهربا في رمضان الماضى ، وكان كهربا عنصر أساسى في رحلات صالح الصيفية
وتشارك الثنائى لحظات التدريب في الجيم طوال العزل المنزلى وحينما عفى السويسرى رينيه فايلر عن صالح كان كهربا هو الأكثر فرحاً والأكثر دعماً لصديقه في التدريبات وهو الأمر الذى لاحظه الكثيرون في تدريبات الأهلى ودفعهم لتمنى علاقة صداقة مثل التي تجمع صالح وكهربا.
*بركات وسيد معوض
"كنت نازل تمرين ولقيت واحد قصير ومدكوك في الأرض قولتلهم مين ده قالولي إن جايبينه من الألومنيوم علشان نشوفه ينفع ولا مينفعش"، بهذه الدعابة كشف محمد بركات نجم الاهلى الأسبق بداية تعارفه بصديق عمره سيد معوض وكيف نشأت بينهما علاقة صداقة عنوانها الكوميديا والمقالب وخفة الدم والأهم "عشرة العمر" التي جمعتهما منذ بداية الرحلة في الاسماعيلى مروراً بالتألق والنجومية مع الاهلى وحتى يومنا هذا حيث يظهر الثنائى في الجهاز الفني لمنتخب مصر يتولى الزئبقى منصب مدير المنتخب فيما يقوم الظهير الطائر بمهمة المدرب المساعد ، وحتى فى مشاريعهم الخاصة بعد الاعتزال كان بركات ومعوض سوياً بافتتاح مطعم مشترك بينهما.