شكلت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، عائقًا كبيرًا أمام الناس على مدار أشهر طويلة منعتهم من التنقل بين الدول بسبب إغلاق الحدود ضمن إجراءات الوقاية والحد من انتشار الفيروس التاجى بين الشعوب عبر التنقل والسفر، لكن يبدو أن البعض تحدى كل هذه العوائق وتجاوز أزمة توقف رحلات الطيران والسفر عبر وسائل النقل المختلفة ليجدوا طريقهم الخاص فى الانتقال من أجل لم شمل العائلة.
هذا ما حدث مع الطالب الإيطالى "بيترو تيرانوفا" الذى كان عليه عبور 4 دول وأكثر من 2000 كيلومتر عندما بدأ رحلة سفره من بولندا حيث مقر دراسته، للعودة إلى وطنه إيطاليا بدراجته الهوائية.
قرر تيرانوفا البالغ من العمر 25 عامًا، الذى يدرس الهندسة الميكانيكية فى بولندا، أثناء حظر الطيران بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، العودة إلى موطنه الأصلى فى مدينة باليرمو بجزيرة صقلية جنوب إيطاليا، على دراجته لمسافة 2742 كيلومتراً لملاقاة عائلته التى لم يرها منذ أشهر، وفقاً لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
غادر تيرانوفا فى 1 يوليو الجارى من مدينة لوبلين البولندية التى تقع على الحدود الأوكرانية، حيث يقيم للدراسة، منفذاً قراره الجرئ الذى سيستغرق منه قرب الشهر، لعبور 4 دول، قبل وصوله إلى موطنه فى الفترة ما بين 23 و25 يوليو.
وقبل المغادرة، كان على المهندس الشاب، الذى على بُعد خطوة من درجة الماجستير، أن يواجه مقاومة وقلق والدته التى حاولت إرجاعه عن قراره لكن محاولاتها باءت بالفشل، بينما تلقى الدعم والتشجيع من والده.
وقال تيرانوفا: "بدأت الفكرة خلال فترة الحجر الصحي، أثناء تحدثى هاتفياً فى أحد الأيام مع عمي، مازحين أنه يجب على إيجاد وسيلة ما بديلة عن الطيران للعودة إلى المنزل، نظراً لأنه كان الوقت الذى توقفت فيه شركات الطيران عن العمل وألغت جميع الرحلات تقريباً"، وذلك وفقًا لما نقلته "العين الإخبارية".
وعلى الرغم من أن مهندس المستقبل لم يكن لديه خبرة فى ركوب الدراجات الهوائية، فإنه بدأ باستئجارها فى البداية والتعلم عليها، ثم شراء واحدة لتكون وسيلته للعودة إلى وطنه، ومن المزاح إلى التنفيذ، استيقظ الطالب الإيطالى الأربعاء الماضى فى الرابعة صباحاً مرتدياً بدلة ركوب الدراجات وخوذته ومعه 3 زجاجات من المياه وحقيبتين بهما الحد الأدنى من الملابس، ومعطف واق من المطر.
وخلال رحلته إلى صقلية، يجب على تيرانوفا عبور نحو 160 كيلومتراً يومياً بين طرق بولندا وجمهورية التشيك وسلوفينيا وكورواتيا، قبل ركوب العبّارة التى ستعيده إلى إيطاليا، وبمجرد وصوله إلى صقلية، سيكون هدفه مواصلة ركوب دراجته فى الطبيعة، قائلاً: "الهدف الاجتماعى من مغامرتى هو إعادة اكتشاف متعة السفر وسط الطبيعة وكل ما بين مكان المغادرة والوصول".
ولتوثيق رحلته الفريدة، ينشر تيرانوفا مقاطع فيديو وقصصاً لرحلته على موقع تبادل الصور والفيديوهات "أنستجرام" مباشرة يومياً، متمنياً أن تنتهى دون مشاكل ويلتقى أسرته التى يشتاق إليها كثيراً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة