ما تزال العديد من العائلات فى محافظة قنا وقُراها تتمسك باستخدام "البابور"، ورغم أنه فى طريقه للانقراض نتيجة عوامل التقدم ووصول الغاز الطبيعي، وفى السابق كان يتصدر كل شيء فى احتياجات ربات البيوت بداية من طهى الطعام، وغلى ماء الغسيل والاستحمام، وغيرها.
عم "محمد حامد" 70 عاماً يجلس فى محلة الذى لا يتجاوز 4 أمتار بمنطقة "العزازية" بمركز دشنا شمال محافظة قنا يذهب يومياً إلى المحل يومياً لا يتأخر عن مواعيده، والتى تبدأ من الساعة السابعة صباحاً يعمل بكل همة ونشاط يؤمن بأنه حرفته هى مصدر رزقه الوحيد ولا يعرف غيره.
فى القرى كانت "البوابير" هى وقود الشعلة التى تعتمد عليه ربات البيوت فى كل شىء، وتعمل "البوابير " بطريقة يدوية، من خلال مكبس صغير، تقوم بالضرب عليه عدة مرات حتى يصل الجاز إلى الفتيل بطريقة النكش وتشعل النار فيه ويبدأ البابور فى التوهج، وتصبح ناره زرقاء اللون، واقتصر استخدامه فى المدن على صُنع القهوة فى ذلك الوقت.
فى السابق كانت استخداماته كثير والبداية فى طهى الطبيخ، أو عمل الشاى تسخين الماء للغسيل والاستحمام، وكانت القرى هو مصدرها قبل أن يدخل البوتجاز فى البيوت، لكن ما زال عدد من القرى فى المناطق النائية تستخدم الوابور فى طهي الطعام لاستخدامه فى أوقات أزمة أسطوانات البوتاجاز.
يصر عم "محمد حامد" على أن لا يترك هذه المهنة، رغم مكسبها ومردودها المادي، قائلاً:" مهنة تصليح وابور الجاز هى مهنة آبائى وأجدادى ولن أتركها، وكثيرًا من الأسر تحتفظ بالوابور يستخدموه فى أوقات الأزمات وأصحاب المحال فى عمل الشاى والقهوة ويتميز بأن "كوباية" الشاى والقهوة لها مذاق مختلف عن الكاتيل والبوتجاز.
وأضاف: "تصليح البوابير يكون الإقبال أكثر من قبل المواطنين لتصليح "وابور" ففى فصل الشتاء القارس يستخدمه الأهالى فى شرب المشروبات الساخنة، ومع موسم حصاد القصب الشغالة يستخدمونه للشرب دائماً، ولا أعتمد على تلك المهنة فقط وأقوم بعمل حصالات أو إصلاح أوانى المطبخ التى تحتاج لحام أو المقتنيات الخاصة بالفتيات التى تحتاج للحمها، وكذلك الشيش، وفى موسم رمضان أقوم بتصنيع "أكواز" القطائف والكنافة البلدى.
5 تصليح بابور الجاز بقنا
7 بابور الجاز
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة