أظهرت دراسة استطلاعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، حول تصوِّرٍ مُقترحٍ لبرنامج إرشاديٍّ قائم على العلاج المعرفيِّ السلوكيِّ للحدِّ من أعراض الاكتئاب النفسي الناتج عن جائحة كورونا من أن الذكور هم أكثر شعورًا بأعراض الاكتئاب من الإناث، وبلغت عينة الدراسة (757) مستجيبًا، شكَّل عدد الذكور ما نسبته (38%)، بينما كان عدد الإناث ما نسبته (62%) من عينة الدراسة.
وبحسب صحيفة الوطن العمانية، أشارت نتائج الدراسة إلى وجود أعراضٍ متوسطة لدى أفراد المجتمع العماني، مما أنبأ بوجود استعدادٍ للإصابة بالاكتئاب لديهم، وكان أفراد العينة الذين يعملون أكثر اكتئابًا مقارنة بمن لا يعملون؛ ويُرجح الباحثون سبب ذلك إلى الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي المطبق في السلطنة، أسوةً بدول العالم، وما فرضه من تقنين الخروج والذهاب إلى العمل، الأمر الذي لم يألفه الأفراد داخل المجتمع.
وبيَّنت النتائج أن الذكور هم أكثر شعورًا بأعراض الاكتئاب من الإناث، وأشارت أيضًا إلى أن الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلى 30 عامًا كانت تظهر عليهم أعراض الاكتئاب أكثر ممن أعمارهم (40) عامًا وأكثر؛ ويرى الباحثون أن ذلك يعود إلى أن هذه الفئة من الشباب كان لها قبل جائحة كورونا مناشط مختلفة كالذهاب إلى المدارس أو الجامعات، أو الخروج في نزهات مع أصدقائهم أو رحلات، أو ممارسة الرياضة على نحو مستمر خاصة كرة القدم، غير أن كلَّ هذا توقف وعلى نحو مفاجئ، وكان من الـ(صعب) عليهم تقبل ذلك.
وحسب التقارير كانت بعض الأمهات والزوجات، اللاتي تعامل فريق العمل معهن من خلال الاتصال، يشتكين من صعوبة السيطرة على المراهقين والشباب والأزواج في الخروج من المنزل مما يجعلهن في حالة خوفٍ من أن يحملوا الوباء المرضي معهم عند رجعوهم إلى البيت، وأنهن أصبحن أكثر عصبية في التعامل في هذه الفترة. وفي هذا الصدد بيَّنت آخر إحصائية لوزارة الصحة في السلطنة بأن عدد المصابين بفيروس كورونا من الذكور جاء مرتفعًا، إذ سجلت (32,428) إصابة لدى الذكور مقابل (8,766) لدى الإناث.
وقد وجد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة تتوافق مع دراسة استطلاعية أجراها معهد الصحة العامة الفيدرالي Sciensano في (بلجيكا) إذ تبيَّن أن 30% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع يعانون من (اضطرابات اكتئابية)، أي ثلاثة أضعاف الإناث خلال الحجر الصحي الذي أوقف جميع الأنشطة، وحظر التجول الذي فُرض بسبب فيروس كورونا المستجد. وقد كانت أكثر أعراض الاكتئاب ظهورًا لدى أفراد عينة الدراسة: الشعور بالذنب، التعب، الحزن، استحقاق العقاب، الغضب، ضعف الإنجاز.
وأعاد الباحثون ذلك إلى الطبيعة الإنسانية وقت الأمراض المزمنة أو الوبائية أو الكوارث بشكل عام، حيث تضخيم الخطأ واجترار الماضي والمبالغة فيه، وشعور الأفراد بأنهم يستحقون ما يتعرضون له نتيجة أفعالهم المقصرة وغير المسؤولة في النواحي الدينية أو الأخلاقية أو الاجتماعية أو جميعها معًا.
وقد رأى بعضهم أنهم كانوا مقصرين وغير متواصلين مع الأصحاب والأهل، الذين لم يكتب لهم النجاة من جائحة كورونا، قبل الحظر، وفي المقابل تبيَّن للباحثين أيضًا أن بعض الأمهات رأين أن المشاكل بين الإخوة داخل الأسرة أصبحت أكثر من المعتاد، وحدة النقاش بينهم تصل إلى عنف متبادل في هذه الفترة. وفي ضوء هذه النتائج توصي الدراسة بضرورة الإسراع في إعداد وتنفيذ البرنامج المقترح وهو برنامج العلاج المعرفي السلوكي لتخفيف أعراض الاكتئاب والحيلولة دون ارتفاع مستواه لدى الأفراد، بمختلف المراحل العمرية من خلال تقنيات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة