أجرى "اليوم السابع" جولة في فيلا وقصر الدبلوماسى الفرنسى فرديناند ديليسبس، الذي حصل على امتياز حفر قناة السويس من الخديو سعيد باشا، وشُيد القصر مع بداية حفر قناة السويس، وعاش فيه نحو ربع قرن هو وزوجته، وشهد أحداثًا تاريخية، ويضم قطعًا أثرية نادرة، وصورًا تُعد شاهدًا على عصر تشييد قناة السويس كما يعد جزءًا من تاريخ ديليسبس.
وتقع فيلا ديليسبس، وسط مدينة الإسماعيلية، وهي من أول المبانى التى بنيت بمحافظة الإسماعيلية، وتقع بشارع محمد على، وهى أقدم المنشآت منذ حفر قناة السويس، إذ تم إنشاؤها علم 1862، لإقامة فردياند ديليسبس صاحب امتياز حفر قناة السويس، وتُبهر المواطنين بمظهرها الفريد وطرازها المميز متاح للنظر إليها فقط من الخارج لكن ممنوع دخولها وغير مسموح للجمهور بتفقدها، وترفض هيئة قناة السويس فتح أبواب القصر للجمهور كمزار سياحي بدعوى الحفاظ على مقتنيات القصر من العبث والتخريب.
وتقام فيلا ديليسبس على طراز معمارى يشبة الريف الأوروبى، وهى عبارة عن دور أرضى يعلوه طابق آخر تحيط به حديقة محاطة بسور، ويوجد بسور الحديقة حوض للغسيل من الرخام يعتبر تحفة معمارية نادرة فضلًا عن غرف الاستراحة المزينة بالزخارف الخشبية والقرميد.
ويضم الطابق العلوى للمبنى عدة غرف للنوم وحمامات، لكنه تقرر عدم المساس بها من أى شخص للحفاظ عليها من عوامل الرطوبة، كما توجد بعض المنقولات الشخصية الخاصة بديليسبس، عبارة عن بعض الخرائط والمسودات الخاصة بحفر قناة السويس وعربة مصنوعة من الخشب والحديد تجرها الأحصنة، تفقد بها ديليسبس أعمال الحفر بقناة السويس ومكتب معدنى وسرير كان ينام عليه محاطًا بستائر.
فى مدخل الفيلا تجد عربة "ديليسبس" الشخصية التى تَجرها الخيول على نصب تذكارى، بعدما كان يستخدمها المُهندس الشهير للمرور على مواقع العمل أثناء عمليات الحفر، ثم ترى ترمومتر لقياس حرارة الجو وضع فى مكانه منذ 122 عامًا وما زال يعمل بكفاءته حتى الآن.
وتم ضم الفيلا إلى وزارة الآثار لتخليد دورها العظيم وتوثيق ما بها من مقتنيات تحاكى فترة حفر قناة السويس.
ويضم متحف "ديليسبس" أدواته ومتعلقاته والرسوم الهندسية والخرائط كذلك قطعة أصلية من "الكانفاه" مشغول عليها حرفين S.C اختصار لعبارة قناة السويس، ونموذج للدعوة الأصلية التي وجهت للمولك والرؤساء لحضور حفل افتتاح قناة السويس الأسطوري في 17 نوفمبر 1869 كذلك العربة الأصلية التي كانت تجرها الخيول والتي كان يستخدمها ديليسبس في المرور على مواقع العمل في حفر قناة السويس، وغرفة المعيشة تم تغليفها بورق حائط أستخدم لأول مرة في مصر، وتم جلبه من فرنسا في هذا الوقت إلى جانب مقياس حرارة للجو "مائي" والذي ما زال يعمل بكفاءة إلى الآن.
ويقع بجوار فيلا "ديليسبس"، على بعد أمتار أول مبنى إدارى لقناة السويس، والتى تقوم شركة المقاولون العرب، بإعادته لسالف عهده إبان الافتتاح التاريخى لقناة السويس عام 1869، وتأهليه ليكون متحف عالمى يحكى تاريخ قناة السويس منذ نشأتها حتى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لقناة السويس الجديدة.