أكد الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر لديه نحو 4 آلاف واعظ وواعظة منتشرين فى ربوع مصر، موضحا أن المجمع لديه 246 لجنة للفتوى بالمحافظات والنجوع والقرى، مشيرا إلى أن لجان الفتوى تستقبل أسئلة حول الإلحاد وهو أمر أصبح ملحوظا باستقبالنا تلك النوعية من الاسئلة.. وإلى نص الحوار
فى البداية نريد أن تطلعنا فضيلتك على إمكانات مجمع البحوث الإسلامية من حيث عدد الوعاظ والواعظات؟
يعد الجانب الدعوى والتوعوى من أبرز المهام التى يقوم بها المجمع من خلال وعاظه وواعظاته والذين ينتشرون فى لقاءات متنوعة مختلف محافظات ومدن وقرى الجمهورية، ويبلغ عدد وعاظ وواعظات الأزهر الشريف حوالى 4000 واعظ وواعظة، يعملون وفق خطط عمل محددة تتناول جميع فئات المجتمع وتهتم بكل ما يشغل بال الناس ويمس اهتماماتهم الأولية، بالإضافة إلى المشاركة فى الحملات التوعوية التى يطلقها المجمع بشكل أسبوعى، وباهتمام خاص من فضيلة الإمام الأكبر بالملف الدعوى كثف المجمع الدورات التدريبية على مدار السنوات الماضية لدعم المستوى الدعوى والعلمى للوعاظ والواعظات، كما تم إمدادهم بالكثير من المكتبات المتنوعة لدعم المستوى الثقافي.
نريد أن نعرف خطة المجمع بالنسبة للواعظات وزيادة أعدادهن؟
فى الظروف العادية تتحرك واعظات الأزهر الشريف وفق خطط دعوية وعلمية للاستفادة من طاقاتهن، حيث يشاركن فى الكثير من الفعاليات التى تُنفذ فى المدارس والمعاهد والمصالح الحكومية ودروس السيدات والتجمعات السكانية، فضلًا عن مشاركتهن الفعّالة فى القضايا المجتمعية وخاصة المتعلقة بالأسرة، بالإضافة إلى المشاركة فى وحدة الوفاق الأسرى، والمساهمة فى حل المشكلات المجتمعية التى تواجه المرأة، كما أن الواعظات أصبحن أكثر فاعلية بعد استحداث منصب جديد للإشراف عليهن من خلال مساعد الأمين العام لشئون الواعظات وما تبعه من تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة التوعوية، حيث تغير وضع الواعظات وأدائهن تمامًا بعد التعاون المشترك فى هذا الملف بين الأمين العام ومساعده لشئون الواعظات، وبتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر، واهتمامه بتطوير أداء الواعظات بما يناسب احتياجات المجتمع لهذه الفئة الدعوية.
أما فى الظروف الاستثنائية التى نمر بها فإن الواعظات يعملن من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، حيث يقمن بتنفيذ عدد من البرامج المتنوعة التى تخص الأسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
وبالنسبة للعدد فنحن نعمل على زيادة العدد أن شاء الله من خلال التنسيق مع الجهات المختصة فى هذا الأمر، حتى يتسنى لنا التوسع بشكل أكبر فى التوعية التى تخص المرأة بشكل مباشر وتحتاج إلى عنصر نسائى لتحقيق أفضل نتائج.
كيف يتم اختيار الواعظات؟
يتم اختيار واعظات الأزهر الشريف بناء على اختبارات تحريرية وشفوية ومقابلات شخصية تضمن الشفافية الكاملة فى اختيار الواعظات المتميزات، حيث تتم تلك الاختبارات بنظام الكنترول المتبع فى الجامعة، لضمان اختيار أكفأ النماذج المتقدمة والتى تصلح للعمل الدعوى النسائى، ورغم هذا التدقيق فى عملية الاختيار فإنه المرحلة التالية لذلك تقوم على التأهيل المناسب أيضًا من خلال الدورات العلمية المتخصصة لتقديم نموذج متميز للمجتمع وقادر على تحقيق رسالة الأزهر الشريف ودعم دوره فى التوعية والمشاركة المجتمعية.
ما الذى قدمه المجمع لتحسين مستوى الوعاظ والواعظات؟
الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر يهتم بشكل كبير بتحسين المستوى العلمى للوعاظ والواعظات من خلال الدورات التدريبية التى تعقدها أكاديمية الأزهر للتدريب؛ حيث يتم عقد دورات تدريبية متنوعة فى العقيدة والفقه وأصوله والفتوى، بالإضافة إلى التدريب العملى على الفتوى فى لجنة الفتوى الرئيسة، كما يتم التعاون مع بعض المراكز فى عقد دورات متخصصة مثل المركز الدولى الإسلامى للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، وغيرها من البرامج التدريبية والتى يحتاجها الوعاظ والواعظات.
أيضا يعمل الأزهر الشريف على دعم المستوى الثقافى للوعاظ والواعظات من خلال إمدادهم بالمكتبات العلمية والتى تحتوى على مؤلفات يحتاج إليها الوعاظ والواعظات فى فهم الواقع والعمل على حل المشكلات المجتمعية التى تواجههم، بالإضافة إلى عقد المسابقات البحثية لهم.
فماذا عن العمل الإلكترونى للوعاظ والواعظات فى ظل جائحة كورونا؟
منذ بداية الأزمة وتعامل المجمع مع الملف التوعوى بشكل قوى بما يتلاءم مع طبيعة الظروف الحالية فتحولت الحملات التوعوية المباشرة إلى حملات إلكترونية شارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر من خلال تسجيلات إلكترونية - فيديوهات وصوتيات، بالإضافة إلى إنشاء مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعى للاتصال بالجمهور بشكل دورى، فضلا عن تكثيف العمل بالفتوى الإلكترونى واستقبال الكثير من الأسئلة والرد عليها مباشرة من خلال لجنة الفتوى الرئيسة والمركز الإعلامى للمجمع.
نريد أن نعرف قوة المجمع فى عدد الوعاظ المبعوثين، فكم واعظ لديكم مبعوث فى كم دولة؟
الوعاظ يشاركون مع المدرسين فى الأزهر جنبًا إلى جنب فى مسابقات الابتعاث التى يعقدها المجمع لاختيار أكفأ المتقدمين للتخصصات المطلوبة فى دول العالم المختلفة سواء ما يتعلق منها بجانب الدعوة والتوعوية والذى يقوم به الوعاظ أو جانب تدريس بعض المواد وهو ما يقوم به المدرسين، والعدد هنا يخضع للنتائج النهائية للاختبارات التى تمر بمراحل مختلفة.
كيف يتم اختيار المبتعثين؟
اختيار المبعوثين يمر بعدة مراحل بدءا من مرحلة الاختيار الأولية التى تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط، فهذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر فى دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجًا متميزًا، حيث يتم الاختبار على ثلاثة مراحل هى الاختبار التحريرى يليه الشفوى وبعده المقابلة الشخصية، لضمان أن يكونوا على إلمام كاف برؤية ورسالة الأزهر، وقدرتهم على التعامل مع الثقافات المختلفة، وكسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.
من الذى يتحمل تكاليف معيشتهم ورواتبهم فى تلك الدول وماهى العملة التى يتقاضون بها؟
يمثل مبعوثو الأزهر الشريف صورة من صور القوى الناعمة لمصر فى العالم الخارجي؛ لذلك الدولة المصرية هى من تتحمل رواتب المبعوثين إلى دول العالم المختلفة وذلك ضمن ميزانية الأزهر الشريف.
المعاهد الأزهرية فى الدول الأخرى كم يبلغ عددها وعدد العاملين بها؟
يبلغ عدد المعاهد الخارجية التى تتبع الأزهر الشريف ويشرف عليها بشكل مباشر نحو 23 معهدًا فى دول مختلفة من دول العالم.
كم فتوى صدرت من المجمع فى النصف الأول من 2020؟
فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب_ شيخ الأزهر بتكثيف العمل بلجان الفتوى من أجل مواجهة فوضى الفتاوى وتبصير الناس بما يثار من قضايا ترتبط بشئون حياتهم، ولحماية المجتمع من النتائج السلبية للفتاوى المضللة التى تخالف التعاليم السمحة للإسلام؛ استقبلت لجان الفتوى الرئيسة والفرعية المنتشرة فى كل مدن ومراكز محافظات الجمهورية نحو (257825) سؤالًا فى تخصصات متنوعة ما بين مسائل أحوال شخصية، وعبادات، ومواريث، ومعاملات تجارية ومالية، وقضايا معاصرة، وقامت بالرد عليها بشكل مباشر، فضلًا عن الرد على بعض الشبهات المثارة.
وللتيسير على الناس ممن يصعب عليهم الوصول لمقار اللجان، ولرفع الحرج عن البعض فى التواصل المباشر، استقبل الموقع الإلكترونى للمجمع من خلال خدمة الفتوى الإلكترونية نحو (19000) فتوى متنوعة تمت الإجابة عنها جميعًا عن طريق لجنة الفتوى الرئيسة ثم إرسال الإجابة إلى السائل مباشرة.
ما هى أكثر الفتاوى التى يستفسر عنها الناس؟
تتنوع الفتاوى التى ترد إلى لجان الفتوى ما بين مسائل أحوال شخصية، وعبادات، ومواريث، ومعاملات تجارية ومالية، وقضايا معاصرة، بالإضافة إلى بعض الشبهات المثارة حالية مثل الإلحاد وخلافه، ولعل الأحوال الشخصية والمشكلات المجتمعية هى الأكثر تساؤلا من جانب الجمهور، وهو ما يجعلنا نستفيد من لجان الفتوى فى تحديد خطط العمل فى المحافظات المختلفة بناء على المشكلات التى ترد من الجمهور فى شكل أسئلة وفتاوى.
كيف يتم التواصل مع الوعاظ من قبل المواطنين بمعنى أين نجدهم فى المحافظات؟
فى الظروف العادية يسير وعاظ الأزهر الشريف وفق خطط دعوية تضمن انتشار الوعاظ والواعظات فى جميع قرى ومراكز ومدن الجمهورية، بالإضافة إلى وجود لجنة فتوى فى كل مركز من مراكز الجمهورية، بالإضافة إلى القوافل التى يطلقها المجمع والندوات الثقافية والمقاهى الثقافية وغيرها من الأنشطة التى ينفذها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف، فيتواجدون فى المدارس والمعاهد ومراكز الشباب والنوادى والمصانع والشركات وقصور الثقافة والسجون، وبعض فروع المجلس القومى للمرأة والمستشفيات، والأماكن المترامية الأطراف ومع القبائل البدوية إلى غير.
أما فى الفترة الحالية فيتم العمل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى الرسمية للمجمع أو عن طريق الصفحات الشخصية للوعاظ والواعظات على مواقع التواصل الاجتماعى لحين أن يرفع الله هذا الوباء قريبًا بإذنه تعالى.
كم تبلغ عدد لجان الفتوى بالمحافظات وأين مقراتها؟
تبلغ عدد لجان الفتوى نحو 246 لجنة فتوى منتشرة فى مراكز ومن الجمهورية؛ حيث توجد لجنة فتوى رئيسة فى كل محافظة ويكون مقرها منطقة الوعظ فى عاصمة المحافظة، وباقى اللجان الفرعية تكون فى المعاهد الموجودة فى مراكز المحافظة، بالإضافة إلى لجنة الفتوى الرئيسة والتى مقرها الجامع الأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة