رغم أهميتها التاريخية وموقعها الفريد المتميز على النيل، إلا أنها لا زالت واحدة من المتنزهات التى يقصدها الجمهور البسيط فى محافظة أسوان، خلال المناسبات والأعياد وأيام الربيع، هى حديقة الأميرة فريال ابنة الملك فاروق والتى أهداها لها والدها الملك فى عيد ميلادها، وأنشئها على أجمل البقاع المطلة على النيل بجوار قصره فى أسوان.
"اليوم السابع" يسلط الضوء على حديقة الأميرة فريال بمدينة أسوان، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والتى لا زالت تغلق أبوابها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
تحتل حديقة الأميرة فريال المرتبة الأولى فى أذهان الأسوانيين الذين يعتبرونها مقصد البسطاء خلال العيد والمناسبات الأخرى أيضاً، ورغم ما تتمتع به هذه الحديقة من مساحات خضراء ومناظر طبيعية خلابة مطلة على النيل مباشرة، وملاصقتها أيضاً لقصر الملك فاروق سابقً وفندق "أولد كتراكت" حالياً، والذى اشتهر باسم "جراند أوتيل" عبر الدراما المصرية.
وعن قصة الحديقة، أنشأها الملك فاروق وأهداها لابنته الأميرة فريال فى عيد ميلادها خلال أربعينيات القرن الماضى، تمتاز حديقة فريال بأنه من داخلها تمكن لأى شخص متابعة غروب الشمس حتى تغرق فى نهر النيل والذى يعتبر متعة كل سائح يزور أسوان، وهو نفس الحدث الذى يحرص على متابعته من تراس فندق كتراكت القديم، حيث جمال الطبيعة وعبقرية المكان، والذى يضم مدرجات جرانيتية تطل على أجمل جزء من نهر النيل بزرقته المبهرة، وتصميم الحديقة ليس له نظير.
ويتمتع الزائرون للحديقة فى الأعياد والمناسبات بجمال هذا المكان العريق ذو القيمة التاريخية العالية، ووقع الحديقة على ربوة عالية من نهر النيل بمدينة أسوان، ولما تمتلكه من أشجار تمثل بانوراما جمالية على صفحة النيل، وتنسيق منقطع النظير، ومع هذا الجمال كله فإن سعر تذكرة الدخول للحديقة "جنيهان" فقط.
يشار إلى أن الأميرة فريال التى ولدت فى 17 نوفمبر عام 1938 وتوفيت فى 29 نوفمبر عام 2009، هى أكبر بنات آخر ملوك مصر "فاروق الأول" من زوجته الملكة فريدة، وتوفيت فى مدينة جنيف بسويسرا عن عمر يناهز 71 عاما بعد معاناة مع مرض سرطان المعدة استمر سبع سنوات.
أقام والدها عند ولادتها، احتفالية كبرى، ومُنحت 1700 أسرة من الأسر التى تصادف ولادة مولود لها يوم ولادة الأميرة فريال، الملابس والمواد الغذائية وجنيهًا واحداً (وقد كان هذا يعد مبلغًا كبيرًا فى ذلك الوقت).
ولدت الأميرة فريال فى قصر المنتزه بالإسكندرية يوم 17 نوفمبر 1938، وسماها الملك فاروق "فريال"، على اسم جدته الأميرة فريال والدة الملك فؤاد الأول، ومعنى الاسم "نور سطع"، كما ذكرت آنذاك مجلة الهلال، التى أشارت أيضًا إلى أن الاسم مزيج من الفارسية والتركية.
وفى صباح اليوم التالى لإعلان مولدها، قامت وحدات الجيش المصرى بعرض عسكرى فى ميدان عابدين، حلقت فيه 26 طائرة حربية، وفى مساء نفس اليوم، تجمعت بعض وحدات الجيش مرة أخرى فى ميدان عابدين وقامت بعرض مماثل شاهده الملك فاروق من إحدى شرفات قصر عابدين، وأصدر الملك فاروق أمره إلى مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية بتوزيع خمسة آلاف جنيه على الفقراء.
غادرت مع والدها مصر بعد ثورة يوليو وكان عمرُها حينذاك 13 سنة، عندما كان عمرها 23 عامًا وتحديدًا عام 1962 وقعت فى غرام شاب يعمل رسامًا كان يقوم بعمل ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها فى نابولى، لكن الملك فاروق رفض زواجها منه.
التحقت بكلية السكرتارية وعملت سكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة، كانت تقيم مع شقيقاتها مع والدهم فى فيلا نابولى، لكن عندما وقع الملك فاروق فى غرام مغنية الأوبرا الشهيرة إيرما كانوزا ودعاها للإقامة فى الفيلا، غادرت مع شقيقاتها فوزية وفادية إلى منتجع أسرة محمد على فى سويسرا، وتزوجت من السويسرى "جان بيير" فى عام 1966، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ياسمين فى عام 1967.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة