نددت صحيفة الوطن الإماراتية بسلوك النظام التركى من خلال ردود أفعاله تجاه كارثة مرفأ لبنان، وقالت إنه تاجر أزمة ويحاول اللعب على التركيبة السكانية اللبنانية في هذا الوقت، وكتبت فى افتتاحيتها تحت عنوان "النظام التركي وتجارة الموت": في مناسبة جديدة تطل رؤوس الأفاعي لتنفث ذات السموم التي اعتادت عليها في كل مكان شهد أزمات، ومنها ظهور وزير الخارجية التركي في العاصمة اللبنانية المنكوبة بيروت، والتي بانت نواياها من خلال التصريحات التي أُطلقت من بين الدمار.
وأضافت: كالعادة فأي أزمة إنسانية سيتم استغلالها من قبل النظام التركي، إذ سرعان ما أعلن وزير خارجية نظام أردوغان أن نظام بلاده مستعد لمنح الجنسية للبنانيين من أصول تركية أو التركمان، ولاشك أن أي إجراء من هذا النوع في هذا الظرف بالذات.. يؤكد أن كل النوايا يمكن أن تكون حاضرة إلا الهدف الإنساني البريء من النظام التركي الذي لم يتحرك يوماً بدافع إنساني حيث إن فاقد الشيء لا يعطيه، وإنما كالعادة مآرب يتم تغليفها بشعارات معروفة بهدف تغطية الهدف الحقيقي.
وتابعت الصحيفة الاماراتية: ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام في بيروت الحزينة.. رأيناه في سوريا بذات السيناريو والأسلوب والتصريحات على مدى سنوات، عندما تم الترويج لمنح من يخضعون للاحتلال التركي في الشمال السوري الجنسية ليكونوا كتلة وازنة في حسابات المصالح غير المشروعة لنظام الطغيان في أنقرة، واليوم فإن ذات الوجوه تواصل ممارسة دورها ضمن مخططات وأجندات، حيث إنه لا يغيب عن بال أحد بأن أي محاولة للعب على التركيبة السكانية اللبنانية في هذا الوقت بالذات معناه المزيد من السكاكين التي تضاعف الجروح والتصدعات وتدفع لتعميق الانقسامات في صفوف الشعب اللبناني الذي لا ينقصه الألم ولا الدفع باتجاه حدوث ما لا تحمد عقباه.
وقالت :أغلب دول العالم سارعت للتعبير عن تضامنها التام مع لبنان والاستعداد لدعمه وتقديم المساعدات الإنسانية لجميع أبنائه بغض النظر عن أي شيء آخر.. باستثناء الأنظمة التي ترى في لبنان ساحة لتصفية الحسابات وتحقيق الأطماع واتخاذه ورقة للضغط وميداناً للتدخلات غير المشروعة التي تخالف بشكل تام جميع القوانين والقرارات الدولية، واليوم كالعادة فإن من يعتبر نكبة لبنان الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت الكارثي فرصة لتحقيق أهدافه أو مناسبة لاستغلال الأزمة فإنه يبرهن في مناسبة جديدة على أنه يقف بعيداً عن الإنسانية وقيمها الواجبة خاصة في مثل هذه الأوقات وأنه تاجر أزمة ومتجرد من كل وازع ويواصل الترويج والتسويق لمخططات آثمة يتم العمل عليها دون توقف.
واختتمت :لبنان بحاجة إلى من يتعاطف معه ويتعامل مع تداعيات المأساة كما يجب للتخفيف من هول ما يعانيه شعبه الشقيق، ولا يمكن أن يكون ما يقدم عليه أي طرف بالتعامل مع ظرف لبنان كفرصة لتحقيق الأطماع أو صب الزيت على النار في مصلحة أحد باستثناء حملة أجندات الموت.