تواجه أوروبا موجة حارة للغاية، والتى تهز القارة العجوز لتوافد الأوروبيين إلى الشواطئ، مما يهدد التدابير الوقائية التى تتبعها الدول الاوروبية للتصدى لفيروس كورونا.
ومع درجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية فى معظم أنحاء القارة، فى الوقت التى تعانى أوروبا من انتشار جديد لفيروس كورونا بشكل خطير، وخاصة فى إسبانيا وإيطاليا، وتحاول السلطات الأوروبية فرض تدابير التباعد واستخدام الكمامات لوقف انتشار العدوى.
ومع أكثر من 213 ألف حالة وفاة، تعد أوروبا ثاني أكثر قارات تضررًا من الوباء ، بعد أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، حيث تجاوز عدد الوفيات 218.345.
شواطئ أوروبية
وأشارت صحيفة "دينيرو" الإسبانية إلى أن العديد من المدن والمنتجعات الصحية في بلجيكا ،أعلنت منذ أمس الأحد حظر "السائحين ليوم واحد"، وفي بلانكنبرج، تمت دعوة مجموعة من الشباب لمغادرة الشاطئ بعد رفضهم احترام إجراءات التباعد، و تحول هذا الخلاف بين المصطافين إلى مشاجرة عندما وصلت الشرطة ، الذين هوجموا بمظلات الشاطئ.
شواطئ بلجيكا
في المملكة المتحدة وألمانيا ، كان الساحل مليئًا أيضًا بالناس وكان على السلطات الألمانية المطالبة بإغلاق البحيرات وبعض الشواطئ في شمال البلاد بسبب استحالة احترام الإجراءات الأمنية.
أما في هولندا، فقد دعت السلطات السكان إلى تجنب شاطئ زاندفورت قرب أمستردام، حتى يتسنى الحفاظ على التباعد الجسدي بين المصطافين.
وتظاهر حوالي 5000 شخص في فيينا للمطالبة برفع القيود بسبب الأزمة الصحية والمزيد من المساعدات الحكومية للحانات والنوادي.
وفى إسبانيا، أصدرت جميع دول شنجن تقريبا توصيات ضد السفر إلى مناطق معينة من إسبانيا، حتى أن العديد منها فرض قيودا للتحكم فى وصول المسافرين أو السياح من البلد الأوروبى، وذلك بسبب تفشى فيروس كورونا فى البلاد بشكل كبير، وفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية.
شواطئ إسبانية
ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في إسبانيا إلى 314 ألفاً و362 حالة حتى صباح أمس الأحد، كما أن عدد الوفيات في إسبانيا جراء الفيروس بلغ 28 ألفاً و503 حالات وتعافى 150 ألفاً و376 من المصابين حتى الآن.
وفي الوقت الحالي، خمس دول فقط - لوكسمبورج وبولندا والبرتغال ورومانيا والسويد - لم تنصح بعدم السفر إلى إسبانيا أو بعض المناطق الإسبانية خوفًا من انتشار فيروس كورونا.
وأضافت الصحيفة أنه منذ نهاية شهر يوليو، أصبح استخدام القناع إلزاميًا في الأماكن العامة المغلقة في معظم دول القارة القديمة، واعتبارا من اليوم الإثنين سيكون إلزاميًا في بعض أكثر المناطق ازدحامًا في باريس ، مثل أرصفة نهر السين أو منطقة مونمارتر السياحية.
ومن ناحية أخرى، يرى عدد من الخبراء أن موجة الحر فى أوروبا، قد تساهم فى تقليل قوة الفيروس ، وتجعله مثل دور برد بسيط، حيث أجرت كيت تيمبلتون، من مركز الأمراض المعدية بجامعة إدنبره، دراسة منذ عشر سنوات، جمعت فيها عينات لثلاثة أنواع من الفيروسات التاجية التي تسبب أمراضا تنفسية، من مرضى بالمستشفيات والعيادات في إدنبره، ولاحظت أن هذه الفيروسات تنتشر في فصل الشتاء، إذ تزداد معدلات الإصابة في الفترة بين شهر ديسمبر وشهر أبريل، ولذلك فقد ترى صحيفة "لا بانجورديا" الإسبانية إن هذه الفترة قد تكون فرصة لإنهاء أى محاولات لإصدار لقاح او دواء حتى الشتاء المقبل.
شواطئ أوروبا
وربط تحليل لحالات الطقس في 500 منطقة حول العالم بين معدلات الإصابة بالفيروس وبين درجات الحرارة وسرعة الرياح والرطوبة النسبية. وخلصت دراسة إلى أنه كلما ارتفعت درجات الحرارة تراجعت حالات الإصابة به.
وتقول جان أبرت، أستاذة مكافحة الأمراض المعدية بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم، إن فيروس كورونا من المتوقع أن يصبح مرضا متوطنا وفي الغالب سيصبح موسميا، وثمة أسباب قادت الباحثين إلى الاعتقاد بذلك، وهو إذ تنتمي فيروسات كورونا إلى طائفة من الفيروسات تسمى الفيروسات المغلفة، بمعنى أنها مغطاة بغشاء خارجي دهني، يعرف باسم الطبقة الدهنية المزدوجة، وتبرز منها نتوءات من البروتينات تشبه أطراف التاج، ولهذا سميت بالفيروسات التاجية.
إيطاليا والجليد
وبجانب فيروس كورونا، تهدد درجات الحرارة المرتفعة بكارثة فى ايطاليا ، حيث أعلنت وكالة "أنسا" الإيطالية إجلاء السائحين والمقيمين بمنطقة فال فيريت بالقرب من بلدة كورمايور الشمالية بسبب مخاوف من احتمال انفصال جزء كبير من نهر بلانبينسيو الجليدى، مشيرة إلى أن عدد من الخبراء يخشى انهيار كتلة تبلغ حوالى 500 ألف متر مكعب من الجليد، بحجم كاتدرائية ميلانو، ووفق أحد المسؤولين أوشكت على السقوط وشكلت تهديدا للمنازل، ويتواجد فى مكان الحادث رجال الشرطة ورجال الإطفاء وحراس الغابات، وتم إجلاء أكثر من 60 شخصا - حوالى 15 من السكان المحليين و50 سائحا.
وأوضح مسؤولون محليون أن الإجراءات الأمنية حول منطقة الخطر "تم تخفيفها تدريجيا" بعد وجود تحسن طفيف فى وضع المجلدة.
وتسبب تغير المناخ فى ذوبان الأنهار الجليدية فى العالم بشكل متزايد ما مثل خطرا جديدا على بلدة كورمايور، وهى منتجع شعبى فى منطقة أوستا فالى الإيطالية بقرب الحدود الفرنسية.
وفى وقت سابق، قال رئيس بلدية كورمايور ستيفانو ميسيروتشى أمس السبت، إن الوضع يتحسن موضحا: "نحن فى مرحلة تحسن طفيف والوضع أفضل قليلا"، مضيفا "لكننا لم نعد بعد إلى وضع ما قبل إغلاق الطريق المؤدى إلى فال فيريت، وهو واد صغير يكون عادة مزدحما بالسياح فى هذا الوقت من العام".
وأتيحت طريق بديلة باتجاه واحد من السبت للأشخاص الذين يعيشون فى فال فيريت الراغبين فى التنقل وأيضا للذين لديهم حجوزات فى أماكن أخرى فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة