حذر مدير سابق لجهاز المخابرات البريطانية الخارجية MI6 وزراء الحكومة فى بلاده من أن السماح لأطفالهم باستخدام تطبيق تيك توك قد يضعهم تحت رحمة "الجواسيس الصينيين".
وبحسب ما ذكرت صحيفتا "دايلى ميل" و"التليجراف"، فإن نيجل إنكستر قال إن تطبيق السوشيال ميديا المثير للجدل يمكن أن يكون بابا خلفيا لبكين لسرقة أسرار من كبار المسئولين بالحكومة.
وكان الرئيس ترامب قد أصدر الأسبوع الماضى قرارين تنفيذيين لحظر تيك توك وموقع صينى آخر "وى تشات" من الولايات المتحدة، ما لم تنتقل ملكيته لطرف جديد. وباستخدام صلاحيات الطوارئ الوطنية، وقع ترامب القرار الذى يمنح شركة بايت دانس المالكة لتيك توك 45 يوما لبيع التطبيق.
كما أن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو حذر من ان تيك توك والتطبيقات الصينية الأخرى مثل وى شات تمقل تهديدات كبيرة للبيانات الشخصية للمواطنين الأمريكيين.
ورغم نفى "تيك توك" مزاعم ترامب بصلته بالحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، إلا أن إنكستر، الذى قاد جهاز المخابرات البريطانية الخارجية حتى عام 2006، قال إنه طالما أن مالكيه متمركزين فى الصين، فإنه سينظر إليه على إنه خطر.
وحذر إنكستر الذى يعمل الآن خبيرا بارزة فى التهديدات الإلكترونية من الصين فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، إن الأجهزة الأمنية للصين قادرة على إيجاد نقاط الضعف الرقمية فى الأهداف البارزة والحصول منها على مواد حساسة.
وأضاف فى تصريحات لصحيفة التليجراف إن المكان الذى تكون فيه أجهزة المخابرات الصينية قوية للغاية تستطع تحديد نقاط دخول غير واضحة لأهداف معينة، مؤكداً أنهم اظهروا مهارة كبيرة فى هذا الشأن.
وتقول تليجراف إن تطبيق تيك توك يلقى رواجا واسعا بين الأطفال والمراهقين فى السنوات الأخيرة لفيديوهاته الراقصة ولقطات الحيل، ويوجد لديه الآن حوالى 800 مليون مستخدم حول العالم.
وقال إنكستر إن التطبيق يمكن أن يعمل أيضا كنقطة دخول إلى أجهزة شخصيات بارزة فى بريطانيا حتى لو كانت على هواتف أفراد الأسرة او الأقارب الذيت يتشاركون نفس شيكة الواى فاى.
لكن متحدث باسم المركز الوطنى للأمن السيبرانى إنه لا يعتبر تيك توك حاليا خطر أمنيا كبيرا.
وظهرت شركة مايكروسوفت باعتبارها الأكثر احتمالا فى شراء عمليات تيك توك فى الولايات المتحدة، والذى سيجنبه الحظر بشكل فعال على أساس يتعلق بالأمن القومى. وستتماشى أى صفقة محتملة مع موقف مايكروسوفت تجاه الصين، حيث كانت الشركة حاضرة بشكل كبير، على عكس شركات أمريكية أخرى كرى مثل فيس بوك وجوجل، التى تخلت على ما يبدو عن سوق المستهلك فى الصين بسبب القيود الحكومية.
وفى بريطانيا، حققت تيك توك شعبية كبيرة فى السنوات الأخيرة وتظهر الأرقام الرسمية أن نصف الأطفال من سن الثامنة حتى الـ 12 يستخدمونه.
وقال متحدث باسم تيك توك إن التطبيق لا يعمل فى الصين، وليس متاحا هناك بالأساس. وأشار غلى أن بيانات المستخدمين فى بريطانيا مخزنة حاليا فى الولايات المتحدة وسنعافورة وستم نقلها إلى مركز بيانات جديدة فى إيرلندا. وتابع قائلا إنه لم يقدموا بياناتهم ابدا للحكوكة الصينية ولن يفعلوا ذلك إذا طلبت.
وأضاف إنكستر: نشعر أنه من المستبعد أن تقوم بريطانيا بخطوة دراماتيكية بحظر التطبيق برغم الضغوط من واشنطن"، مشيرا إلى أن الوزراء بحاجة إلى دليل أكبر على أن التطبيق يشكل تهديدا للأمن القومى.